تعرض المنتخب الوطني الأولمبي لهزيمة مريرة أمام نظيره الإسباني (2-1)، فرملت مشواره في الدور نصف النهائي داخل منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″.
وبدأت المقابلة التي دارت أطورارها على أرضية ملعب الـ”فيلودروم” بمارسؤبيا، جنوب فرنسا، بتبادل للاستحواذ والضغط، وكانت الدقيقة الثامنة شاهدة على أولى المحاولات من كرة ثابتة نفذها أخوماش دون خطورة على حارس المرمى الإسباني.
واستمر السجال بين مد وجزر وتبادل للهجمات مع تفوق طفيف للعناصر المغربية، حتى الدقيقة 12 التي أصيب خلالها الحكم الأوزبكي تانتاشيف بعد سقوطه خلال التحام مع لاعبَين من المنتخبَين، ليعوضه زميله السويدي غلين نيبيرغ، الذي سبق أن قاد مباراة الأسود الافتتاحية أمام الأرجنتين.
وكان أول تهديد حقيقي لإسبانيا مع حلول الدقيقة 20 من قدم لاعب برشلونة، فيرمين لوبيز، بتسديدة تألق في صدها الحارس منير المحمدي.
نفس اللاعب عاد لتهديد مرمى المحمدي من خلال كرة جانبت القائم الأيمن في الدقيقة 29.
ورد الجناح المغربي إلياس بنصغير على فيرمين لوبيز لكن تسديدته ارتطمت بأحد مدافعي المنتخب الإسباني وتحولت إلى ركنية تحصل من خلالها أمير ريتشاردسون على ضربة جزاء نفذها صاحب الاختصاص، سفيان رحيمي، بنجاح معلنا تقدم المنتخب الوطني عند الدقيقة 37.
ولم يكبح الهدف الأول لرحيمي ورفاقه عزيمته وعادوا للبحث عن توسيع الفارق، ومن انسلال من الجانب الأيمن لرحيمي الذي مرر كرة خلفية لبن صغير غير أن تسديدة الأخير علت العارضة بسنتيمترات.
بدورهم حاولت العناصر الإسبانية جاهدة لإعادة الأمور إلى نصابها وتعديل النتيجة إلا أن القائم الأيسر لمرمى المنتخب الوطني حول تسديدة أليكس إلى ركنية في لقطة حبست أنفاس الجمهور المغربي.
وانتهى فصل المباراة الأول بتقدم المغاربة بهدف دون رد، بعد تمديد ماراثوني جديد من الحكم السويدي المثير للجدل، الذي أضاف 12 دقيقة، نجح لاعبو المنتخب الوطني في تدبيرها، بل كانوا، في أكثر من مرة، قريبين من مضاعفة النتيجة.
ومع بداية الشوط الثاني، اندفع الإسبان بحثا عن تعديل النتيجة، غير أن أولى الفرص كانت من أقدام مغربية بعد تسديدة أخوماش المحادية للمرمى، قبل أن يرد المنتخب الإسباني عبر سلاحه الخطير والمتمثل في التسديد من خارج المنطقة، لكن المحمدي ظل يقظا وتألق في الذود عن مرماه بتصديات رائعة.
وتلاشت مقاومة الخط الخلفي لمنتخب “أسود الأطلس” في حدود الدقيقة 65، بعد نجاح فيرمين لوبيز في معادلة النتيجة مستغلا خطأ في التغطية الدفاعية.
وحرك هذا الهدف العناصر الوطنية للهجوم مرة أخرى، بعد ركود كلفهم هدفا مباغثا، وكاد ريتشاردسون أن يعيد التقدم للمنتخب الوطني، لكنه صوب الكرة بمحاداة القائم الأيسر.
عاد بعدها بن صغير ليجرب هو الآخر من خارج منطقة العمليات لكن تسديدته الأرضية خالفت إحداثيات مرمى منتخب “لاروخا”.
وفي وقت ظن فيه الجميع أن المغاربة أقرب إلى التهديف من الإسبان ظهر البديل خوانلو واستلم الكرة من زميله، ليتوغل داخل منطقة العمليات مسددا كرة أرضية منحت التقدم لمنتخب بلاده قبل 5 دقائق من انتهاء الوقت الأصلي للقاء.
وعندما توقع كل من تابع المقابلة أن لا يقل الوقت المحتسب بدلا عن الضائع عن 10 دقائق، قرر الحكم السويدي إضافة 7 دقائق على غير عادته، نجح خلالها الإسبانيون في مهمتهم الدفاعية ليتأهلوا إلى نهائي المسابقة، ويتبخر، بالتالي، حلم المغاربة بالذهب الأولمبي.