بعد فشل متكرر، يسعى مجلس الأمن، الإثنين 25 مارس 2024، للتصويت على مشروع قرار يدعو الى وقف النار في غزة.
واستخدمت روسيا والصين الجمعة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار أميركي دعمت فيه واشنطن للمرة الأولى وقفا “فوريا” لإطلاق النار في غزة ربطا بالإفراج عن الرهائن الذين خطفوا خلال هجوم حماس غير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.
ورأى بعض المراقبين في ذلك المشروع تحولا كبيرا في موقف واشنطن التي تتعرض لضغوط للحد من دعمها لإسرائيل في وقت أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل 32226 شخصا في غزة وفق أحدث حصيلة أعلنتها السلطات الصحية التابعة لحماس أمس الأحد.
وسبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح “وقف إطلاق النار” في قرارات الأمم المتحدة، وقد عرقلت ثلاثة نصوص في هذا الإطار. والنص الأميركي الذي أسقِط بالفيتو لم يدعُ بشكل صريح إلى وقف فوري لإطلاق النار، بل استخدم صياغة اعتُبرت غامضة من جانب الدول العربية والصين، وكذلك روسيا التي نددت بـ”نفاق” الولايات المتحدة.
تفاؤل بشأن نتيجة التصويت
ومشروع القرار الذي سيطرح للتصويت الاثنين هو نتيجة لعمل الأعضاء غير الدائمين في المجلس الذين تفاوضوا مع الولايات المتحدة طوال نهاية الأسبوع في محاولة لتجنب فشل آخر، وفقا لمصادر دبلوماسية أعربت عن بعض التفاؤل بشأن نتيجة التصويت.
وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس الأحد “نتوقع، ما لم يطرأ أي تطور في اللحظة الأخيرة، أن يتم تبني مشروع القرار وأن الولايات المتحدة لن تصوت ضده”.
والمشروع في نسخته الأخيرة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس الأحد “يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان” الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن “يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار”، كما “يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.
ووفقا لإسرائيل، خُطف نحو 250 شخصا في 7 أكتوبر، لا يزال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 33 منهم لقوا حتفهم. ويدعو مشروع القرار الجديد أيضا إلى “إزالة كل العوائق” أمام المساعدات الإنسانية التي من دونها بات سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة معرضين لخطر المجاعة.
ومنذ 7 أكتوبر، لم يتمكن مجلس الأمن المنقسم بشدة، سوى من تبني قرارين طابعهما إنساني بشأن ملف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، من أصل ثمانية مشاريع طرحت للتصويت.
منع نهائي من توصيل المساعدات
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأحد أن إسرائيل منعتها نهائيا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة حيث خطر المجاعة في أعلى مستوى.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني عبر منصة إكس “رغم المأساة التي تتكشف أمام عيوننا، أبلغت السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال أي قوافل غذائية تابعة للأونروا إلى الشمال”.
وأضاف “هذا أمر شائن ويجعل عرقلة المساعدة المنقذة للحياة مقصودة أثناء مجاعة من صنع الإنسان”. وأكدت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما لفرانس برس أن إسرائيل لم تقدم أي تبرير لهذا القرار.
وواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية الأحد في خان يونس حيث يزعم أنه يريد القضاء على مقاتلي حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
اشتباكات مستمرة في مستشفى الشفاء
من ناحيته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية طوقت مستشفيين آخرين في غزة أمس الأحد وتحاصر الطواقم الطبية فيهما تحت نيران كثيفة بينما قالت إسرائيل إنها ألقت القبض على 480 مسلحا خلال اشتباكات مستمرة في مستشفى الشفاء.
وتقول القوات الإسرائيلية إن مقاتلي حركة حماس يستخدمون المستشفيات في القطاع الفلسطيني قواعد لهم. ونشرت إسرائيل صورا ومقاطع مصورة تدعم هذا الادعاء. لكن الحركة والطواقم الطبية تنفي ذلك.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن أحد أفراده قتل عندما داهمت دبابات إسرائيلية مناطق في محيط مستشفيي الأمل وناصر بمدينة خان يونس في جنوب القطاع وسط قصف وإطلاق نار مكثف.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته بدأت عملياتها في محيط مستشفى الأمل بعد “معلومات مخابراتية دقيقة… أشارت إلى استخدام الإرهابيين للبنية التحتية المدنية في أنشطة إرهابية بمنطقة الأمل”.
وأضاف الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أن قوات مدرعة إسرائيلية أغلقت مستشفى الأمل ونفذت عمليات تجريف واسعة النطاق في محيطه.
وقال “جميع فرقنا في خطر شديد في الوقت الحالي وفي حالة حصار تام”. وأضاف أن القوات الإسرائيلية طالبت بإجلاء الطاقم الطبي والمرضى والنازحين من مقر مستشفى الأمل تماما وتطلق قنابل دخان على المنطقة لإجبار من بداخله على الخروج.
وفي وقت سابق اليوم قال الهلال الأحمر إن نازحا فلسطينيا لقي حتفه داخل مجمع المستشفى برصاصة إسرائيلية.
وقالت السلطات الصحية في غزة التي تديرها حماس إن القوات الإسرائيلية اعتقلت عشرات المرضى والعاملين الطبيين في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة شمال القطاع. ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق على ذلك التقرير.
وقال في وقت سابق إنه قتل أكثر من 170 مسلحا في عملية الاجتياح التي قالت السلطات الصحية الفلسطينية إنها تسببت أيضا في مقتل خمسة مرضى.