الإبراهيمي يسلط الضوء على الخلل الحقيقي وراء تواضع نتائج الرياضة المغربية في أولمبياد باريس

يرى عصام الابراهيمي، محامي بهيئة الدار البيضاء، ورئيس المركز المتوسطي للدراسات والبحوث في القانون الرياضي، أن الخلل وراء تواضع المغرب في كل دورة أولمبية، يكمن في النخب السياسية الفاسدة، التي تتربع على كراسي المسؤولية في الأحزاب السياسية.

وأفاد الإبراهيمي من خلال تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”، أنه بعد كل أولمبياد ينطلق العويل والبكاء وينطلق معه السؤال: “لماذا لا نحصل على الميداليات الذهبية ؟ ولا أحد يتحدث عن النخب السياسية الفاسدة التي تتربع على كرسي المسؤولية في الأحزاب السياسية، التي تنتج لنا منتخبين أميين وفاسدين في الجماعات والمجالس المنتخبة”.

وأضاف: “تخيل معي رئيس جماعة أمي تقترح عليه بناء مسبح أولمبي، في المنطقة التي يمثلها ماذا سيكون جوابه؟ تخيل معي رئيس جماعة تقترح عليه تجهيز نادي للجمباز في المنطقة التي يمثلها ماذا سيكون رد فعله؟”.

وقدم الإبراهيمي في ذات التدوينة، مقارنة مع دولة تونس، إذ قال: “تونس الدولة الصغيرة جغرافيا وكثافتها السكانية لا تتجاوز 11 مليون نسمة تمتلك 30 مسبح أولمبي.. في حين عدد المسابح المغطاة في المغرب يقدر بـ25 مسبح، النسبة الكبيرة بجهة الرباط-سلا -القنيطرة حيث يبلغ عدد المسابح بهذا المحور 8 مسابح فيما لا تتوفر جهتي درعة-تافلالت، وسوس-ماسة على أي مسبح”.

وتابع: “0 مسبح مغطى في الجهتين أي أن الأطفال الناشئين في مدن أكادير والرشيدية كمثال غير مؤهلين لكي يصبحوا أبطال وممارسين محترفين لرياضة السباحة، في الوقت التي يتشارك فيه أزيد من 7 نوادي مسبحا أولمبيا وحيدا في مدينة الدار البيضاء”.

ويرى الإبراهيم، أن من بين الأسباب للإخفاقات الأولمبية المتتالية، إقبار الرياضة المدرسية التي كانت مشتلا لولادة الأبطال، بدون رقيب ولا حسيب.

في هذا الإطار، أمد الإبراهيمي: “الولايات المتحد الأمريكية تعتمد في صناعة الأبطال على الجامعة التي تعفي المواهب في جميع الرياضات من الرسوم والإقامة الجامعية، التي قد تصل في بعض الاحيان إلى 200 ألف دولار، حتى أن المواطن الأمريكي الفقير الذي لا يستطيع أن يؤدي الرسوم الجامعية لابد له من إبراز موهبة أو اكتسابها للاستفادة من الجامعة”.

وتابع في هذا السياق: “لذلك نرى في الأولمبياد عدائين يشاركون في ألعاب عدة، ويحصلون على ميداليات مختلفة في رياضات مختلفة، أما الجامعات والاتحادات في المغرب، والتي يترأسها أشخاص مدى الحياة حتى تتماهى الرياضة مع إسم الشخص المسؤول، فلا نرى لها حسيبا أو رقيبا على إخفاقاتهم”.

وخلص الإبراهيمي، إلى القول: “لنقل بصراحة أن إخفاق الرياضة الأولمبية في المغرب مرتبط بالنخب السياسية التي تعتلي المسؤولية”.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة