اختتم كل من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ومؤسّسة وسيط المملكة، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، ومجلس المنافسة، والهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، واللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي مشاركتهم في الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط بتسجيل حصيلة غنية وإيجابية.
وذكر بلاغ للمؤسسات الـ7، أن الجناح المشترك استضاف 45 لقاء ونشاطًا، وسجل عرض حوالي مائة إصدارا للمؤسسات السبع باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية. كما تم عرض إصدارات بلغة الإشارة وطريقة براي برواق مؤسّسة وسيط المملكة.
وأوضح البلاغ، أنه شارك في الأنشطة المنظمة أزيد من 2.500 تلميذا وطالبا وباحثا وإعلاميا وموظفا بالإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية وفاعلا جمعويا، بالإضافة إلى عموم الجمهور، وتفاعلوا مع 90 متدخلا من المغرب ومن 9 دول أخرى.
وشكلت مشاركة الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومكافحتها في هذه الدورة فرصة جديدة لتعزيز قيم النزاهة لدى فئات عدة وإبراز التقدم الذي تم إحرازه على مستوى تعميق المعرفة الموضوعية بظاهرة الفساد، وكذا الرهانات والآفاق ذات الصلة حتى تكون 2024 سنة الانتقال نحو حقبة جديدة في مجال الوقاية من الفساد ومكافحته.
وامتدادا لذلك، يضيف البلاغ تم تنظيم أربع ندوات برسم هذه المشاركة، والتي سلطت الضوء على المهام الدستورية للهيئة، والإطار الاستراتيجي الذي يؤطر عملها، فضلا عن المنظومة المؤسساتية ذات الصلة.
وفي إطار تعزيز تفاعلها مع المواطنين والالتقائية والتكامل المؤسساتي مع باقي الفاعلين، أعلنت الهيئة عن إطلاق بوابتها المؤسساتية الجديدة والبوابة الوطنية للنزاهة والمنصة الرقمية لتلقي التبليغات عن حالات الفساد.
ومن جانبها، أكد البلاغ، أن مشاركة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في هذه الدورة، تمحورت على تبادل وجهات النظر والتفاعل مع زوار المعرض حول مهام المجلس وأنشطته وأعماله.
وعلى صعيد رواقه، عرض المجلس آراءه وتقاريره، ونظم لقاء حول موضوع “الحد من انتشار الأخبار الكاذبة” من تنشيط رئيس المجلس، ولقاءين آخرين حول موضوعي “تنمية الاقتصاد الأزرق” و”النهوض بالقراءة” من تنشيط عضوين بالمجلس.
إلى ذلك، اقترحت مؤسّسة وسيط المملكة، التي جعلت شعار مشاركتها في هذه الدورة “مؤسسة وسيط المملكة: كتاب مفتوح للحوار”، وفق البلاغ ذاته، برنامجا تواصليا غنيا تضمن سلسلة من اللقاءات التفاعلية حول الأدوار الدستورية للمؤسسة ومهامها وخدماتها وخلاصات تقاريرها السنوية.
وسلطت الندوات العلمية المنظمة الضوء على أدوار المؤسسة، خاصة فيما يتعلق بالوساطة المؤسساتية في إطار التدبير العمومي الجديد، ومساهمة المؤسسة في تقييم السياسات العمومية، وكذا صلاحياتها وتدخلاتها في مجالات الحكامة وضبط المرافق العمومية وإنفاذ القانون وتطبيق مبادئ العدالة والإنصاف.
وهكذا، سجل البلاغ، أنه تم تعبئة عدة أطر طيلة فترة انعقاد المعرض لاستقبال وتوجيه الزوار الراغبين في تقديم شكايات لدى المؤسسة، أو لدى أقرب تمثيلياتها من مقر إقامتهم، أو عبر الخدمات الإلكترونية، أو تطبيق الهاتف المحمول e-WASSIT.
