أعلن الأبناء الثلاثة للممثل آلان ديلون، صباح الأحد، في بيان وفاة والدهم، الذي يعد أحد عمالقة السينما الفرنسية، عن عمر ناهز 88 عاما. وطالبوا بـ”احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه”. وتردد اسم ديلون في ردهات المحاكم الفرنسية في السنوات الأخيرة إثر الدعوى التي رفعها أبناؤه ضد معاونته، التي اتهمت بـ”استغلال ضعفه” نظرا لأحواله الصحية، ثم أثناء نزاع فيما بينهم الذي وصل صداه إلى وسائل الإعلام.
توفي الممثل الفرنسي آلان ديلون عن عمر ناهز 88 عاما، حسبما أعلن أبناؤه الثلاثة، صباح الأحد، في بيان صحفي مشترك لوكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء في البيان: “يشعر آلان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك (كلبه) لوبو، بحزن شديد وهم يعلنون رحيل والدهم. لقد توفي بسلام في منزله في دوشي، محاطا بأطفاله الثلاثة وعائلته”(. ..) التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه”. وأوضحوا أن الممثل توفي “في الساعات الأولى من الليل”.
مراهقة صعبة
عاش “أيقونة السينما الفرنسية” على حد وصف مجلة “فواسي” مراهقة صعبة إثر انفصال والديه عن بعضهما البعض، بعد طفولة عادية، بجانب أبيه مدير قاعة سينما، وأمه مساعدة صيدلية. لكن فراقهما أثر عليه كثيرا. كما أنه انقطع مبكرا عن الدراسة، واختار الانخراط في الجندية الفرنسية في سنوات الخمسينيات، حيث شارك إلى جانب قوات بلاده في حرب الصين والهند.
يتذكر هذه المرحلة بانتشاء، لأنه يعتبر أنه تعلم الكثير من الجيش. “تعلمت الالتزام والاحترام… والعديد من الأشياء”، قال ديلون في إحدى تصريحاته، وهو انتشاء ممزوج بالحزن، أيضا، لأنه فقد الكثير من أصدقائه في هذه الحرب.
ويعترف ديلون أنه أتى للسينما عن طريق الصدفة، إذ لم يدرس يوما في أي معهد من معاهد الفن. وكانت النساء بالنسبة له المحفز الأساسي للنجاح في الأدوار السينمائية التي كان يؤديها. ويشير ديلون بهذا الشأن إلى أن “النساء هن من نادين علي للسينما، وكنت أريد أن أرى في عيونهن أنني الأكثر وسامة والأكبر قامة والأقوى سينمائيا”.
مسيرة سينمائية حافلة
وبزغ نجم ديلون في فيلمين للمخرج الإيطالي لوكينو فيسكونتي، وهما فيلم (روكو اند هيز براذرز) “روكو وإخوته” إنتاج 1960 وفيلم (ذا ليبارد) “النمر” إنتاج 1963. ولعب دور البطولة إلى جانب الممثل الفرنسي المخضرم جان جابين في فيلم (ميلودي أون سو-سول) “أي رقم يمكنه الفوز” إنتاج 1963 ومن إخراج هنري فيرنوي.
وحقق نجاحا باهرا في فيلم (لو ساموراي) “الابن الروحي” إنتاج 1967 من إخراج جان بيير ميلفيل. ولم يتضمن دور القاتل المأجور الفيلسوف إلا النزر اليسير من الحوار وكثيرا من المشاهد الفردية التي أبدع فيها ديلون.
وأصبح ديلون نجما في فرنسا وحظي بالإعجاب الشديد من الرجال والنساء في اليابان، إلا أنه لم ينجح بالقدر نفسه في هوليوود على الرغم من تمثيله مع عمالقة السينما الأمريكية مثل بيرت لانكاستر.
اسم ديلون في ردهات المحاكم
تدهورت صحة ديلون منذ إصابته بسكتة دماغية في 2019، وكان نادرا ما يغادر منزله في منطقة فال دو لوار. وتصدر عناوين الأخبار في صيف 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيرومي رولان، التي يُقال أحيانا إنها شريكته، متهمين إياها بـ”استغلال ضعف” والدهم.
ثم اندلع نزاع عائلي بين أبناء ديلون وصل إلى أروقة القضاء وتناولته وسائل الإعلام، على خلفية الحالة الصحية للنجم الذي كان يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية.
سعفة ذهبية فخرية في مهرجان كان
وفي مايو 2019، عاد إلى السجادة الحمراء ضمن مهرجان كان السينمائي ليتسلم سعفة ذهبية فخرية. وقال حينها نجم “بيربل مون” (1960) الذي حقق بفضله نجومية عالمية و”روكو أند هيز براذرز” (1960) و”ذي ليبورد” (1963) و”ذي سويمينغ بول” (1969)، “إنه يشبه لتكريم بعد الوفاة، لكنه تم وأنا على قيد الحياة”.
وأشاد العديد من النقاد السينمائيين ووسائل الإعلام بهذا التكريم، حيث اعتبرونه مستحق بالنظر لما قدمه بطل فيلم “الشمس المتوهجة” للسينما الفرنسية والعالمية على السواء، لا سيما وأنه لم يسبق له أن توج بالسعفة الذهبية بهذا المهرجان ذات الصيت العالمي.
لكن هذا التكريم أثار جملة من الانتقادات من قبل الجمعيات الحقوقية، التي كانت تعتبره غير أهل لنيل هذه الجائزة، بسبب مجموعة من المواقف له عبر عنها علنيا عبر وسائل الإعلام سواء حول المرأة أو بخصوص المهاجرين، كما أنه أعلن دعمه في حملة انتخابية سابقة لحزب “التجمع الوطني” (الجبهة الوطنية سابقا)، المحسوب على اليمين المتطرف. وبعيدا عن هذه المواقف، يبقى ديلون أحد عمالقة السينما الفرنسية.