طنجة تحتضن الدورة 18 من “مهرجان ثويزا”

أعلنت “مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة”، الجمعة 12 يوليوز الجاري، عن تنظيم الدورة 18 من “مهرجان ثويزا”، من يوم الخميس 25 إلى يوم الأحد 28 يوليوز 2024، تحت شعار: “إنما الأمم الأخلاق..”.

ووفق بلاغ “مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة”، يأتي تنظيم الدورة 18 من “مهرجان ثويزا” في إطار احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الـ25 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على عرش المملكة المغربية، ومواكبة للدينامية التنموية التي تعرفها بلادنا، تحت القيادة الملكية المتنورة، وانخراطا في النهضة الثقافية والفنية التي شهدتها الأمازيغية منذ خطاب أجدير التاريخي(17 أكتوبر 2001)، مرورا باعتماد الأمازيغية كلغة رسمية في دستور المملكة(سنة 2011)، وانتهاء بتفضل جلالة الملك بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية ( 3 ماي 2023)، وتجسيدا لانفتاح الأمازيغية على التعدد اللغوي والثقافي والفني الوطني والكوني، والتزاما بنشر ثقافة الحوار والانفتاح والتسامح، وتثمينا للتراكم، الذي امتد لـ17 سنة، في تنظيم الندوات والمحاضرات والمعارض والسهرات الموسيقية، بمشاركة مبدعين ومفكرين وفنانين من داخل المغرب ومن الخارج.

وشعار هذه الدورة، حسب البلاغ، مستلهم من البيت الشعري الخالد لأحمد شوقي: ” وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَت/ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا”. فموضوع الأخلاق، كان وما يزال، يحظى بالنقاش في أوساط الفكر والدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع والفن والبيئة، وغيرها من المجالات التي تهم وجود الإنسان ومصيره. وهو موضوع يستدعي التأمل العميق والتفكير الرصين، كلما تردت الأوضاع، واختلت الموازين بين قيمتي “الخير” و”الشر”، واتسعت مساحات “خيبات الأمل”، وضاقت آفاق انعتاق الانسان وتحرره من بشاعة ظلم الانسان وقساوته.

ولعل ما يحدث، اليوم، في العالم، يضيف البلاغ، من حروب غير عادلة، وهيمنة للقوى الاقتصادية والعسكرية العظمى، واستلاب وجودي بفعل الانحرافات غير المتحكم فيها للتكنولوجيات الجديدة، ومن تدمير لاأخلاقي للمنظومة البيئية لكوكبنا الأرضي، وغيرها من مظاهر تغول “الشر” وغلبته على “الخير”، هو الحافز الذي جعل اللجنة المنظمة لـ”مهرجان ثويزا” تستضيف مفكرين ومثقفين كبارا، من المغرب ومن الخارج، من أجل فهم ما يحدث، وتفسير مظاهر حضور الأخلاق وغيابها في زمننا وتواجدنا الجغرافي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، واستشراف مصائر مجتمعاتنا في ظل التحولات القيمية الجديدة. ولقد واكب هذه المحطة الفكرية والثقافية لـ”مهرجان ثويزا” بطنجة، منذ بدايته سنة 2005، بمناقشات ومطارحات حرة وجريئة، نخبة من المفكرين من مختلف الاتجاهات والمذاهب من المغرب ومن الخارج.

ووفق رؤيتها الأولى التي نظرت بها إلى الأمازيغية باعتبارها فضاء للانفتاح والحوار والالتقاء بين مختلف الثقافات، وبِنَفَسِها التنظيمي الذي ينتصر للحوار الحر والبناء، تعود جمعية “مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة”، خلال هذه الدورة، بسلسلة من الندوات الفكرية واللقاءات الثقافية، وبمعارض للكتاب وللفن التشكيلي وللمنتوجات الحرفية المغربية التقليدية والمجالية، وبأمسيات موسيقية متنوعة. مراهنة بهذه البرمجة على المساهمة في تعزيز إشعاع مدينة طنجة الثقافي والأدبي والفني؛ وعلى مواكبة الدينامية التي تشهدها جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، على مختلف المستويات، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وعلى المساهمة في جعل هذه الجهة وجهة مستقطبة للسياحة الثقافية والفكرية والفنية.

وخلص البلاغ ذاته، إلى أن “مهرجان ثويزا” يضرب لجمهوره مواعيد يومية، في فضاءات مختلفة بمدينة طنجة، وفق البرنامج المقرر لهذه السنة. بتنوع فقراته، ومجانية الولوج إليها، وفاءً منه لمتتبعيه وجمهوره الذين يحجون إليه، صيف كل سنة، من مختلف جهات المملكة، ومن بلدان الإقامة لمغاربة العالم، دعماً للفكر والثقافة والفن وللسياحة والتنمية.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة