أجرى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، السبت 25 ماي 2024 بجنيف، مباحثات مع الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وذلك على هامش أشغال الدورة السابعة والسبعين لجمعية الصحة العالمية.
وقد تناولت المباحثات مجموعة من القضايا الصحية الحيوية التي تعنى بتعزيز التعاون الصحي بين المملكة المغربية والمنظمة، وكذلك سبل تطوير المنظومة الصحية في المغرب والمنطقة.
واستهل خالد ايت طالب كلمته بتسليط الضوء على المشاريع الصحية الجارية في المملكة المغربية تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية للملك محمد السادس، والتي تهم بشكل أساسي مشروع تعميم الحماية الاجتماعية وإصلاح المنظومة الصحية الوطنية، حيث أكد الوزير أن هذه المشاريع تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الصحية وضمان وصولها لكافة المواطنين، مشددا على أن التوجيهات الملكية السامية تلعب دورا حاسما في تحقيق في بلوغ السيادة الصحية والدوائية الوطنية.
وذكر وزير الصحة والحماية الاجتماعية أن المملكة المغربية تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأدوية من خلال تعزيز القدرات المحلية للصناعة الدوائية، مشيرا إلى أن إنتاج اللقاحات محليا يعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق السيادة الصحية في إفريقيا.
وفيما يتعلق بالصحة العقلية، شدد وزير الصحة والحماية الاجتماعية على أهمية هذا الجانب من الصحة العامة، مؤكدا على ضرورة تطوير خدمات الصحة العقلية وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للمواطنين، باعتبارها أولوية قصوى في استراتيجية الصحة الوطنية.
كما تناول خالد آيت طالب، موضوع محاربة داء السل، مشيرا إلى أن المملكة المغربية تتبنى استراتيجيات متقدمة ومبتكرة لمكافحة هذا الداء، وذلك في إطار الجهود الوطنية والدولية الرامية للقضاء عليه.
وأبرز الوزير دور المملكة المغربية كمركز إقليمي للبرامج الصحية، مؤكدا على قدرة المملكة على أن تكون شريكا رئيسيا في تنفيذ المبادرات الصحية الدولية بفضل خبراتها المتراكمة وبنيتها التحتية المتقدمة، داعيا إلى تعزيز التعاون الدولي والإقليمي في المجال الصحي لمواجهة التحديات الصحية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما شدد على أهمية الانخراط في رقمنة المنظومة الصحية، مشيرا إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة يسهم بشكل كبير في تحسين جودة الخدمات الصحية وتسهيل الوصول إليها.
من جهتها، أشادت الدكتورة حنان بلخي بالرؤية الملكية السامية للملك محمد السادس، التي تهدف إلى النهوض بالمنظومة الصحية في المغرب، وأثنت على الدعم الذي يقدمه الملك للدول الإفريقية من أجل تحقيق السيادة الصحية للقارة، مؤكدة أن هذه الرؤية تعزز التعاون الإقليمي وتفتح آفاقا جديدة للتنمية الصحية.
وأكدت الدكتورة بلخي على ضرورة تعزيز الجهود لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية وداء السل، داعية إلى تكثيف التعاون الدولي في هذا المجال، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية تولي أهمية خاصة لهذه القضايا، وتعتبرها من أولوياتها الأساسية.
كما دعت إلى تعزيز التعاون لإطلاق مبادرات صحية جديدة في المملكة المغربية، مؤكدة على أهمية الاعتماد على المملكة المغربية كحلقة وصل بين منظمة الصحة العالمية والدول الإفريقية، مشددة على أن المغرب يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به في مجال الصحة العامة والتعاون الدولي.
وتناولت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، تطور صناعة الأدوية واللقاحات وأدوات الوقاية في المغرب، مؤكدة على أن المملكة تتمتع بقدرات كبيرة في هذا المجال، إذ اعتبرت أن تطوير هذه الصناعات يسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الصحية الوطنية والإقليمية.
وشددت الدكتورة حنان بلخي على أهمية تكوين وتدريب الموارد البشرية في القطاع الصحي، معتبرة أن الاستثمار في الأطر الصحية هو ركيزة أساسية لتحقيق تقدم مستدام في النظام الصحي، مؤكدة أن المنظمة تدعم الجهود الرامية إلى تحسين مستوى التكوين والتعليم في مجال الصحة.
وأكد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون والشراكة بين المملكة المغربية ومنظمة الصحة العالمية لتحقيق الأهداف المشتركة في مجال الصحة العامة، وتطوير الأنظمة الصحية في المنطقة.
وتعكس هذه المباحثات التزام المملكة المغربية الراسخ بتعزيز الصحة العامة والتعاون الدولي، مستندة إلى رؤية ملكية سامية طموحة واستراتيجيات فعّالة لتحقيق التقدم والازدهار في القطاع الصحي.