حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم (الأحد)، من هجوم إسرائيلي محتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، معربا عن خشيته من تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأردن بعد انتهاء الحرب على القطاع.
وقال عباس، في مداخلة قدمها خلال الاجتماع الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه السعودية، “إذا ما قامت إسرائيل باجتياح مدينة رفح التي يجتمع فيها معظم أهل قطاع غزة، ستحصل أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني وسيشردون خارج القطاع”.
وأضاف عباس بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) “نأمل أن تتوقف إسرائيل عن هذا العمل وعن هذا الهجوم”، داعيا الولايات المتحدة الأمريكية للطلب من إسرائيل أن تتوقف عن عملية رفح، لأن أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على أن تمنعها من ارتكاب هذه الجريمة”.
ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس الماضي، على خطة العملية البرية في رفح لكنه لم يسمح للجيش بالتحرك بعد، حسبما ذكر الإعلام الإسرائيلي.
وأفادت قناة ((كان)) العبرية الرسمية في حينه بأنه من المتوقع أن تبدأ إسرائيل في إجلاء المدنيين من رفح “قريبا” قبل الهجوم المخطط له على المدينة الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة عقب اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي. وباتت رفح الملاذ الأخير لأكثر من 1.4 مليون فلسطيني بعد نزوحهم من شمال ووسط القطاع في ظل الحرب العنيفة المستمرة بين حركة حماس وإسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة تحت اسم “السيوف الحديدية” أدت لمقتل أكثر من 34 ألف شخص ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية.
وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته “طوفان الأقصى”، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية. واعتبر عباس أن السابع من أكتوبر “مرحلة مفصلية حصل فيها إعتداء على مدنيين، ونحن قلنا منذ البداية نرفضه رفضا قاطعا، ومنذ أن وقع هذا الحدث، أكدنا أننا كسلطة فلسطينية ومنظمة تحرير رفضنا الاعتداء على المدنيين أيا كانت توجهاتهم وايا كانت انتماءاتهم، وفي نفس الوقت قلنا لا بد من وقف العدوان فورا، لأنه مؤذ جدا ونعرف نتيجته و إلى أين سيصل”.
وقال “طالبنا بوقف العدوان وإمداد السكان بالمواد الإنسانية التي يحتاجون اليها في كل القطاع وأننا لن نقبل بأي حال من الأحوال تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو من الضفة خارج إطار وطنهم”.
وشدد على ضرورة بقاء الفلسطينيين في “وطنهم، وألا تتكرر مأساتا 1948 و1967، وقلنا لا بد في النهاية من حل سياسي يجمع قطاع غزة والضفة الغربية والقدس في دولة فلسطينية مستقلة من خلال مؤتمر دولي، هذا ما طالبنا به منذ السابع من أكتوبر وحتى يومنا هذا”.
وأشار إلى أنه منذ السابع من أكتوبر، مضى أكثر من 200 يوم، استغلت إسرائيل فيها هذه الفرصة وذهبت “لتعتدي على أهل غزة بحجة أنها تريد أن تنتقم من حماس ولكنها في الواقعتنتقم من الشعب الفلسطيني وتقتل المدنيين، وهذا ما حصل إلى الآن وبالأرقام”.
وأوضح عباس أن إسرائيل قتلت أكثر من 34 ألفا خلال 200 يوم من أهل غزة ومعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ الكبار، وجرحت 75 ألفا، بمعنى أنه اصبح الآن عدد الضحايا في الحرب منذ أكتوبر إلى الآن 110 آلاف شخص ما بين قتيل وجريح، إضافة إلى ذلك، فإنها دمرت 75 % من قطاع غزة من مبان ومؤسسات وطرق ومساجد وغير ذلك”.
وطالب العالم بأنه ما دام اعترف بفلسطين عام 2011 كدولة مراقب في الأمم المتحدة، بأن يعترف بها كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، داعيا الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين اسوة باعترافها بدولة إسرائيل.
وتابع عباس “نقول لإسرائيل الحق بالحصول على الأمن، ونحن كفلسطينيين حقنا الحصول على حق تقرير المصير، على دولة مستقلة اسوة بباقي شعوب العالم”.
وأشار إلى أن قضية الوضع في قطاع غزة، ينطبق عليه بشكل أو بآخر ما يجري في الضفة الغربية، “وأخشى ما أخشاه أن تتجه إسرائيل بعد أن تنتهي من غزة إلى الضفة الغربية لترحيل أهلها نحو الأردن”.
وقال عباس إن “مصر والأردن رفضتا رفضا قاطعا ترحيل الفلسطينيين من بلادهم إليهما، لكن إسرائيل تحتاج إلى من يقول لها، إلى من يأمرها، إلى من يتحدث معها بقوة، بأن هذا العمل غير جائز، والجهة الوحيدة القادرة في العالم والتي نحملها المسؤولية هي الولايات المتحدة الأمريكية”.
