بعد فك عقدة المجموعات.. أسود الأطلس يتطلعون لمواصلة الحلم الأولمبي

اجتاز المنتخب الوطني الأولمبي المغربي امتحان دور مجموعات منافسة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، بشكل مطمئن، وأداء منعته من المثالية هزيمة مفاجئة ومريرة أمام منتخب أوكراني، ركن إلى الخلف مدافعا، ومكتفيا بهجمات مرتدة كانت سلاحا أردى الأسود في آخر دقيقة من المباراة، لكنهم عادوا ليتداركوا في مباراة العراق وتأهلوا إلى الدور ربع النهائي، ليفكوا عقدة المجموعات التي لازمت الكرة المغربية منذ أولمبياد “ميونخ 1972”.

ويحدو لاعبي المنتخب الوطني طموح قوي لمواصلة الحلم الأولمبي، والذهاب لأبعد نقطة ممكنة، خلال هذه الدورة، ولما لا الظفر بميدالية ذهبية تاريخية، ستكون الأولى للمملكة في رياضة جماعية في تاريخها الأولمبي.

ويبدو طموح وحلم أسود الأطلس لعموم المغاربة مشروعا، وقابلا للتحقق بالنظر للمستوى الذي ظهروا به في دور المجموعات، إذ تألقوا وأبانوا عن علو كعبهم أمام منتخبين قويين من حجم الأرجنتين (2-1) والعراق (3-0)، وخانهم التوفيق أمام الأوكران (1-2)، بأداء جماعي متناسق ومهارات فردية عالية، استمتع بها الجمهور الذي آزر النخبة الوطنية بالآلاف على ملعبي “جوفروا-غيشار” بسانت إيتيان و”آليانز ريفييرا” بنيس.

وتعتبر مباراة يوم الجمعة والتي سيحتضنها الملعب التاريخي لعاصمة الأنوار “بارك دي برانس” أولى محطات الأدوار الإقصائية المباشرة، أمام منتخب أمريكي ملغوم، نجح في العبور وصيفا لمنتخب فرنسا، محتضنة الدورة، في مجموعة ضمت بالإضافة إليهما كل من غينيا ونيوزلندا.

ويضع الأولمبيون تحت قيادة الإطار الوطني، طارق السكتيوي، نصب أعينهم، إعادة إحياء ذكريات المنتخب الأول بمونديال قطر 2022 وترك بصمتهم الخاصة في تاريخ كرة القدم والرياضة الوطنية بإنجاز يسعد ويخرج الأمة للاحتفال فخرا بهم.

ويمتلك المنتخب الوطني كل المقومات التي تؤهله لاعتلاء منصة التتويج بمواهب شابة يتقدمها بلال الخنوس، وعبد الصمد الزلزولي، وإلياس أخوماش، وإلياس بن صغير، الذين بصموا على أداء رائع، بالإضافة إلى عناصر الخبرة التي طعمت التركيبة وهي صمام الأمان وحارس عرين الأسود، منير الكجوي المحمدي، الذي داد ببسالة عن المرمى بتصديات حاسمة، والقائد أشرف حكيمي، السخي وملبي نداء الوطن عند كل حاجة إليه، بالإضافة إلى سفيان رحيمي غوليادور الدورة إلى حدود كتابة هذه الأسطر.

كما بصمت باقي عناصر النخبة الوطنية على أداء فردي وجماعي يستحق الإشادة والثناء، متخطين ومتغلبين على عائق الغيابات التي حرمت تركيبة المنتخب من لاعبين مؤثرين تألقوا في كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة، وتوجوا باللقب الذي احتضن منافساته المغرب، صيف السنة الفارطة.

وسيحقق المنتخب الأولمبي، إنجازا آخرا، بعد فك عقدة المجموعات، إذ سيمنحهم الفوز على منتخب بلاد العم سام شرف تمثيل المغرب لأول مرة بدور نصف النهائي، وسيضعهم على بعد خطوة واحدة إضافية من ضمان التتويج بإحدى الميداليات.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة