نفى سعيد قروق أستاذ علم المناخ، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك في الدار البيضاء، أن يكون الجفاف مشكلا في المغرب، موضحا أنه قاعدة بنيوية في المناح المغربي، ويوجد الجفاف في المغرب قبل قيام الدولة المغربية، وبالتالي لا يجب أن نتحدث عن تأثير الجفاف، وإنما عجزنا على التعايش معه.
وأوضح قروق في تواصل هاتفي مع موقع “إحاطة.ما” أن الجفاف هو صفة من الصفات التي يتمتع بها المناخ المغربي، “والمغاربة طوروا منذ الستينيات، في محاولة للتعايش معه (الجفاف)، وذلك عندما قرر الحسن الثاني نهج سياسة السدود، كذلك ما يقوم به الملك محمد السادس في هذا الباب باستراتيجية مماثلة لكن أكثر تطورا، إذ طورنا أمور عدة لوجستيكيا وتقنيا”.
وأردف قروق: “السدود اليوم توفر أكثر من 20 مليار متر مكعب من المياه، التي تستطيع تخزينها، بحيث المشكل يعود لنا في عدم القدرة على التعامل مع السدود والجفاف، إذن المشكل يتعلق بالأشخاص، وليس بالجفاف في حد ذاته. وإذا واصلنا طريقة تعاملنا مع الماء بنفس الكيفية، والتي يعود لها الأثر الكبير في أزمتنا اليوم مع الماء، فعلى الأكيد أن الزراعة المغربية ستتدهور كثيرا، لأن الماء مورد حيوي مضبوط في المغرب، ويجب التعامل معه كما هو، وليس كما نود أن يكون، فالطريقة المتهورة التي نتعامل بها مع الماء تسرع من عملية التدهور، والعكس صحيح”.
وشدد قروق، أن مشكل الماء في المغرب، هو مشكل سلوكيات، “مشكل الطريقة السلبية التي نتعامل بها مع أراضينا، لا سيما فيما يخص النشاط الفلاحي، بحيث عشنا فترة استثنائية لعودة الأمطار في الفترة الممتدة بين 2006 و2017، واعتبرها المسؤولين قاعدة، وبأن الماء متوفر في المغرب، واتجهوا إلى توسع النشاط والزراعي، وأصبحنا تستعمل الماء أكثر من السابق، فصلا عن القيام بجموعة من الاستثمارات الأجنية في الماء، الأمر الذي زاد من استهلاك الماء، والنتيجة كانت عكسية وتسببت في استنزاف مياه السدود، فمع توالي سنوات الجفاف رغم أنها ليست الأقسى ولا الأطول، لكن وقعها كان قويا، بفعل توسيع استعمالات الماء في مخطط المغرب الأخضر وما بعده”.