في ظل توترات مع مصر وأخرى مع الصومال المجاورة، توعد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الأحد، بأن “تذل” بلاده أي دولة تهدد سيادتها. ومنذ 13 عاما تعيش العلاقات بين أديس أبابا والقاهرة توترات بسبب الخلافات حول سد النهضة الإثيوبي. وانفجرت جبهة توترات أخرى مع الصومال، مطلع العام الجاري، حين وقعت إثيوبيا اتفاقا مع إقليم أرض الصومال غير المعترف به دوليا. وأثار هذا الاتفاق غضب مقديشو، التي رأت أنه لا يحترم سيادتها الوطنية.
توعد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الأحد، بأن “تذل” بلاده أي دولة تهدد سيادتها، دون ذكر دولة بعينها. لكن هذا التصريح يأتي في ظل توترات مع مصر والصومال. وبدأت هاتان الدولتان، مؤخرا، في تقارب قد يكون الهدف منه ممارسة مزيد من الضغط على أديس أبابا لتغيير بعض مواقفها. ويعود مصدر التوترات بين مصر وإثيوبيا إلى سد النهضة الإثيوبي، بينما تنبع توترات أديس أبابا ومقديشو من اتفاق وقعته أثيوبيا مطلع العام الجاري مع إقليم أرض الصومال الصومالي غير المعترف به دوليا.
وتشهد منطقة القرن الأفريقي المضطربة تصاعدا للتوترات، سيما في السودان الذي يعيش صراعا مسلحا منذ ما يزيد على سنة ونصف، وكانت له خلافات مع أثيوبيا حول سد النهضة، لكنه انشغل بالصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتخوض إثيوبيا، التي تعد ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، نزاعا مع الصومال المجاور بشأن اتفاق بحري وقعته أديس أبابا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية. كما تشهد العلاقات مع مصر توترا بسبب سد النهضة الإثيوبي الضخم على النيل الأزرق.
وقال آبي في احتفال بيوم السيادة في العاصمة “لن نسمح بأي مساس بنا، وسنذل كل من يجرؤ على تهديدنا من أجل ردعه”.
وأضاف “لن نتفاوض مع أحد بشأن سيادة إثيوبيا وكرامتها”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية.
ولا يزال مشروع سد النهضة الذي أطلقته إثيوبيا عام 2011 بقيمة أربعة مليارات دولار، مبعث قلق لكل من مصر والسودان اللتين تعتمدان على النيل في مواردهما المائية. ففيما تعتبره أديس أبابا أساسيا لتنميتها، ترى فيه القاهرة تهديدا “وجوديا” وتحذر الخرطوم من “مخاطر كبيرة” على حياة الملايين.
واتهمت إثيوبيا الشهر الماضي جهات لم تسمها بالسعي إلى “زعزعة استقرار المنطقة”، بعد أن أرسلت مصر معدات عسكرية إلى الصومال عقب توقيع اتفاق تعاون عسكري بين القاهرة ومقديشو.
كما عرضت مصر نشر قوات في الصومال في إطار بعثة جديدة بقيادة الاتحاد الأفريقي من المقرر أن تحل محل قوة حفظ السلام الحالية المعروفة باسم “أتميص” العام المقبل.
وتعد إثيوبيا حاليا مساهما رئيسيا في “أتميص” التي تساعد القوات الصومالية في القتال ضد جماعة الشباب، التي تصنف ضمن ما يعرف بـ”الجماعات المتشددة”.
لكن مقديشو غاضبة بشأن الاتفاق المبرم في يناير بين إثيوبيا وأرض الصومال، والذي يمنح أديس أبابا منفذا بحريا لطالما سعت لتأمينه، قائلة إنه يمثل اعتداء على سيادتها ووحدة أراضيها.
وبموجب الاتفاق، وافقت أرض الصومال على تأجير 20 كيلومترا من سواحلها لمدة 50 عاما لإثيوبيا، التي تريد إنشاء قاعدة بحرية وميناء تجاري على الساحل.
في المقابل، قالت أرض الصومال إن إثيوبيا ستعترف بها رسميا، رغم أن أديس أبابا لم تؤكد ذلك مطلقا.
وتتوسط تركيا في محادثات غير مباشرة بين إثيوبيا والصومال لمحاولة حل النزاع، لكن لم يتحقق حتى الآن أي تقدم كبير.
وأعلنت أرض الصومال، وهي مستعمرة بريطانية سابقة يبلغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة، استقلالها عام 1993 لكن مقديشو رفضت هذه الخطوة، التي لم يعترف بها أيضا المجتمع الدولي.