توعد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إسرائيل، الأحد، في خطاب، في تجمع خلال حملته الانتخابية، بولاية قسطنطينة، وقال تبون، المترشح للانتخابات الرئاسية في 7 سبتمبر القادم، إن جيش بلاده “جاهز بمجرد فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة”، وبعد أن تجاوب الحضور معه بالتصفيق والهتاف، تحمس الرئيس وأضاف “أقسم لكم بالله، لو أنهم ساعدونا وفتحوا الحدود بين مصر وغزة… فهناك ما يمكننا القيام به”، وفي انتظار إتمام جملته، وإبراز مدى جاهزية الجيش في قصف إسرائيل، استدرك قائلا «لقد قطعت وعدا.. والجيش جاهز بمجرد فتح الحدود والسماح لشاحناتنا بالدخول، سنبني في ظرف 20 يوما 3 مستشفيات، وسنرسل مئات الأطباء ونساعد في بناء ما دمره الصهاينة”.
هكذا يستهزئ الرئيس تبون بشعبه، ويزايد على بلد عربي شقيق، مصر، ليفتح باب الصراع، من جديد على جبهة جديدة، بعد الغرب (المغرب) والشمال إسبانيا، والجنوب مالي، وقبل أيام قليلة الشرق ليبيا، قبلها فرنسا شمالا، ها هو يزايد على مصر، ليؤكد للجميع أن الجزائر الشقيقة ابتليت بقادة لا هم لها سوى مصالحها، والكراسي التي تتشبث بها.
إن الشعب الجزائري يعي تمام الوعي إمكانيات بلده، وقدراته العسكرية، وأن إمكانياته الاقتصادية وموارده المالية تسخر من أجل أهداف لا علاقة لها بالتنمية وتأهيل البلد، وأن الشعب الجزائري يعاني من الفقر والبطالة، وهو البلد الذي به من الإمكانيات والموارد الطبيعية، ما يؤهله لأن يكون شعبه في غنى عن ركوب قوارب الموت للهجرة إلى الشمال.
وبدل أن يزايد عبد المجيد تبون، على مصر، ويشير في خطاب على أن الجيش الجزائري جاهز في حال فُتحت الحدود بين مصر وغزة، من أجل إدخال المساعدات، كان عليه أن يلجأ إلى الطرق التي نهجتها الدول العربية، في إيصال المساعدات، وبطرق عدة، لا دخل لاستعدادات الجيش فيها.
وأما أن الجزائر مستعدة لبناء 3 مستشفيات في ظرف 20 يومًا في قطاع غزة، فهذا كلام لا يمكن أن يكون صادرا عن عاقل، فبالأحرى رئيسا لبلد، وأمام شعب يعي تمام الوعي أن بناء مستشفى يتطلب شهورا، بل سنوات.
وإذا كانت الجزائر، فعلا، معنية بشكل مباشر بالقضية الفلسطينية، على حد تعبير الرئيس الجزائري، فإن بعد المسافة بين الجزائر وفلسطين لا يمكن أن تكون مبررا لعدم تقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني، بدل لوك الكلام، وبيع الوهم لشعب مغلوب على أمره، ومحكوم بالقمع والرصاص والسجون.