استفادة (
أفادت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بأنه استفاد من برنامج التعليم والتربية غير النظامية، برسم الموسم الدراسي 2022-2023، ما مجموعه 6987 نزيلا، أي بزيادة قاربت نسبتها 30 في المائة مقارنة بالموسم الذي قبله، و64 في المائة مقارنة بالموسم الدراسي 2020-2021.
وأوضحت المندوبية العامة، في تقرير أنشطتها برسم سنة 2023، أن عدد السجناء الحاصلين على شواهد تعليمية بلغ ما مجموعه 1689، مقابل 1297 خلال الموسم الماضي، أي بزيادة تقدر بـ30 في المائة، منهم 633 سجينا حصلوا على شهادة البكالوريا، وهو ما يشكل نسبة 46,14 في المائة من مجموع السجناء المترشحين الأحرار.
وأضاف المصدر ذاته أنه من أجل تعزيز هذه النتائج، سيتم الشروع في تنفيذ برامج تعليمية متنوعة في إطار مشروع اتفاقية الشراكة بين المندوبية العامة ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة التي تمت صياغتها في إطار تشاركي وتنسيقي بين الطرفين، والتي ستدخل حيز التنفيذ بعد المصادقة عليها خلال الأيام القادمة.
من جهة أخرى، أكد التقرير أن برنامج التكوين المهني يستأثر بعناية خاصة في منظومة برامج التأهيل المعتمدة في المؤسسات السجنية، وذلك لما يوفره من فرص حقيقية للسجناء المستفيدين لاكتساب معارف ومهارات مهنية تسهل اندماجهم السوسيو-اقتصادي بعد الإفراج عنهم.
وأبرز أن عدد المستفيدين من مختلف برامج التكوين المهني خلال الموسم التكويني 2022-2023 بلغ ما مجموعه 8113 نزيلا، مع تسجيل نجاح 6060 منهم في الامتحانات النهائية، فيما بلغ عدد السجناء المستفيدين من برنامج التكوين الفلاحي 734 نزيلا، اجتاز أزيد من 93 في المائة منهم الامتحانات بنجاح.
كما شهدت سنة 2023، وفقا للمصدر ذاته، تنظيم النسخة الرابعة من برنامج “فرصة وإبداع” بشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والذي يروم تأهيل السجناء الحرفيين وإبراز كفاءاتهم الفنية والحرفية.
وقد بلغ عدد السجنـاء الـمستفيدين في إطار المرحلة الأولى للبرنامج والتي تهم تكوين المكونين، 113 سجينا وسجينة تم انتقاؤهم بناء على شرط الخبرة الحرفية في مجالات متنوعة (الحدادة الفنية، الجلد، النقش على الخشب، الفخار، الطرز والخياطة التقليدية).
والتزاما منها بتعزيز فرص إدماج السجناء بالنسيج السوسيو-اقتصادي بعد الإفراج، تحرص المندوبية العامة على تكوين السجناء في مجال إحداث المقاولات من أجل تمكينهم من المعارف والآليات التي تخولهم إنشاء وخلق مشاريع مدرة للدخل، وذلك بشراكة مع مؤسسة دار المقاول ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.
وأشار التقرير إلى أن مشروع برنامج “السجون المنتجة” يعتبر أحد أبرز مساعي المندوبية العامة لتعزيز فرص تأهيل السجناء لإعادة الإدماج السوسيو-مهني بعد الإفراج عنهم، وتغيير الصورة النمطية السائدة عن المؤسسة السجنية، وتكريس هذه الأخيرة كمؤسسة منتجة للثروة ومساهمة في التنمية الوطنية.
وذكر أن تنزيل أولى لبنات هذا المشروع سنة 2022 يأتي من خلال توقيع أول اتفاقية شراكة مع إحدى شركات القطاع الخاص بشأن إحداث وحدة إنتاجية متخصصة في تحويل النباتات العطرية وتقطير الزيوت الأساسية بالسجن المحلي بتاونات، مشيرا إلى أنه تم سنة 2023 الشروع في إنجاز أشغال إحداث هذه الوحدة في أفق تشغيلها عما قريب.
وأكد التقرير أن “برنامج الجامعة في السجون” يعد من برامج الجيل الجديد التي حرصت المندوبية العامة على تفعيلها في سياق المبادرات الرامية إلى تعزيز القدرات المعرفية لنزلاء المؤسسات السجنية لكونه ضرورة ملحة تضفي جاذبية أكبر وحافزا إضافيا للمستفيدين، خاصة فئة الحاصلين على شواهد جامعية، وذلك من أجل حثهم على مواصلة المثابرة في درب التحصيل العلمي وإبراز مؤهلاتهم من خلال فسح المجال أمامهم للنقاش والتحليل والتواصل مع نخبة من الأساتذة والفاعلين في المجال التربوي والثقافي والديني والحقوقي والقانوني.
وفي إطار الشراكة المتميزة القائمة بين المندوبية العامة ووزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، التي تهدف إلى ترسيخ المبادئ السمحة للدين الاسلامي عبر تقديم دروس الوعظ والإرشاد ودروس حفظ القرآن الكريم وتجويده لفائدة السجناء، أكد التقرير أن سنة 2022 عرفت مواصلة تنظيم أنشطة الوعظ والإرشاد من طرف أطر وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية والمجالس العلمية عن طريق الزيارات التي تقوم بها للمؤسسات السجنية.
وأوضح التقرير أنه بلغ عدد هذه الزيارات طيلة سنة 2023 ما مجموعه 4114 زيارة، تم خلالها تقديم دروس للوعظ والإرشاد لفائدة أزيد من 100 ألف مستفيد، مشيرا إلى إشراف هذه الأطر على تنفيذ برنامج حفظ القرآن الكريم بـ53 مؤسسة سجنية لفائدة 12 ألف و935 سجينا.