الرئيس شي جين بينغ يؤكد حرص الصين على العمل مع الجانب العربي انطلاقا من المساواة والمنفعة المتبادلة

أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، يوم الخميس ببكين، حرص بلاده على العمل مع الجانب العربي انطلاقا من المساواة والمنفعة المتبادلة، وذلك من أجل بناء العلاقات الصينية العربية كنموذج يحتذى للتعاون في بناء “الحزام والطريق”.

وقال شي خلال خطاب ألقاء بمناسبة افتتاح أشغال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني أن بلاده مستعدة للعمل مع الجانب العربي على مواصلة تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، والتعاون في مجالات النفط، والغاز، والتجارة، والبنية التحتية، فضلا عن المجالات الجديدة للنمو من قبيل الذكاء الاصطناعي، والاستثمار والتمويل والطاقات الجديدة.

وأشار شي إلى أن الجانب الصيني يحرص على التعاون مع الجانب العربي لبناء “المعادلات الخمس للتعاون”، وذلك من أجل تسريع وتيرة بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.

وأوضح في هذا الصدد أن الجانب الصيني سيتعاون مع الجانب العربي في بناء 10 مختبرات مشتركة في مجالات الصحة، والذكاء الاصطناعي، والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، والزراعة الحديثة، والمعلومات الفضائية.

وسجل أن الصين ستحرص على إنشاء منتدى التعاون القطاعي والاستثماري مع الجانب العربي، وتسريع وتيرة تنفيذ مشاريع التعاون في إطار “القروض الخاصة لدفع العملية الصناعية في الشرق الأوسط” و”القروض الخاصة لدفع التعاون المالي بين الصين والدول العربية”، لافتا إلى أن الصين تدعم أيضا تعزيز التعاون بين المؤسسات المالية للجانبين.

وفي ما يتعلق بالتعاون في المجال الطاقي أبرز السيد شي أن الصين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الدول العربية في مجال النفط والغاز، وكذا البحث والتطوير لتقنيات الطاقة الجديدة وإنتاج معداتها، مسجلا أن بلده سيدعم شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية للمشاركة في مشاريع الدول العربية للطاقة المتجددة التي تتجاوز إجمالي قدرتها المركبة 3000 ميغاوات.

وبخصوص التعاون الاقتصادي والتجاري قال الرئيس الصيني إن بلاده ستواصل العمل بقوة على تنفيذ مشاريع التعاون الإنمائي التي تبلغ قيمتها 3 مليار يوان بعملة الرنمينبي، وكذا الحرص على تسريع وتيرة المفاوضات مع الجانب العربي حول اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية والإقليمية، وتعزيز بناء آلية الحوار للتعاون في التجارة الإلكترونية.

أما على مستوى التواصل الثقافي والشعبي فقد أكد شي أن الصين ستحرص على انشاء “المركز الصيني العربي لمبادرة الحضارة العالمية”، وتسريع وتيرة بناء منصات من قبيل “الرابطة الصينية العربية للمؤسسات الفكرية” و”منتدى تنمية الشباب الصيني العربي” و”الرابطة الصينية العربية للجامعات” و”مركز الدراسات الصيني العربي للتعاون الثقافي والسياحي”.

وأضاف أن الصين ستدعو كل سنة 200 مسؤول من الأحزاب السياسية العربية لزيارة البلد، فضلا عن بذل جهود مع الجانب العربي في وصول العدد الإجمالي للسياح المتوجهين إلى الطرف الآخر في غضون السنوات الخمس المقبلة إلى 10 ملايين سائح.

وأعلن أن الصين ستستضيف القمة العربية الصينية الثانية سنة 2026، مشيرا إلى أن هذه القمة ستشكل خطوة أخرى على درب تعزيز العلاقات الصينية العربية.

وكانت القمة العربية الصينية الأولى قد انعقدت سنة 2022 بالرياض بالمملكة العربية السعودية.

وافتتحت يوم الخميس ببكين أشغال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بمشاركة المغرب، ممثلا بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.

ويشكل هذا الاجتماع، الذي يصادف الذكرى العشرين لتأسيس المنتدى، مرحلة مهمة في التعاون الثنائي، حيث يعتزم الجانبان الارتقاء بعلاقات التعاون إلى مستويات أعلى.

وبحسب الأرقام التي نشرتها وسائل الإعلام الصينية، فإن المبادلات التجارية بين الصين والعالم العربي انتقلت من 36,7 مليار دولار سنة 2004، وهو العام الذي تأسس فيه المنتدى الصيني العربي، لتبلغ 398,1 مليار دولار سنة 2023.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة