على الرغم من أن اليمن يعاني من حرب ضروس أضرت باقتصاده وتسببت في عدم توفر كثير من ضرورات الحياة للناس فان شيئا واحدا لم يتأثر وما زال متوفرا بكثرة..إنه القات.
بينما اعتاد اليمنيون على نقص إمدادات الكهرباء والماء والحليب واللحم فان جولة في سوق القات بصنعاء تظهر انتظام إمدادات النبات ذو الأوراق الخضراء.
وعشق النبات الذي يقولون إنه منبه خفيف جعل تجارة القات تقوى في بلد دمرت الحرب اقتصاده. ويتعاطى القات 80 في المئة على الأقل من الرجال و60 في المئة من النساء في اليمن.
ويستيقظ مزارعو القات صباحا فيقطفوه بينما يتحدى تجاره القنابل فينقلوه للأسواق في حين يخرج متعاطوه المتبقى في جيويهم الخاوية للحصول على كيس من الأوراق الخضراء ناعمة الملمس. ويتراوح سعر الكيس بين دولارين اثنين و14 دولارا بناء على جودة القات نفسه.
وقال متعاط للقات يدعى عارف محمود إن الناس يحتاجونه للتكيف مع الصعوبات التي يمر بها بلدهم.
أضاف عارف محمود “بسبب انعدام الحاجات الأساسية كالبترول والغاز والديزل والحاجات الأساسية فالانسان يتجة للقات لينسى همومه. الانسان (يتعاطى القات) عشان ينسى الهموم..ينسى ما هو عليه..الحاصل في شعبنا اليمني.”
وقال بائع قات يدعى أحمد الرماح إن القات واحد من الأشياء القليلة التي يمكن لليمنيين الاعتماد عليها لينسوا همومهم.
أضاف الرماح “سبب توفر القات..القات يعتبر هو الصديق الوحيد للشعب اليمني. رغم الحصار لازال هو مسلينا..هو القات.”
وقال بائع قات آخر يõدعى حميد علي إن سبب توفر إمدادات القات هو شجاعة تجاره.
وأضاف “سبب وجود القات في ظل هذه الأزمة هو كفاح المقاوته (بائعي القات)..إيصالة إلى المستهلكين لانه مهنة عمل مثل أي تاجر يوجد السلعة.”
ويقول البنك الدولي إن شخصا من كل سبعة عاملين باليمن يعمل في إنتاج وتوزيع القات مما يجعله أكبر مصدر للدخل في الريف وثاني أكبر مجال للتوظيف في البلاد بعد قطاع الزراعة والرعي متفوقا حتى على القطاع العام.
وتصنف منظمة الصحة العالمية القات باعتباره “عقارا ضارا من الممكن أن يتسبب في حالة إدمان خفيفة إلى معتدلة”. ويمكن أن تشمل الأعراض المادية للقات الهلوسة والاكتئاب وتسوس الأسنان.
ويقصف تحالف تقوده السعودية المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن منذ مارس اذار في مسعى لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي أطاح بها الحوثيون -وتقيم في المنفى حاليا- إلى سدة الحكم.
وتسببت الغارات الجوية والاشتباكات بين مقاتلي الحوثيين وأنصارهم من جهة ومقاتلين يمنيين مؤيدين للتحالف من جهة أخرى في مقتل أكثر من 2800 شخص حتى الآن.