المغربي البقالي والقطري برشم والتونسي الجندوبي… من هم أبرز الأبطال العرب في ألعاب باريس الأولمبية؟

تستعد عاصمة الأنوار باريس لاحتضان الألعاب الأولمبية ابتداء من 26 يوليوز وستشهد هذه الألعاب مشاركة نخبة من الرياضيين العرب الذين يسعون للفوز بميداليات أولمبية، لتزيين سجلاتهم الرياضية وتسجيل إنجاز تاريخي لبلدانهم.

ضمِن أكثر من 300 رياضي ورياضية من الدول العربية مقعدهم حتى الآن في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، الحدث الأكبر والأكثر أهمية في عالم الرياضة، وحجز هؤلاء الرياضيون أماكنهم في الأولمبياد من بوابة المسابقات التأهيلية أو التصنيف الأولمبي.

وقد يرتفع عدد الرياضيين العرب في النسخة الـ33 للألعاب الأولمبية من خلال بطاقات الدعوة التي تمنحها اللجنة الأولمبية الدولية أو عبر التأهل المباشر من خلال المسابقات التأهيلية المستمرة في العديد من الرياضات مثل ألعاب القوى التي تختتم فيها المسابقات التأهيلية في 30 يونيو المقبل والجودو في الـ23 من الشهر نفسه.

وحسب تقرير أورده الموقع الإلكتروني لقناة “فرانس24″، تسعى عدة أسماء عربية لمواصلة كتابة تاريخ المشاركات العربية الأولمبية، منها من سبق له تذوق طعم الميداليات الأولمبية، ومنها من يطمح للظفر بها لأول مرة.

سفيان البقالي… غزال الأطلس يضع الثانية نصب عينيه

يسعى البطل المغربي سفيان البقالي لمواصلة كتابة تاريخ ألعاب القوى المغربية في ألعاب باريس 2024. بعد إحرازه ذهبية 3000 متر موانع في ألعاب طوكيو2020 والوحيدة للمغرب في هاته الدورة. ويمني ابن فاس النفس بتذوق طعم الذهب الأولمبي للمرة الثانية تواليا في اختصاصه واللحاق بمواطنه هشام الكروج صاحب ذهبيتي 1500 متر و5000 متر في أولمبياد أثينا 2004 كأكثر مغربي فوزا بالميداليات الذهبية في الألعاب الأولمبية.

وسيدخل صاحب الـ28 عاما المنافسة وهو مرشح فوق العادة بعد هيمنته على بطولة العالم لألعاب القوى حيث ظفر بذهبيتي 3000 متر موانع في دورة 2022 بأوريغون الأمريكية و2023 بالعاصمة المجرية بودابست، متفوقا على البطل الإثيوبي لاميشا جيرما، صاحب الرقم القياسي العالمي، قبل أن يؤكد قوته في ماي المنصرم بفوزه بسباق “3000 متر موانع”، ضمن الملتقى الدولي محمد السادس لألعاب القوى في مدينة مراكش، رابع محطات العصبة الماسية. قاطعا المسافة في زمن قدره 8 دقائق و9 ثوان و40 جزءا من المئة.

وبعد فوزه بمراكش، صرح البقالي “كان لدي تخوف كبير بعد إصابتي قبل الدوري الماسي، الحمد لله تمكنت من التعافي والعودة للتدريب قبل أيام قليلة من ملتقى مراكش الذي يعد بالنسبة لي محطة استعدادية للألعاب الأولمبية… آمل أن تحضر الجماهير المغربية بكثرة لمساندتي في باريس وأنا واع بالمسؤولية التي على عاتقي”.

وحقق العداء المغربي أفضل توقيت له في تخصصه المفضل السنة الماضية بعد فوزه في ملتقى الرباط ضمن العصبة الماسية مسجلا 7 دقائق و56 ثانية و68 جزءا من المئة.

معتز عيسى برشم… “الصقر” القطري

القطري صاحب ذهبية الوثب العالي في أولمبياد طوكيو مناصفة مع الإيطالي جيانماركو تامبيري بعدما نجح ونظيره الإيطالي في تجاوز ارتفاع 2.39 أمتار بعد 3 محاولات فاشلة لكل منهما، دخل الثنائي في نقاش مع مسؤول أولمبي عرض عليهما خوض جولة فاصلة ليسأل برشم المسؤول “هل نستطيع الفوز بذهبيتين؟” وأومأ المسؤول الأولمبي برأسه، ليحتفل برشم وتامبيري سويا، في مشهد جسد أسمى معاني الروح الرياضية في تاريخ الألعاب الأولمبية والرياضة.

وقبل ذهبية طوكيو، توج برشم بفضيتي ألعاب لندن 2012 وألعاب ريو دي جانيرو 2016، كما حاز على 3 ألقاب عالمية والعديد من الميداليات على المستوى القاري.

ليكون بذلك أكثر رياضي قطري فوزا بالميداليات في تاريخ الألعاب الأولمبية.

ومن المنتظر أن يدافع “الصقر” القطري عن لقبه الأولمبي في باريس بشراسة، ليحمل معه آمال البعثة القطرية في تحقيق ثالث ميدالية ذهبية في تاريخ مشاركات “العنابي” في الألعاب الأولمبية.

وعن عزيمته لمواصلة التألق، قال برشم مؤخرا إنه يتعمد إخفاء الميداليات والكؤوس التي حصل عليها ليحافظ على شغفه والفوز بالمزيد من الألقاب، وأضاف في أحد تصريحاته “أريد أن يتذكرني الناس ضمن عظماء الوثب العالي. أريد أن يذكر الناس اسمي كلما ذكرت مسابقة للوثب العالي. أريد أن أجعل الأمر صعبا للغاية على كل من يأتون بعدي لتحطيم أرقامي”.

خديجة المرضي… روح والدتها حاضرة في كل النزالات

هي أول امرأة عربية وأفريقية تتوج ببطولة العالم للملاكمة. تربعت البطلة المغربية على عرش الملاكمة النسوية العالمية العام الماضي بعد تغلبها على الكازاخستانية، لازات كونغيباييفا، في المباراة النهائية من بطولة العالم لوزن فوق 81 كيلوغراما بالعاصمة الهندية نيودلهي.

وتأمل الملاكمة المغربية بأن تكون الثالثة ثابتة، وتعانق الذهب الأولمبي في باريس بعد أن فشلت في تخطي ربع النهائي في ريو دي جانيرو 2016 وتعذر عليها المشاركة في أولمبياد طوكيو 2022 بسبب العملية القيصرية التي خضعت لها أثناء إنجاب ابنتها الثالثة.

ونشأت ابنة الدار البيضاء وسط عائلة رياضية حرصت على ممارستها للملاكمة منذ سن 16عاما بقصد تعلم مهارات الدفاع عن النفس وتعزيز الثقة في النفس قبل أن تكتشف موهبتها العالية في الفن النبيل. وأكدت الملاكمة في عدة مناسبات على دور والدتها في مساندتها وتشجيعها الدائم خلال مسارها الرياضي.

وفاة والدة المرضي وهي تشجعها من المدرجات في إحدى مباريات كأس محمد السادس بمدينة مراكش عام 2014، شكل صدمة وحزنا عميقا لديها، بيد أن شجاعتها وإصرارها على تحقيق حلم أمها واعتلاء منصة التتويج، دفعها لعدم الانسحاب من تلك البطولة وخوض جميع النزالات لتفوز بالميدالية الذهبية.

وأكدت المرضي أن روح والدتها، التي توفيت بسكتة قلبية، تحضر معها في كل المنافسات، وشكلت دوما حافزا قويا من أجل الفوز في المباريات التي تخوضها. وتضيف الملاكمة، أن الإنجاز الذي حققته كأول بطلة عربية وأفريقية تنال الميدالية الذهبية في بطولة العالم هو تحقيق لحلم والدتها، وهو دافع للحصول على المزيد من الألقاب العالمية الأخرى.

خديجة المرضي أم لثلاث بنات، وهو ما يشكل حافزا وتحديا في الوقت نفسه أمامها. فالتوفيق بين مسؤولياتها الأسرية ومسيرتها كرياضية، اعتبرته البطلة أمرا شاقا، لكنها استطاعت خلق التوازن بين دورها كأم وزوجة ورياضية محترفة مؤكدة على دعم زوجها لها.

وقبل الإنجاز العالمي حصدت المرضي عدة ميداليات محليا وقاريا أبرزها: الميدالية الذهبية في الألعاب الأفريقية الرباط سنة 2019، الميدالية الذهبية في بطولة أفريقيا للملاكمة في مابوتو سنة 2022 والميدالية الذهبية في بطولة الملاكمة في السنغال المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية سنة 2023.

وستحمل خديجة المرضي على عاتقها آمال الرياضة النسوية المغربية والعربية لتحقيق إنجاز تاريخي في العاصمة الفرنسية.

محمد خليل الجندوبي يسعى لرفع رصيد تونس بالميداليات

كان أول رياضي عربي وأفريقي يحصد ميدالية في نسخة طوكيو 2020. محمد خليل الجندوبي يطمح في بلوغ النهائي في الألعاب الأولمبية مجددا من بوابة باريس، وكله أمل في الحصول على الذهبية هذه المرة بعدما اكتفى بفضية التايكواندو في طوكيو.

وضمن البطل الأولمبي تأهله للألعاب الأولمبية باريس 2024 بعدما توج العام الماضي بلقب الجائزة الكبرى بالصين، حيث أطاح بالكوري الجنوبي جان جون بجولتين مقابل واحدة. وهو ما مكنه من استرجاع صدارة الترتيب العالمي.

واعتاد الجندوبي على التألق أفريقيا، بداية بالبطولة القارية التي دارت في العاصمة السنغالية داكار عام 2021، حيث فاز بالميدالية الذهبية لوزن أقل من 58 كيلوغراما على حساب المغربي عمر لكحل. كما كرر نفس الإنجاز في بطولتي أفريقيا للتايكوندو لعامي 2022 و2023، اللتين احتضنتهما رواندا وساحل العاج.

ويسعى هذا البطل البالغ من العمر 22 عاما لرفع رصيد بلاده من الميداليات في الألعاب الأولمبية، حيث يبلغ عددها 14 ميدالية، أربع منها ذهبية و3 فضية و7 برونزية.

جمال سجاتي… ممثل الجزائر لتعزيز رصيد الميداليات الأولمبية

تراهن الجزائر على عدائها جمال سجاتي لتعويض نكستها في الألعاب الأولمبية الأخيرة حين خرجت بخفي حنين من الدورة.

ونجح عدّاء المسافات المتوسطة، في حجز تذكرة العبور إلى دورة الألعاب الأولمبية 2024، عقب فوزه العام المنصرم بسباق 800 متر من المرحلة السابعة من الدوري الماسي التي جرت في ستوكهولم السويدية.

سباق سجل فيه سجاتي أفضل توقيت للسنة بعدما قطع مسافة السباق في دقيقة و43 ثانية و23 جزءا من المئة.

ويرغب سجاتي في تخطي خيبة أمل طوكيو 2020 بعدما انسحب من المنافسة إثر تعرضه للإصابة بفيروس كورونا قبل أسبوع من انطلاق الدورة.

وفاز بنصب فان دام التذكاري في بروكسل، المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الماسي سنة 2023، بدقيقة واحدة و43 ثانية و59 جزءا من المئة، قبل أن يحتل المركز الثالث في نهائي الدوري الماسي في أوريغون، خلف الكيني إيمانويل وانيوني والكندي ماركو أروب.

جمال سجاتي مرشح لزيادة غلة الجزائر الأولمبية كثالث دولة عربية أكثر تتويجا بالميداليات الأولمبية منها 5 ذهبيات، 4 فضيات و8 برونزيات.

فارس حسونة إبراهيم

هو أول من منح قطر ميدالية ذهبية أولمبية، عند تتويجه بمسابقة رفع الأثقال وزن 96 كلغ في طوكيو 2020.

وكان قد حقق الرباع فارس إبراهيم اللقب مسجلا مجموع 402 كلغ (177 خطفا و225 نترا) محققا بذلك رقما قياسيا أولمبيا.

واستعدادا لثالث مشاركاته الأولمبية هذا الصيف نجح الرباع القطري في الفوز بميداليتين ذهبيتين بوزن 102 كلغ أواخر السنة الماضية، في بطولة الجائزة الكبرى لرفع الأثقال بالدوحة، والمؤهلة لأولمبياد باريس 2024 .

وشارك حسونة في وزن 102 كلغ للمرة الثانية، بعدما خاض المنافسة في نفس الوزن ببطولة العالم في الرياض التي حقق خلالها ميدالية فضية واحدة في مسابقة النتر، عقب تغيير وزنه السابق 96 كغم والذي سيتم إلغاؤه من منافسات الأولمبياد بداية من أولمبياد باريس.

وحقق حسونة ذهبيتي النتر برفع وزن قدره 224 كغم، والمجموع بوزن إجمالي قدره 400 كلغ، فيما فاز ببرونزية الخطف بوزن قدره 176 كغم.

وأعرب حسونة عن سعادته الكبيرة بعد نهاية المنافسات بالحصول على 3 ميداليات، مؤكدا أن بطولة الجائزة الكبرى في الدوحة كانت محطة إعداد جديدة للوصول إلى أفضل جاهزية من أجل تحقيق ميدالية جديدة لقطر في باريس.

“كنت أطمح بكل قوة لتحطيم الرقم القياسي العالمي خلال هذه البطولة، لكن قدر الله وما شاء فعل وإن شاء الله الموعد في أولمبياد باريس 2024″، وفق ما جاء في تصريح للبطل الأولمبي في أحد لقاءاته متحدثا عن فوزه في بطولة العالم.

رمزي بوخيام… بطل وضع المغرب على خارطة رياضة ركوب الأمواج

تمكن رمزي بوخيام من وضع المغرب على خارطة رياضة ركوب الأمواج بعد أن أهداه الميدالية الأولى في تاريخ مشاركة بلاده في هذه الرياضة.

ويعتبر رمزي بوخيام، أول مغربي وعربي ينضم إلى النخبة العالمية لركوب الأمواج.

وتمكن راكب الأمواج المغربي من انتزاع الوصافة خلال الألعاب العالمية ببورتوريكو. ليتمكن من حجز تذكرة التأهل للألعاب الأولمبية باريس 2024، ليشارك للمرة الثانية على التوالي بالأولمبياد بعد دورة طوكيو 2020.

ويعقد بوخيام العزم على تحقيق إنجاز مشرف هذه المرة بعدما فشل في تخطي ثمن النهائي في طوكيو.

فمن سيتوج بالذهب من هؤلاء الأبطال العرب في هذه المسابقة الرياضية الكبرى؟

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة