أسباب جدري القردة (إم-بوكس) وأعراضه وكيفية علاجه

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القردة (إم-بوكس) في المغرب، الخميس، وذلك في إطار المنظومة الوطنية لليقظة والرصد الوبائي.

وأوضحت الوزارة في بلاغ لها، أن الحالة تم اكتشافها ضمن البروتوكول الصحي المعتمد في المملكة منذ بدء هذا الإنذار الصحي العالمي، حيث “خضع المصاب للرعاية الصحية اللازمة في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمدينة مراكش، وهو في حالة صحية مستقرة لا تستدعي القلق”.

وأفادت الوزارة بأن المصاب يتلقى الرعاية الطبية المناسبة وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة، ويخضع للمراقبة الطبية الدقيقة لضمان استقرار حالته، مضيفة أنه تم تفعيل إجراءات العزل الصحي والمتابعة الطبية اللازمة وفقا للمعايير الصحية الوطنية والدولية.

وجدير يالإشارة إلى أن فيروس إم بوكس (Mpox)، أو ما كان يُطلق عليه سابقًا جدري القرود، اكتسب اهتمام أنظمة الرعاية الصحية على الصعيد الدولي وأثار قلقها بشكل كبير بسبب الزيادة الكبيرة في الحالات وعدد الدول المتأثرة به. ولتقريب القارئ من جدري القرود (إم-بوكس) وعن أسبابه وأعراضه وكيفية علاجه، تقدم “إحاطة.ما” تقريرا عن هذا المرض الفيروسي.

حقائق رئيسية
إم بوكس (Mpox)، حسب تعريف منظمة الصحة العالمية، هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، وهو نوع من جِنْس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة. وهناك فرعان حيويان مختلفان من الفيروس: الفرع الحيوي الأول (الفرعان الحيويان الثانويان1 أ و1 ب) والفرع الحيوي الثاني (الفرعان الحيويان الثانويان2 أ و2 ب). وقد ظهرت في الفترة 2023-2022 فاشية عالمية لإمبوكس بسبب سلالة الفرع الحيوي الثانوي 2 ب.

وأوضحت منطمة الصحة العالمية أن إمبوكس لا يزال يطرح تهديدا حتى اليوم، وقد شكلت الزيادة المفاجئة في عدد حالات الإصابة به في جمهورية الكونغو الديمقراطية وبلدان أخرى بسبب الفرعين الحيويين الثانويين1 أ و1 ب مدعاة للقلق.

وتوجد حاليا ثلاثة لقاحات مضادة لإمبوكس. وينبغي النظر في توفير التطعيم إلى جانب تدخلات الصحة العامة الأخرى.

أعراض إمبوكس
تشمل أعراض إمبوكس الشائعة الطفح الجلدي أو الآفات المخاطية التي يمكن أن تستمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع وتكون مصحوبة بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد الليمفاوية.

يمكن أن ينتقل إمبوكس إلى البشر من خلال المخالطة القريبة لشخص مصاب به أو ملامسة مواد ملوثة أو حيوانات مصابة بعدواه. ويمكن أن ينتقل فيروس إمبوكس أثناء الحمل إلى الجنين، أو إلى الوليد أثناء الولادة أو بعدها.

يعالَج إمبوكس بالرعاية الداعمة لأعراض مثل الألم والحمى، مع إيلاء الانتباه للتغذية والترطيب والعناية بالبشرة والوقاية من حالات العدوى الثانوية وعلاج حالات العدوى المصاحبة، بما في ذلك فيروس العوز المناعي البشري عند تشخيص الإصابة به.

لمحة عامة
إمبوكس مرض معد يمكن أن يسبب طفحا جلديا مؤلما وتضخما في الغدد الليمفاوية، والحمى ،والصداع، وآلام العضلات، وآلام الظهر والوهن. ويتعافى معظم الأشخاص منه تماماً، لكن بعض الأشخاص يصابون بمرض شديد بسببه.

ويسبب إم بوكس فيروسُ جدري القردة. وهو فيروس مغلف يحتوي على حمض نووي ذي طاقين من جِنْس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة من فصيلة الفيروسات الجدرية، التي تشمل الجدري وجدري البقر والوقس وفيروسات أخرى. وهناك فرعان حيويان مختلفان من الفيروس: الفرع الحيوي الأول (الفرعان الحيويان الثانويان 1 أ و1 ب) والفرع الحيوي الثاني (الفرعان الحيويان الثانويان 2 أ و2 ب).

وقد بدأ تفشي الفرع الحيوي 2 ب في العالم في عام 2022، ولا يزال مستمرا حتى اليوم، بما في ذلك في بعض البلدان الأفريقية. وقد تضررت جمهورية الكونغو الديمقراطية وبلدان أخرى في أفريقيا، أيضا، من فاشيات متزايدة من الفرعين الحيويين1 أ و1 ب. وحتى غشت 2024، اكتُشف ظهور الفرع الحيوي 1 ب خارج إفريقيا، أيضا.

ولا يُعرف المستودع الطبيعي للفيروس بيد أنه قد يكون ثدييات صغيرة مثل السناجب والقردة.

انتقال العدوى
ينتقل إم بوكس من شخص إلى آخر بشكل رئيسي من خلال المخالطة الوثيقة لشخص مصاب به، بما في ذلك أفراد المنزل الواحد. وتشمل المخالطة الوثيقة التلامس الجلدي (مثل اللمس أو ممارسة الجنس) أو ملامسة الفم للفم أو الفم للجلد (مثل التقبيل)، ويمكن أن تشمل أيضاً المخالطة وجهاً لوجه مع شخص مصاب بإمبوكس (مثل التحدث أو التنفس بالقرب من شخص آخر مما قد يولد جزئيات تنفسية معدية).

ويزداد خطر الإصابة بإمبوكس لدى الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون.

ويمكن أن يصاب الأشخاص بإمبوكس من الأجسام الملوثة مثل الملابس أو البياضات، أو عن طريق إصابات بالإبر في مرافق الرعاية الصحية، أو في بيئات مجتمعية مثل صالونات الوشم.

وقد ينتقل الفيروس إلى الجنين أثناء الحمل أو الولادة. ويمكن أن تشكل الإصابة بعدوى إمبوكس أثناء الحمل خطورة على الجنين أو المولود ويمكن أن تؤدي إلى فقدان الحمل أو الإملاص أو موت المولود أو مضاعفات للأم.

ويحدث انتقال إمبوكس من الحيوان إلى الإنسان عبر الحيوانات المصابة التي تنقله إلى البشر عن طريق العضّات أو الخدوش، أو أثناء ممارسة أنشطة مثل الصيد أو السلخ أو نصب الفخاخ أو الطهي أو العبث بالجيف أو أكل الحيوانات. ولا يزال المستودع الحيواني لفيروس جدري مجهولا، ويعكف على إجراء دراسات أخرى في هذا الصدد.

ويلزم إجراء المزيد من البحوث حول كيفية انتشار فيروس إم بوكس أثناء تفشي المرض في أماكن وظروف مختلفة.

العلامات والأعراض
يسبب إمبوكس علامات وأعراض تظهر عادة في غضون أسبوع ولكنها قد تظهر أيضا بعد يوم واحد إلى 21 يوماً من التعرض للفيروس. وتستمر الأعراض لمدة تتراوح عادةً من أسبوعين إلى 4 أسابيع ولكنها قد تستمر لفترة أطول لدى شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.

وتشمل الأعراض الشائعة لإمبوكس ما يلي:

الطفح الجلدي
الحمى
التهاب الحلق
الصداع
آلام العضلات
آلام الظهر
الوهن
تورم الغدد الليمفاوية
وعند بعض الأشخاص، تشمل أولى أعراض إمبوكس ظهور الطفح الجلدي، في حين قد تشمل أولى الأعراض لدى أشخاص آخرين الحمى وآلام العضلات والتهاب الحلق.

