ستحظى مدينة تطوان قريبا بوسيلة نقل حضرية جديدة صديقة للبيئة وداعمة للسياحة المحلية، تتمثل في سيارة أجرة عبارة عن دراجة نارية (موطو/طاكسي) من ابتكار المخترع التطواني البشير حبيبي.
وقد اعتمد البشير حبيبي (54 سنة )، الذي سبر أغوار الميكانيك والكهرباء منذ حداثة سنه والمؤمن بحماس بالمثل العربي الشائع “الحاجة أم الاختراع”، على معرفته وخبرته الطويلة لإنجاز هذا الاختراع الجديد، الذي من شأنه أن يساهم في التقليل من الكلفة البيئية عبر الحد من تلوث الهواء وخلق فرص عمل جديدة والترويج للسياحة المحلية.
وأكد البشير حبيبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التجربة الفريدة من نوعها على المستويين الإقليمي والوطني، تسعى إلى تلبية حاجيات المواطنين والتقليل من استهلاك الوقود وبالتالي التقليص من انبعاثات الغازات الملوثة بالمدن الكبرى وتوفير حل عملي وفعال لمشكلة الازدحام واختناق السير، وكذا إتاحة الفرصة للسياح وزوار مدينة تطوان للتمتع بمناظر ومآثر ومعالم الحمامة البيضاء بأكملها بما فيها مسارات بالمدينة العتيقة لا يمكن لأية وسيلة نقل حتى الآن بلوغها.
وأضاف أن فكرة اختراع (موطو/طاكسي) “جاءت لبلورة فكرة راودته منذ مدة طويلة خلال مساره الدراسي ورغبته في تطبيق وتنزيل خبراته ومعارفه المتراكمة في مجال الميكانيك والكهرباء، وكله أمل في أن ينخرط الطلبة الشباب الذين يتابعون دراساتهم في شعب الميكانيك والكهرباء بمؤسسات التكوين المهني والمعاهد التابعة لجامعة عبد المالك السعدي في هذه التجربة العلمية للمساهمة فيها وتطوير هذا المشروع”.
وأكد المخترع التطواني أن مشروعه لقي استحسانا من قبل هيئات وطنية ومحلية، قدمت له وعدا مبدئيا بدعم هذا المشروع كما وكيفا في أفق تقييم هذه التجربة وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية وإمكانية تعميمها بمدن أخرى.
وأشار البشير حبيبي إلى أن اختراع (موطو/ طاكسي) كلفه سنة ونصف من العمل المتواصل ونحو 50 ألف درهم، مضيفا أن طالبين جامعيين واكبا عمله طيلة هذه المدة للاستفادة من خبراته المتراكمة، وتجسيد إبداعاتهما ومعارفهما العلمية ومهاراتهما الشخصية على أرض الواقع.
وقال المخترع التطواني إن لهذا المشروع جدوى اقتصادية مهمة تصب في صالح مستعملي وسائل النقل العمومي، على اعتبار أن كلفة استعمال (موطو/طاكسي) تقل عن كلفة باقي وسائل النقل بنحو 50 بالمائة.
وأكد البشير حبيبي أنه استوحى فكرة اختراع (موطو/طاكسي ) من تجارب مماثلة بعدد من الدول الاوروبية، إلا أن الدراجة النارية التي يقترحها للاستعمال كسيارة أجرة مجهزة بتجهيزات خاصة تلائم خصوصيات المنطقة، الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، معتبرا أن مشروعه واعد وسيساهم في خلق فرص عمل عديدة ودعم الصناعة الميكانيكية والكهربائية على المستويين الإقليمي والوطني.
والبشير حبيبي حاصل على شهادة البكالوريوس في الصناعة الالكترونية من أحد المعاهد الاسبانية، كما استفاد من العديد من التكوينات في مجال الكهرباء والالكترونيات طيلة مساره العلمي سواء داخل المغرب أو خارجه، وفي رصيده نحو 20 اختراعا تهم التجهيزات المنزلية وجمع وإعادة تدوير وتدبير النفايات المنزلية.
وينضاف هذا الاختراع والتجربة المبتكرة من قبل البشير حبيبي الى مبادرات أخرى تعرفها جهة طنجة تطوان الحسيمة، تهدف على وجه الخصوص إلى الحفاظ على الموروث الحضاري المحلي والمحافظة على البيئة، ودعم مبادرات الشباب وتحسين جودة عيش المواطنين.