من جهة أخرى، كشفت برمجة مجلس الجالية المغربية بالخارج، المندرجة تحت عنوان “نكتب المغرب؛ نحكي العالم”، عن التنوع والحيوية الكبيرين الذي يميز الإنتاجات الأدبية والفكرية لمغاربة العالم الذين يعبرون ويكتبون بمختلف لغات العالم. فبدءا بالروايات ووصولا إلى السينما ومرورا بالمسرح، أثارت النقاشات والحوارات قضايا مجتمعية ذات راهنية سواء بالمغرب أو ببلدان الإقامة، خاصة فيما يتعلق بالعنصرية والتمييز ورفض الآخر وسياسات الهجرة… وسلطت الضوء على التحديات التي يتعين رفعها، كما شهدت على مساهمة وانخراط هذه المواهب من آفاق مختلفة (فنانين، روائيين، باحثين، صحفيين، فاعلين جمعويين) في بناء عالم أفضل.
وشهد رواق الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، يضيف البلاغ ذاته، أنشطة مكثفة ومكن من مباشرة حوار بناء مع الزوار.
وركزت أنشطة البرنامج الذي اقترحته الهيئة على موضوعين رئيسيين: تبسيط وتوضيح الغايات المتوخاة من التنظيم المستقل لوسائل الإعلام، والتحسيس باستخدام وسائل الإعلام السمعية البصرية والرقمية. وطيلة الأيام العشرة التي استغرقها المعرض، نشط أطر الهيئة اثني عشر عرضًا وورشة تفاعلية، كما أطروا مختلف الأنشطة المنظمة بجناح الهيئة، من خلال استخدام لوحات الكترونية تفاعلية وتنظيم عدة جلسات تواصلية وتحسيسية لفائدة الزوار، ولاسيما التلاميذ والشباب، ركزت أساسا على التعريف باختصاصات الهيئة فيما يتعلق بحماية الجمهور الشاب، والنهوض بالحق في الحصول على المعلومات، والالتزام باحترام مبادئ حقوق الإنسان من قبل متعهدي خدمات الإذاعة والتلفزيون المغاربة.
وتندرج مشاركة مجلس المنافسة في المعرض في إطار انفتاحه على محيطه وجهوده الرامية للتحسيس بأهمية مبادئ المنافسة الحرة والعادلة. وشكلت هذه المشاركة فرصة للتفاعل مع الجمهور والمتخصصين والباحثين في القضايا المتعلقة بالمنافسة، وللتعريف باختصاصات المجلس وهيكلته وأنشطته وأبرز إنجازاته. وإلى جانب عرض الآراء والتقارير السنوية، شكل رواق المجلس فضاء للإجابة على أسئلة الزوار وتقديم توضيحات حول أنشطته في مجال مكافحة الممارسات المنافية لقواعد المنافسة، ومراقبة عمليات التركيز الاقتصادي، وكذا حول الإحالات والإحالات الذاتية وأنشطة المجلس الاستشارية.
كما شكل حضور اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، حسب البلاغ، فرصة لإطلاع عموم الجمهور على مهام وقيم اللجنة.
وزار جناحها مواطنون من مختلف الفئات العمرية قدموا من مختلف جهات المملكة، مما مكنهم من طرح الأسئلة اللازمة للتعرف أكثر على اللجنة والحقوق التي يكفلها القانون رقم 09.08 للأشخاص المعنيين والتزامات مسؤولي المعالجة بموجب هذا القانون. كما تم تسليط الضوء على برنامج “DATA-TIKA”، مما يدل على التزام اللجنة بمواكبة امتثال المؤسسات العمومية والمقاولات والجمعيات والمنظمات غير الحكومية ومنظوماتها في مجال حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي. إلى جانب ذلك، قدمت اللجنة برنامجا متنوعا وغنيا يتمحور حول مواضيع تتعلق بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي والحياة الخاصة، تضمن ندوات نظمت لفائدة المواطنات والمواطنين وورشات تفاعلية استهدفت الأطفال واليافعين.
وحري بالذكر، أن الهيئات السبع السالف ذكرها، سعت من خلال حضورها المشترك في نفس الجناح، إلى تعزيز إشعاعها، والنهوض بثقافة المواطنة، وتشجيع الحوار مع الزوار.
وخلص البلاغ إلى أن هذه المبادرة، التي تندرج في إطار تصور يرنو إلى تفعيل الانسجام والتكامل بين مجالات اختصاص مختلف المؤسّسات والهيئات المعنية، أتاحت لجمهور المعرض التعرّف على الأدوار والمهام الموكلة إلى هذه المؤسّسات، والاطلاع كذلك على أنماط اشتغالها وحصيلة أنشطتها.