أ.ف.ب
يُسدل المهاجم كيليان مبابي الستار على مسيرته مع باريس سان جرمان السبت حين سيكون أمام فرصة التتويج بلقبٍ أخير بمواجهة ليون في نهائي كأس فرنسا لكرة القدم.
وسيلعب نجم “الديوك” مباراته الـ308 والأخيرة مع نادي العاصمة الذي انضم إليه في غشت 2017 قادماً من موناكو بصفقة بلغت قيمتها 108 ملايين يورو، بعدما اختاره مدربه الإسباني لويس إنريكي ضمن المجموعة التي ستخوض النهائي.
لم يخض مبابي (25 عاماً) المباراتين الأخيرتين لفريقه المتوّج بلقب الدوري في الفوز على نيس 2-1 في 15 ماي ومتز 2-0 الأحد الماضي.
بدا أن إنريكي أراحه لمواجهة نهائي الكأس خاصةً بعدما ضمِن الفريق لقب الدوري، لكن الإسباني ألمح سابقاً إلى أنه ليس سعيداً بطلب نجمه مغادرة النادي في النصف الثاني من الموسم.
قال “سنرى هذا الأسبوع من الجاهز ومن ليس جاهزاً، ومن يمتلك الرغبة الأكبر (في اللعب)”.
وأضاف “نهائي كأس فرنسا مهم جداً بالنسبة لنا”.
منذ انتقاله إلى النادي الباريسي المملوك قطرياً، ساهم مبابي بنجاحٍ كبيرٍ على صعيد الألقاب، على الساحة المحلية على الأقل.
قاده إلى التتويج بلقب الدوري ست مرات، والكأس المحلية ثلاث مرات، والفوز على ليون السبت يعني أنه سيضع ميدالية رابعة على عنقه.
لكن هذه المسيرة المكللة بالألقاب، غاب عنها اللقب الأهم بالنسبة إلى ناديه وله شخصياً، وهو دوري أبطال أوروبا.
سجّل مبابي 42 هدفاً في 64 مباراةً ضمن المسابقة الأوروبية العريقة، لكن باريس لم يتمكّن من رفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين طوال السنوات السبع مع مهاجمه، ولا قبلها أيضاً منذ أن أصبح النادي مملوكاً قطرياً.
وكاد الفريق يفعلها حين وصل إلى نهائي لشبونة عام 2020، لكنه خسر أمام بايرن ميونيخ الألماني 0-1 في مباراةٍ لُعبت خلف أبوابٍ موصدة بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا.
وصل باريس إلى نصف النهائي مرتين أيضاً، لكن مبابي لم يكن في أفضل أحواله بدنياً ولم يشارك في مواجهة الإياب أمام مانشستر سيتي الانكليزي التي خسرها فريقه بهدفين من دون رد عام 2021، كما لم يُقدّم المأمول منه أمام بوروسيا دورتموند الالماني هذا الموسم (خسر باريس 0-2 باجمالي المباراتين).
ويأمل مبابي في أن يُعوّض هذا الإخفاق مع باريس، في العاصمة الاسبانية مدريد، إذ من المتوقّع أن ينتقل إلى ريال المتوّج بـ14 لقباً كرقم قياسي، وسيلعب النهائي هذا الموسم بمواجهة دورتموند.
ما هو الإرث الذي سيتركه في بلده بعد مغادرته؟
لمع اسم مبابي باكراً منذ ظهوره الأول مع موناكو في دجنبر عام 2016 في سن الـ16 عاماً و11 شهراً وأصبح أصغر لاعب يدافع عن ألوان نادي الإمارة في الدوير محطماً رقم الأسطورة تييري هنري، قبل أن يُساهم بالفوز باللقب عام 2017.
يُعدّ اليوم أيقونة في فرنسا، وسيبقى كذلك وهو يمثّل اسم بلاده في الخارج، على غرار ميشال بلاتيني، زين الدين زيدان وهنري.
لكن قبل مغادرته فرنسا، سيكون أمام فرصة تحقيق لقبٍ أخير والمساعدة في التتويج بثنائية الدوري والكأس للمرة الأولى منذ موسم 2019-2020.
مشاركات مبابي في المباريات النهائية لكأس فرنسا لم تجلب معها السعادة دائماً، حتّى لو أنه فاز بثلاث منها.
تعرّض للطرد في نهائي 2019 حين خسر باريس أمام رين بركلات الترجيح 6-5 بعد تعادلهما 2-2 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والإضافي، كما خرج مصاباً في الشوط الأوّل من النسخة التالية التي فاز فيها فريقه على سانت اتيان 1-0.
بخلاف بعض المباريات، يُقدّم مبابي نفسه بقوة في الأوقات المهمّة. سيكون نهائي الكأس أوّل مباراة نهائية يلعبها منذ تلك التي سجل فيها ثلاثة أهداف “هاتريك” أمام الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي، في نهائي مونديال قطر 2022.
لكن مواجهة ليون لن تكون سهلة، إذ أن الفريق الذي حسم تأهله إلى الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”، بعدما كان مُهدداً بالهبوط إلى الدرجة الثانية في بداية الموسم، تغيّرت نتائجه بشكلٍ لافتٍ منذ بداية كانون الأوّل/ديسمبر بعدما تسلّم بيار ساج المهمة خلفاً للإيطالي فابيو غروسو.
قال الجزائري سعيد بن رحمة مهاجم ليون بشأن مشاركة مبابي “إنه أحد أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الحالي. عندما يكون على أرض الملعب، يكون الأمر معقدا، ولكن هذه هي كرة القدم”.
وتابع “تريد أن تلعب ضد أفضل اللاعبين في العالم وهو واحد منهم. لذلك من الجيد دائماً اللعب ضد هؤلاء اللاعبين للمنافسة، وإظهار أن الفريق لا يخشى وجوده هناك…”.
وتُقام المباراة النهائية خارج باريس والمنطقة المحيطة بها لأوّل مرة حيث يحتضن ملعب بيار موروا في ليل الذي يتّسع لـ50 ألف متفرّج المواجهة المنتظرة، في ظل إعداد ملعب “ستاد دو فرانس” لاستضافة الألعاب الأولمبية المقبلة.