أ.ف.ب
تبحث هولندا عن استعادة “الرغبة بتحقيق الفوز” عندما تواجه رومانيا، الثلاثاء، في ثمن نهائي كأس أوروبا لكرة القدم في ميونيخ، فيما تبحث النمسا عن تحقيق أفضل نتيجة في تاريخها عندما تلاقي تركيا في لايبزيغ.
رغم امتلاكها تشكيلة موهوبة، إلا أن البلاد المنخفضة عانت حتى الآن في هذه البطولة.
بعد وقوعها في مجموعة صعبة تضمّ فرنسا وصيفة بطل العالم، النمسا المتألقة مع المدرب رالف رانغنيك، تأهلت هولندا بين أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، بأربع نقاط من فوز على بولندا وتعادل مع فرنسا.
وفيما تعرّض قلب الدفاع فيرجيل فان دايك لهجوم شديد من نجم المنتخب السابق رافايل فان در فارت الذي وصف أداءه بـ”المخزي” وينقصه الشغف ضد النمسا (2-3)، قال لاعب ليفربول الإنجليزي البالغ 32 عاماً “أعرف أنه بإمكاني تقديم أداء أفضل ويجب أن أقوم بذلك”.
لكن فان دايك لا يتحمّل وحده مسؤولية الخسارة، في ظل إهدار المهاجم ممفيس ديباي والجناح دونيل مالن الكثير من الفرص.
وفي دور الـ16، تلتقي هولندا، حاملة لقب 1988 في ألمانيا أيضاً، رومانيا التي تصدّرت مجموعتها بشكل مفاجئ، رغم خسارتها مباراتها الثانية أمام بلجيكا بهدفين، في مجموعة غريبة الأطوار انتهت بتساوي المنتخبات الأربعة بأربع نقاط. أنهت دور المجموعات في الصدارة، مستفيدة من فوزها الافتتاحي على أوكرانيا (3-0).
ويتعيّن على هولندا تطوير أدائها إذا أردات بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2008، وهو الدور عينه الذي وصلته في مونديال قطر 2022، قبل أن تخرج بضربات الترجيح أمام الأرجنتين التي أحرزت اللقب لاحقاً.
المبالغة في التقدير
يتفهّم فان دايك “تماماً” الانتقادات “ربما بالغنا في تقدير أنفسنا”.
عبّر عن قلقه من سلوك الفريق في البطولة “يجب قول الكثير وعلينا التحليل كثيراً. لم تكن المشكلة في التكتيك، بل برغبة تحقيق الفوز، لذا تحدّثنا عن ذلك، وبكلمات قاسية”.
ولم تأت الانتقادات فقط من الخارج، إذ عبّر المدرب رونالد كومان بانتظام عن انزعاجه من أداء اللاعبين.
استبدل لاعب الوسط جوي فيرمان بالمهاجم تشافي سيمونز في الشوط الأول أمام النمسا، علماً أنه انتقد الأخير لعدم بذله جهداً كافياً “يمكنني ذكر بعض الأخطاء. لم نضغط بما يكفي وخسرنا الكرة أيضاً خصوصاً في البداية. كنا سيئين حقاً”.
كما أن ذكرى خروج هولندا في ثمن نهائي نسخة صيف 2021 أمام تشيكيا (0-2) غير المرشّحة لا تزال عالقة في الأذهان.
ورغم المستوى غير المقنع للمنتخب البرتقالي، إلا أنه يبقى مرشّحاً لتخطي رومانيا العائدة إلى البطولة القارية بعد غياب ثمانية أعوام والتي كانت قد حققت فوزاً يتيماً في 16 مباراة ضمن البطولة، قبل التغلّب على أوكرانيا افتتاحاً.
وقال فلورين نيتسا، حارس “تريكولوري”، التي تسعى إلى تحقيق فوزها الثاني على هولندا بعد تصفيات كأس أوروبا 2008 “لست خائفاً من أي شيء في هذه المرحلة. أقوم بما أحب بشغف وحماسة”.
رانغنيك لمواصلة استعادة السمعة
ويُختتم الدور ثمن النهائي في لايبزيغ بين تركيا التي حظيت بدعم جماهيري هائل من جاليتها والنمسا التي حققت مشواراً رائعاً في الدور الأوّل وتحظى بعلاقة خاصة مع المدينة المضيفة.
تحت إشراف المدرب رالف رانغنيك المعروف بأسلوبه المفعم بالنشاط، كانت النمسا مع مارسيل سابيتسر، كونراد لايمر والمهاجم المخضرم ماركو أرناوتوفيتش، أحد اكتشافات البطولة الحالية، بتصدرها مجموعة ضمّت فرنسا وهولندا.
نجح رانغنيك الذي يُعدّ أحد أهم المبتكرين في اللعبة، في تحسين سمعته بعد مشوار متذبذب دام ستة أشهر فقط على رأس مانشستر يونايتد الإنجليزي في نهاية 2021.
كان رانغنيك وراء بناء إمبراطورية شركة ريد بول الكروية، أوّلا في سالزبورغ النمسوية ثم في لايبزيغ الألمانية.
يجني ابن السادسة والستين الآن ثمار عمله مع النمسا، ويأمل في قيادتها إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها في البطولة القارية التي شاركت فيها أوّل مرّة في 2008 كدولة مضيفة مع سويسرا.
سبعة من لاعبي رانغنيك يحترفون في سالزبورغ أو لايبزيغ، أو قاموا بذلك في فترة سابقة. ألهم بأسلوبه الضاغط الكثير من المدربين الألمان على غرار يورغن كلوب ومدرب المنتخب الحالي يوليان ناغلسمان.
تعاضد بين المدرّب واللاعبين
وسمح التعاضد بين المدرب واللاعبين بممارسة النمسا أسلوب الضغط العالي الذي أصبح العلامة الفارقة لأندية الصفوة في القارة العجوز، بيد أن تطبيقه صعب على مستوى المنتخبات بسبب ضيق الوقت في التمارين.
قال رانغنيك الذي رفض عرضاً قبل البطولة لانتشال بايرن ميونيخ الألماني من أزمته، واستدعى دافيد ألابا المصاب ليكون قائداً دون أن يلعب في البطولة القارية “الكثافة (القوّة) هي العامل الحاسم”.
قوّة يحتاج إليها خلال مواجهة تركيا التي سحقها (6-1) ودياً في مارس. وبحال الفوز على تركيا، قد تلتقي النمسا في ربع النهائي هولندا مجدداً، بحال تخطي الأخيرة رومانيا.
في المقابل، تسعى تركيا إلى بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2008، عندما خسرت في المربع الأخير أمام ألمانيا (2-3).
عن الخسارة الأخيرة أمام النمسا (1-6)، قال زكي تشيليك، جناح روما الإيطالي، “فريقهم صعب يمارس الكثير من الضغط. لم نستطع مواجهة ضغطهم في المباراة الودية. اعتبرها مباراة أخرى وليس فرصة للثأر”.
أضاف عن مدرّبه الإيطالي فينتشنتسو مونتيلا “يولي مدرّبنا أهمية كبرى للانضباط التكتيكي ويقوم بتحليل ممتاز. علاقته معنا جيدة جداً”.
حصدت تركياً فوزاً في شق النفس على تشيكيا (2-1) في نهاية دور المجموعات الذي بدأته بفوز على جورجيا (3-1) قبل سقوطها أمام البرتغال بثلاثية نظيفة.