أ.ف.ب
“لقد قيل لنا إن 15 مليون شخص سيزورون باريس لكن أين هم؟”، هكذا يعبر الكثير من المهنيين في مجال السياحة عن خيبة أملهم إزاء مستويات توافد الزوار في دورة الألعاب الأولمبية، لا سيما أصحاب المطاعم.
يقول أرنو سيت، الذي يدير ثلاثة مراكب مخصصة للاحتفالات راسية على نهر السين: “عادة نرفض طلب الأشخاص. اليوم هناك أماكن شاغرة. لدينا برنامج موسيقي رائع، وأنا جاهز، لكن لا سياح”.
وتشعر جوليا سيدفدجيان، رئيسة الطهاة في مطعم بايتا في الدائرة الخامسة “بالخيانة”، وقالت: “لدينا شعور بأننا مستبعدون من حفلة كان ينبغي أن تكون جميلة للجميع، على الرغم من أننا راهنا على إبقاء المطعم مفتوحا طوال الصيف وعمدنا إلى التوظيف أيضا”. وصرحت أنها تقدر خسارتها بأكثر من 30% لشهر يوليوز.
وسجل عدد السياح الوافدين إلى العاصمة ارتفاعا مقارنة مع العام الماضي: 650 ألفا من 24 إلى 27 يوليوز بزيادة قدرها 17,3% للزوار الفرنسيين و14,8% للأجانب، وفقا لمكتب السياحة في باريس.
يقول أوليفييه بونتي من شركة “فوروورد كيز” لتحليل بيانات السياح: “يتوقع أن يرتفع عدد الرحلات الجوية الدولية بين 24 يوليوز و11 غشت بنسبة +8%، مع طلب قوي من بعض الأسواق الرئيسية مثل الصين (+109%) واليابان (+42%) وألمانيا (+29%) والولايات المتحدة (+25%)”.
وعلى صعيد الفنادق، تقدر نسبة الإشغال المتوقعة في باريس لعطلة نهاية الأسبوع الأولى من غشت بنحو 90%.”.
وخلال فترة الألعاب بأكملها، النسبة أقل بقليل بحيث بلغت 82%، وتنخفض إلى 45% اعتبارا من 12 غشت لترتفع إلى 54% للألعاب البارالمبية حسبما توضح المنظمة الرائدة في هذا القطاع أوميه.
مناطق المعجبين
وصرح أوليفييه كوهن، المدير العام لسلسلة فنادق “بيست ويسترن” الفرنسية: “بعد الصعوبات الكبيرة التي شهدناها في يونيو والأسابيع الأولى من يوليوز فإن شتنبر يقلقنا.
خلال الصيف قد نكون في أفضل الأحوال في التوازن نفسه مقارنة بالعام الماضي”.من جهته يقول ديدييه أرينو المدير العام لمؤسسة “بروتوريزم”، إن “الألعاب الأولمبية أرعبت الزبائن بالأسعار المرتفعة جدا والتواصل المثير للقلق. مليونا سائح أجنبي أخافوا ثلاثة ملايين من السياح المنتظمين”.
وذكر أن الفنادق الفخمة تعمل بشكل جيد، ولكن الأمر أكثر تعقيدا بالنسبة للفنادق المتوسطة بسبب الأسعار المرتفعة جدا.وقام المهنيون أيضا بتعديل أسعارهم التي أصبحت اليوم أعلى بقليل مما كانت عليه العام الماضي: 218 أورو لليلة في باريس ومنطقتها.
ويعول أصحاب الفنادق والمطاعم وأصحاب المقاهي والتجار الآن على “حفل الافتتاح الناجح لعودة الحشود: فالأجواء احتفالية، والنقل المشترك يعمل، بشكل ممتاز، على الرغم من الازدحام المعلن”، حسبما كتبت الاتحادات المهنية الرئيسية في بيان. ودعت الزوار “لاستكشاف العاصمة بشكل مختلف عن المواقع الأولمبية”.
وفي ديزني لاند بباريس، التي عادة ما تكون مزدحمة للغاية خلال الصيف، يشير التطبيق الخاص بها إلى أوقات انتظار أقل بكثير من المعتاد في المواقع المختلفة.
وأعرب سائقو سيارات الأجرة عن “خيبة أملهم الكبيرة”، وطالبوا الحكومة الخميس عبر نقابتهم بتعويضات عن تراجع نشاطهم.
ويؤكد مكتب السياحة أن “الزوار يتركزون في المكان الذي تقام فيه الألعاب خصوصا حول مناطق المشجعين الكبيرة ومواقع المنافسة الأولمبية”، لا سيما في الدائرة التاسعة عشرة التي تستضيف نادي فرنسا أو في سين سان دوني.
وهذه هي الفرصة لتقديم “وجه وصورة لسين سان دوني بعيدا عن الرسوم الكاريكاتورية”، وفقا لرئيس هذه الدائرة المحرومة خلال مؤتمر عبر الفيديو الأربعاء، موضحا أن 50 ألف شخص استفادوا من الأنشطة والحفلات الموسيقية في حديقة كورنوف بمناسبة الألعاب.
“المستفيدون” الآخرون من هذه الألعاب أماكن الضيافة التي تديرها بلدان أو شركة On Location، الشريك في تنظيم دورة الألعاب، والتي تبيع حزم تذاكر الدخول إلى أماكن الاحتفالات.
وأعلنت المجموعة الأميركية التي تتوقع استقبال أكثر من 10 آلاف ضيف يوميا في مواقعها الـ130، نفاد كافة تذاكرها في مواقع معينة مثل قصر طوكيو.