أ.ف.ب
يطغى الطابع النسائي بالكامل على حفلة افتتاح الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، من خلال التكريم الذي خُصِّص لأسطورة هوليوود ميريل ستريب، والرغبة المعلنة في إبراز حركة “مي تو” التي لا تزال تُحدث هزّات في الوسط السينمائي آخرها في فرنسا.
فوجوه حفلة الافتتاح كانت نسائية حصراً، إذ تولّت تقديمها كاميّ كوتان، فيما كانت ميريل ستريب نجمة الحدث، وسلمّتها السعفة الذهبية الفخرية الممثلة الفرنسية جولييت بينوش.
وتوجهت النجمة الفرنسية إلى بطلة “صوفيز تشويس” (1982) و”ذي بريدجز أوف ماديسون كاونتي” (1995) و”ذي ديفيل ويرز برادا” (2006) بالقول “إذا كانت مساهمات النساء في التاريخ لا تزال غير ظاهرة، فإن مساهماتك ليست كذلك”.
وأضافت بينوش التي كانت من بين مئة شخصية وقّعت على مقالة نشرها الثلاثاء موقع صحيفة “لوموند” الإلكتروني تطالب بقانون شامل ضد العنف الجنسي في فرنسا، متوجهة إلى ستريب “لقد غيّرتِ نظرتنا إلى المرأة في عالم السينما (…) لقد أعطيتِنا صورة جديدة عن أنفسنا”.
وجاء كلام مقدّمة الحفلة كوتان ليؤكد تبدّل الزمن من منبر مهرجان مدينة كانّ التي شهدت فنادقها بعض الاعتداءات الجنسية التي أُدين أو اتُّهم بها المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين الذي شكّل فتح ملفاته قبل سبع سنوات شرارة انطلاق حركة “مي تو”.
ولاحظت كوتان وسط التصفيق أن “الاجتماعات المهنية الليلية في غرف الفنادق مع الرجال ذوي النفوذ لم تعد جزءا من عادات دوّامة كان”.
– غليان فرنسي –
ويبدو جليّاً أنّ الأصوات المنددة بالانتهاكات الجنسية في مجالات الفنون وسواها لا تخفت البتة.
حتى أنها كادت تُغرق المهرجان بشائعات عن اتهامات لشخصيات، تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وتناولتها بعض وسائل الإعلام، ما اضطُرّ المهرجان إلى نفيها.
ويؤشر ذلك إلى حالة الغليان في قطاع السينما الفرنسية الذي يُجري مراجعة شاملة، بتأثير من الممثلة جوديت غودريش التي أصبحت شخصية رئيسية في الحركة منذ أن اتهمت المخرجين بونوا جاكو وجاك دويون باغتصابها عندما كانت مراهقة.
وستعرض غودريش في مهرجان كان الأربعاء فيلمها القصير “Moi aussi” (“أنا أيضاً”)، الذي يسلط الضوء على ألف ضحية اعتداء جنسي.
ومن الملحوظات اللافتة بدلالاتها هذا العام، تولي غريتا غيرويغ، التي أصبحت أول مخرجة يحقق أحد أفلامها إيرادات تزيد عن مليار دولار مع “باربي”، رئاسة لجنة تحكيم المهرجان السينمائي الأبرز عالمياً.
وقالت غيرويغ، وهي أول أميركية تتولى هذا الدور “أحبّ السينما، إنها مقدسة بالنسبة لي. الفن والأفلام مقدسة بالنسبة لي”.
– عودة “ميسي” –
وأقيمت الحفلة عقب الصعود التقليدي لسلالم المهرجان التي اعتلاها أعضاء لجنة التحكيم، بينهم الممثلان الفرنسيان عمر سي وإيفا غرين والممثلة الأميركية ليلي غلادستون والمخرجة اللبنانية نادين لبكي، ولكن أيضاً أيقونة السبعينات الأميركية جين فوندا، وحتى الكلب “ميسي”، نجم فيلم “أناتومي دون شوت” (“تشريح السقوط”) الحائز السعفة الذهبية في نسخة العام الماضي من المهرجان.
كما سار على السجادة الحمراء طاقم عمل فيلم الافتتاح “لو دوزييم أكت” “Le deuxième acte” للمخرج كانتان دوبيو، الذي يُطرح في الوقت نفسه في صالات السينما، وهم الفرنسيون ليا سيدو ولوي غاريل وفنسان لاندون ورافاييل كينار.
وتنطلق المسابقة الرسمية الأربعاء بفيلم “ديامان بروت” “Diamant Brut”، باكورة الأفلام الطويلة للمخرجة الفرنسية أغات ريدنجيه، وهي الأولى من 22 مخرجاً بينهم أربع نساء فقط، يتنافسون على خلافة “أناتومي دون شوت” للمخرجة جوستين ترييه.
ومن بين هؤلاء، فرانسيس فورد كوبولا وباولو سورينتينو وجاك أوديار، ولكن أيضاً المخرج الإيراني محمد رسول آف. وقد أعلن الأخير الاثنين أنه نجح في مغادرة إيران سراً إلى مكان لم يُكشف عنه في أوروبا، وناشد الثلاثاء السينما العالمية تقديم “دعم قوي” للمخرجين المهددين.
ويقول رسول آف إنه يخشى على سلامة أعضاء فرقه المتبقين في إيران، ولا شيء يضمن حضوره في مدينة كان في الموعد المحدد في 24 ماي، عشية توزيع جوائز المهرجان، لتقديم فيلمه “دانه انجیر مقدس” (بالإنكليزية The Seed of the Sacred Fig أي “بذرة التين المقدس”).