الثقافة المغربية.. شراكة تسهم في إشعاع المغرب عبر إدماج الموضة والرياضة

أفادت الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة، أن الألعاب الأولمبية باريس 2024، تمثل نقطة تحول تاريخية للمغرب، ومناسبة هامة للاحتفال بإنجازاته الرياضية وتراثه الثقافي الأصيل والغني.

ووفق بلاغ الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة، تتميز هذه النسخة من الألعاب الأولمبية بتألق المغرب بشكل خاص بفضل لاعبة التزلج على اللوح آية أسقاس، التي تدعمها الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة، والتي حققت إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق كأول لاعبة إفريقية وعربية تتأهل للمشاركة في منافسات التزلج على اللوح «Skateboard-Park» للسيدات.

وبمناسبة تأهل آية أسقاس لتمثيل بلادنا بفخر بالغ في هذا الاستحقاق الرياضي الأولمبي الهام، وفي إطار التعريف بهذا الإنجاز الرياضي الأولمبي الرائد، بادرت الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة بتعاون وشراكة مع الفنانة ومصممة الأزياء سميرة حدوشي للمشاركة بألواح فنية للتزلج تجسد بعض مظاهر التراث الثقافي الوطني الأصيل الذي يمثله كل من الزليج والقفطان المغربيين، في المعرض الفني الدولي المنظم من لدن الجامعة الفرنسية للرياضات الحضرية ب «La Villette» من 27 يوليوز إلى 12 غشت الجاري، للتعريف برياضة السكيتبورد الأولمبية.

وأضاف البلاغ، أن هذا التعاون الفني الرياضي الفريد من نوعه، الذي يجمع بين إبداع مصممة أزياء ومهارة رياضية، يمثل تكاملا مغربيًا تاما، حيث تجسد ألواح التزلج مزيجا بين التراث المغربي العريق والتصاميم العصرية، مما يوفر رؤية عالمية جديدة للفن والموضة المغربية ويعزز مكانة المغرب كبلد يجمع بين الأصالة والحداثة.

وجدير بالذكر، أن الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة تعمل على الارتقاء برياضة التزلج على اللوح منذ إحداثها و تلتزم بتطويرها وإشاعتها بين الأطفال والشباب، كما تسعى إلى تعزيز وهيكلة هذا الفرع الرياضي من خلال تنظيم مسابقات وطنية ودولية ومعسكرات رياضية ، ودورات تدريبية وتكوينية في مجالي التحكيم والتدريب.

وتُعتبر رياضة التزلج على اللوح، التي تجمع بين المهارة الفنية والإبداع، رياضة حضرية ناشئة في المغرب. وتسعى جهود الجامعة إلى تزويد الشباب من ممارسي التزلج على اللوح بالمعدات والتجهيزات الرياضية الضرورية لصقل مواهبهم وتجويد مردودهم بدنيا وتقنيا، مما يسهم في تطوير رياضة التزلج على اللوح كرياضة أولمبية. وبفضل هذا الالتزام وهذه الجهود الموصولة والمساعي المحمودة، بات هذا الصنف الرياضي في المغرب تحتل مكانة متميزة في الساحة العالمية، كما يشهد على ذلك تأهل اللاعبة آية أسقاس لأولمبياد باريس 2024.

وحققت آية أسقاس البالغة من العمر21 سنة إنجازا رياضيا رائعا كأول لاعبة إفريقية وعربية تتأهل للألعاب الأولمبية في رياضة التزلج على اللوح، فبعد تألقها في التصفيات التي أقيمت في الإمارات العربية المتحدة والصين وهانغاريا، بصمت إسمها في سجل الرياضة المغربية والإفريقية والعربية، حيث تعتبر مشاركتها في دورة باريس 2024 رمزًا للعزيمة، ملهمة بذلك الأجيال الشابة على الصعيدين الإفريقي والعربي.

إن إنجاز آية لا يعكس فقط موهبتها الفردية، بل يعكس أيضًا تقدم الرياضة النسائية في إفريقيا، مما يفتح آفاقًا جديدة في المستقبل.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الجامعة: “نحن نثق في قدرات الرياضيين الشباب ونسعى جاهدين لتوفير أفضل الظروف لهم للتفوق. لقد أولت الجامعة اهتمامًا خاصًا برياضة التزلج على اللوح، حيث قدمت الدعم اللازم للاعبين منذ البداية، وهذا الإنجاز هو ثمرة هذا الاستثمار:.

وأضاف: “سنواصل دعم هذه الرياضة وتعزيز بنيتنا التحتية لتمكين مواهب أخرى من التألق على الساحة الدولية. نطمح إلى تعزيز مكانة المغرب في المنافسات الدولية كخطوة قادمة، من خلال ضمان وجود قوي ومستمر في عالم الرياضات الحضرية”.

كما تجدر الإشارة إلى أن الفنانة المغربية سميرة حدوشي صممت ألواح تزلج حصرية لآية أسقاس، مزينة بأنماط تقليدية مغربية مثل الزليج والقفطان. تمثل هذه الألواح التي تعتبر عملا فنيا حقيقيا مزيجا بين التقليد والابتكار.

تشتهر سميرة بإبداعاتها التي تمزج بين الأناقة والحداثة، حيث قدمت منصة استثنائية لتكريم التراث الثقافي الغني للمغرب على الصعيد العالمي. يُعتبر كل من أعمالها جزءاً من التراث الحرفي المغربي الأصيل، مع دمج عناصر جمالية تعكس تاريخ البلاد وتقاليدها، وتجسد في الوقت نفسه الروح المعاصرة ودينامية رياضة التزلج على اللوح.

في هذا السياق، أفادت حدوشي: “ستكون مشاركة آية بإبداعاتي بمثابة تجربة لا تُنسى. مساهمتي في هذه المغامرة الأولمبية من خلال تعزيز ثراء ثقافتنا للعالم فخر عظيم. كان التعاون مع الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة أمرًا حاسمًا لترويج ثقافتنا ودعم الرياضين الشباب في الساحة الدولية”.

ووفق البلاغ ذاته، يجسد هذا التعاون بين الجامعة الملكية المغربية للرياضات الحضرية والرياضات المشابهة وسميرة حدوشي روح الرياضة والثقافة في المغرب، بالإضافة إلى الابتكار والإبداع الذي يميز المملكة.

وتعكس جهودهما المشتركة تنوع التراث المغربي، وتمهد لإمكانية إدماج الفنون التقليدية في سياقات حديثة وعالمية. يسهم هذا التعاون بين الرياضة والفن في تعزيز صورة المغرب كبلد تتناغم فيه الأصالة مع الحداثة، مما يبرز قدرة الثقافة المغربية على التكيف والازدهار على الصعيد الدولي.

وخلص البلاغ، إلى أن المشاركة في أولمبياد باريس 2024، تمثل أكثر من مجرد منافسة رياضية؛ إنها خطوة بارزة نحو تعزيز مكانة المرأة في الرياضة بالمغرب وأفريقيا، كما أنها احتفال بالموضة والفن والثقافة التي تميز المغرب على الساحة العالمية.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة