أ.ف.ب
يمثل دافيدي فراتيزي مفارقة قبل مواجهة إسبانيا، الخميس، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لكأس أوروبا في كرة القدم: لاعب الوسط الدفاعي هو أفضل هدّاف في صفوف المنتخب الإيطالي منذ وصول لوتشانو سباليتي على رأس الإدارة الفنية للأتزوري ويتمتع بوضع لاعب أساسي خلافاً لحالته مع ناديه.
هذا هو أحد الدروس المستفادة من البداية الناجحة للمنتخب الإيطالي في كأس أوروبا في ألمانيا: خلال فوز بطل أوروبا على ألبانيا (2-1)، السبت، كان فراتيزي مراقباً عن كثب… من سباليتي. في الصور التي حظيت بتعليقات كثيرة في إيطاليا، من قناة سكاي التلفزيونية التي وضعت إحدى كاميراتها على المدرّب، نرى سباليتي، منزعجا، وهو يصرخ بتعليماته لفراتيزي.
قال فاقداً أعصابه “دافيدي، عليك أن تذهب إلى هنا، دافيدي، أنت تحبس نفسك حيث يوجد الكثير من الناس”.
أشاد سباليتي على الرغم من ذلك في نهاية المباراة بأداء لاعبه الذي من جانبه لم ينزعج من الاهتمام المستمر الذي يوليه له المدرب.
أكّد الاثنين: “لا توجد مشكلة بالنسبة لي، أعتبر ذلك دليلاً على الثقة التي يوليها لي، المدرّب هو أفضل من يرى ما يحدث على أرض الملعب”.
والأهم من ذلك كله أن فراتيزي يعرف مقدار ما يدين به لسباليتي.
ثنائية حاسمة ضد أوكرانيا
أصبح في سن الرابعة والعشرين، ومنذ أن تولى سباليتي منصبه بعد الرحيل المفاجئ لروبرتو مانشيني في غشت الماضي إلى المنتخب السعودي، ركيزة أساسية في تشكيلة المنتخب الإيطالي.
لعب في عشر مباريات من أصل 11 مباراة في عصر سباليتي، مما جعله اللاعب الأكثر استخداما بالتساوي مع جاكومو راسبادوري (نابولي) وفيديريكو دي ماركو (إنتر).
هو منذ غشت الماضي أفضل هداف في صفوف المنتخب الإيطالي الذي يبحث عن هداف معتمد، وذلك بتسجيله أربع مرّات، بينها ثنائية حاسمة في مرمى أوكرانيا (2-1) في تصفيات العرس القاري في شتنبر 2023 في أول ظهور لسباليتي.
وإذا كان فراتيزي أساسيا في صفوف المنتخب، فإنه ليس كذلك في تشكيلة إنتر ميلان حيث يواجه منافسة شرسة مع مواطنه نيكولو باريلا، التركي هاكان تشالهانأوغلو والأرميني هنريخ مخيتاريان.
وهنا أيضاً، لا جدوى من توقع أن ينتقد فراتيزي المولود في العاصمة روما والذي خاض 42 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم، معظمها كبديل، وسجل ثمانية أهداف، مدرّب ناديه سيموني إنزاغي.
قال “ليس من السهل أبدا الانضمام إلى فريق لعب المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في العام السابق، لكن بالنسبة لي، القرارات التي اتخذها سيموني إنزاغي كانت صحيحة”.
أعير من ساسوولو إلى دوري الدرجة الثانية
قبل أن يتوّج بطلاً لإيطاليا في موسمه الأول مع إنتر، لم يكن فراتيزي يتمتع بالمشوار الواضح الذي كان يتمتع به باريلا شريكه في خط الوسط.
بعد أن بدأ مسيرته في فرق الشباب في لاتسيو، ثم قضى فترة مع منافسه اللدود روما، غادر فراتيزي العاصمة الإيطالية في عام 2017 للانضمام إلى نادي ساسوولو الذي يحتل منتصف ترتيب الدوري الإيطالي.
بعد ذلك، كان عليه التحلي بالصبر: تمت إعارته لثلاثة مواسم متتالية لأندية الدرجة الثانية (أسكولي، إمبولي، مونتسا)، قبل أن يعود إلى ساسوولو حيث لعب موسمين كاملين ولفت أنظار إنتر الذي انضم إلى صفوفه في يوليوز الماضي على سبيل الإعارة مع إلزامية الشراء (22 مليون يورو).
قال بشأن المواجهة ضد إسبانيا في ما يشبه نهائي المجموعة الثانية، “يتعين علينا أن نعرف كيف نعاني ونلعب كفريق، لأنهم أقوى منا على المستوى الفردي”.
مع وجود ثلاثة من زملائه في إنتر في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإيطالي (دي ماركو، أليساندرو باستوني، باريلا) والانسجام مع جانلوكا سكاماكا الذي لعب إلى جانبه في ساسوولو، سيكون لفراتيزي دور رئيسي يلعبه.
ولكي يثبت نفسه بشكل نهائي في إنتر ويحظى بالمكانة نفسها التي هو عليها في المنتخب، فقد وجد الحل بالفعل مازحاً “علي فقط أن أضع قميص إيطاليا تحت قميص إنتر”.