وغالبا ما يبدأ طفح إمبوكس الجلدي في الظهور على الوجه وينتشر في جميع مناطق الجسم ثم ينتقل إلى راحتي اليدين وباطن القدمين. ويمكن أن يبدأ أيضا في أجزاء أخرى من الجسم حيث جرى الاتصال، مثل الأعضاء التناسلية. ويتخذ بداية شكل قرحة مسطحة تتطور إلى نفطة مليئة بسائل قد يسبب حكة أو قد يكون مؤلما. وعندما يشفى الطفح الجلدي، تجف الآفات وتتقشر وتتساقط.

وقد تظهر على بعض الأشخاص آفة جلدية واحدة أو عدد قليل من الآفات الجلدية وتظهر على البعض الآخر مئات من هذه الآفات أو أكثر. ويمكن أن تظهر هذه الآفات في أي موضع من الجسم بما في ذلك:

راحتا اليدين وباطن القدمين
الوجه والفم والحلق
الأُرْبِيَّة ومناطق الأعضاء التناسلية
الشرج.

ويعاني بعض الأشخاص أيضاً من تورم مؤلم في المستقيم (التهاب المستقيم) أو ألم وصعوبة عند التبول (عسر التبول) أو عند البلع.

ويمكن للأشخاص المصابين بإمبوكس نقل المرض إلى أشخاص آخرين، ما لم تلتئم جميع القروح وتتشكل طبقة جديدة من الجلد. ويمكن أن يصاب بعض الأشخاص به دون أن تظهر عليهم أي أعراض.

وعلى الرغم من الإبلاغ عن انتقال الإصابة بإمبوكس من شخص بدون أعراض (لا تظهر عليه الأعراض)، فإن المعلومات عن نطاق انتقاله لا تزال محدودة.

وتشمل الفئة الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة والوفاة بسبب مضاعفات إمبوكس كلا من الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، بمن فيهم الأشخاص المصابون بفيروس العوز المناعي البشري غير الخاضعين لمراقبة محكمة.

ويمكن أن يتعرض الأشخاص المصابون بإمبوكس للمرض الشديد. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يصاب الجلد بالبكتيريا مما يؤدي إلى خراجات أو تلف خطير في الجلد. وتشمل المضاعفات الأخرى الالتهاب الرئوي؛ وعدوى القرنية مع فقدان الرؤية؛ والشعور بالألم أو بصعوبة عند البلع؛ والقيء والإسهال المسببين للجفاف أو سوء التغذية؛ وحالات عدوى الدم (الإنتان) أو الدماغ (التهاب الدماغ) أو القلب (التهاب عضلة القلب) أو المستقيم (التهاب المستقيم) أو الأعضاء التناسلية (التهاب الحشفة) أو المسالك البولية (التهاب الإحليل). ويمكن أن يكون إمبوكس مميتا في بعض الحالات.

التشخيص
قد يكون من العسير الكشف عن إمبوكس نظرا إلى وجود حالات عدوى واعتلالات أخرى قد تبدو مشابهة له. ومن المهم التمييز بين إمبوكس والحماق والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والهربس والزهري وغيرها من أنواع العدوى المنقولة جنسياً والحساسية الناتجة عن الأدوية. وقد يكون الشخص المصاب بإمبوكس أيضاً مصاباً في الوقت ذاته بعدوى أخرى منقولة جنسياً مثل الزهري والهربس. وفي المقابل، قد يكون طفل يشتبه في إصابته بإمبوكس مصاباً أيضاً بالحماق. ولهذه الأسباب، تشكل اختبارات التشخيص عنصراً أساسيا يتيح للأشخاص الحصول على الرعاية في أقرب وقت ممكن والوقاية من الإصابة بالمرض الوخيم والمزيد من الانتشار.

ويتمثل أفضل فحص مختبري لإمبوكس في الكشف عن الحمض النووي الريبوزي عن طريق تفاعل البوليميراز المتسلسل. وتؤخذ أفضل العيّنات التشخيصية مباشرة من الطفح – الجلد أو السائل أو القشور- الذي تجمع بعملية محكمة تؤخذ فيها مسحات لتشخيص المرض. وفي حال عدم وجود آفات جلدية، يمكن إجراء اختبارات التشخيص باستخدام مسحات تؤخذ من الفم والبلعوم أو الشرج أو المستقيم. ولا ينصح بإجراء اختبارات تشخيص للدم. وقد لا تكون أساليب الكشف عن الأجسام المضادة مفيدةً لأنها لا تميز بين مختلف أجناس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة.

وينبغي إتاحة اختبار فيروس العوز المناعي البشري للبالغين المصابين بإمبوكس والأطفال حسب الاقتضاء. وينبغي النظر في إجراء اختبارات تشخيصية للإصابة بحالات أخرى حيثما أمكن، مثل الفيروس النطاقي الحماقي والزهري والهربس.

العلاج واللقاحات
الهدف من علاج إمبوكس هو العناية بالطفح الجلدي والتدبير العلاجي للألم والوقاية من المضاعفات. والرعاية المبكرة والداعمة مهمة للمساعدة في التدبير العلاجي للأعراض وتجنب المزيد من المشاكل.

ويمكن أن يساعد الحصول على لقاح إمبوكس في الوقاية من العدوى (العلاج الوقائي قبل التعرض). ويوصى بتطعيم الأشخاص المعرضين بشدة لخطر الإصابة بإمبوكس، خاصة أثناء الفاشيات.

وتشمل الفئات التي قد تكون معرضة لخطر الإصابة بإمبوكس ما يلي:

العاملون في مجالي الصحة والرعاية المعرضون لخطر التعرض للفيروس؛
الأشخاص الذي يعيشون في منزل واحد مع شخص مصاب بإمبوكس أو في محيط قريب منه، بمن فيهم الأطفال؛
الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون، بمن فيهم الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال؛
المشتغلون بالجنس من أي جنس وعملاؤهم.
ويمكن أيضا إعطاء اللقاح بعد أن يخالط شخص شخصا آخر مصابا بإمبوكس (العلاج الوقائي بعد التعرض للفيروس). وفي هذه الحالات، يجب إعطاء اللقاح بعد أقل من 4 أيام من مخالطة شخص مصاب بإمبوكس. ويمكن إعطاء اللقاح لمدة تصل إلى 14 يوما إذا لم تظهر الأعراض على الشخص.

وقد حصلت بعض الأدوية المضادة للفيروس على إذن باستعمالها في حالات الطوارئ في بعض البلدان ويعكف على تقييمها في تجارب سريرية. ولا يوجد حتى الآن علاج مضاد لفيروس إمبوكس أثبت فعاليته. ومن الأولويات مواصلة تقييم العلاجات في التجارب السريرية القوية والتركيز على تحسين الرعاية الداعمة للمرضى.

وينبغي أن يستمر الأفراد المصابون بفيروس العوز المناعي البشري وإمبوكس الاستمرار في تلقي العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية. وينبغي البدء في تلقي العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية في غضون 7 أيام من تشخيص الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري.

الرعاية الذاتية والوقاية
يتعافى معظم الأشخاص المصابين بإمبوكس في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وتشمل الأمور التي يتعين القيام بها للمساعدة في التخفيف من الأعراض والوقاية من انتقال إمبوكس إلى أشخاص آخرين:

يوصى بالقيام بما يلي:

الاتصال بمقدم الرعاية الصحية للحصول على المشورة؛
ملازمة المنزل في غرفة جيدة التهوية إن أمكن؛
الإكثار من غسل اليدين بالماء والصابون أو معقم اليدين، خاصة قبل أو بعد لمس القروح؛
ارتداء كمامة وتغطية الآفات عندما تكون بالقرب من أشخاص آخرين حتى يشفى الطفح الجلدي؛
الحفاظ على جفاف البشرة وإبقاؤها مكشوفة (إلا إذا كنت في غرفة مع شخص آخر)؛
تجنب لمس الأشياء الموجودة في المساحات المشتركة وطهر المساحات المشتركة بشكل متكرر؛
التمضمض بمياه مالحة عند الإصابة بقروح في الفم؛
الاستحمام بماء دافئ تضاف إليه بيكربونات الصودا أو أملاح الأبسوم لتطهير قروح الجسم؛
تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للألم مثل الباراسيتامول (أسيتامينوفين) أو الإيبوبروفين.
يوصى بعدم القيام بما يلي:

لا تفقع البثور أو تحك القروح، لأن ذلك قد يُبطئ الشفاء، وينشر الطفح الجلدي إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويتسبب في إصابة القروح بالعدوى؛
لا تحلق المناطق المصابة بالقروح حتى تلتئم الجُلبة ويتكون لديك جلد جديد تحتها (يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتشار الطفح الجلدي إلى أجزاء أخرى من الجسم).
وللوقاية من انتقال إمبوكس إلى الآخرين، ينبغي للأشخاص المصابين بإمبوكس أن يخضعوا للعزل في المنزل وفق إرشادات مقدمي الرعاية الصحية، أو في المستشفى إن لزم الأمر، طوال فترة العدوى (من بداية الأعراض حتى تلتئم الآفات وتسقط الجُلبة). وقد تساعد تغطية الآفات وارتداء كمامة مضبوطة المقاس أثناء وجود أشخاص آخرين في الوقاية من انتقال العدوى إلى الآخرين. وسيساعد استخدام الواقيات الذكرية أثناء ممارسة الجنس في الحد من خطر الإصابة بإمبوكس ولكنه لن يمنع الانتشار الناجم عن ملامسة الجلد للجلد أو الفم للجلد. واستخدم الواقي الذكري كإجراء وقائي أثناء ممارسة الجنس لمدة 12 أسبوعا (نحو 3 أشهر) بعد التعافي.

ويمكن أن يحد الإمساك عن ممارسة الجنس مع شركاء جدد خلال فترات زيادة انتقال العدوى من خطر الإصابة بإمبوكس. وينبغي أن ينتبه الأشخاص الذين خالطوا شخصا مصابا بإمبوكس إلى العلامات والأعراض لمدة 21 يوما (3 أسابيع) وأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة مثل تجنب النشاط الجنسي خلال هذه الفترة.

وينبغي أن يتبع العاملون الصحيون تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها لحماية أنفسهم أثناء رعاية المرضى المصابين بإمبوكس بارتداء معدات الحماية الشخصية المناسبة (مثل القفازات والرداء الطبي وواقي العينين وقناع التنفس) والالتزام بالبروتوكول المتعلق بمسح الآفات بأمان لأغراض الاختبار التشخيصي والتعامل مع الأدوات الحادة مثل الإبر.

فاشيات المرض
اكتُشف فيروس جدري القردة في الدنمارك (1958) عند قردة احتفظ بها لأغراض البحث. وسجلت أول حالة إصابة بشرية بفيروس إمبوكس عند صبي يبلغ من العمر تسعة أشهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية (1970). وبعد القضاء على جدري القردة في عام 1980 ونهاية التطعيم ضد فيروسه في جميع أنحاء العالم، ظهر جدري القردة بشكل مطرد في وسط إفريقيا وشرقها وغربها. ومنذئذ، أبلغ عن حالات متفرقة من إمبوكس في وسط وشرق إفريقيا (الفرع الحيوي الأول) وغرب إفريقيا (الفرع الحيوي الثاني). وفي عام 2003، ربطت فاشية المرض في الولايات المتحدة الأمريكية بالحيوانات البرية المستوردة (الفرع الحيوي الثاني). ومنذ عام 2005، استمر الإبلاغ عن آلاف الحالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية كل عام. وفي عام 2017، عاود إمبوكس الظهور في نيجيريا واستمر في الانتشار بين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد وفي صفوف المسافرين إلى وجهات أخرى.

يمكن الاطلاع هنا على بيانات عن الحالات المشتبه فيها والمؤكدة المبلغ عنها حتى عام 2021 وبيانات عن الحالات المؤكدة مختبريا من عام 2022 حتى اليوم.

وفي ماي 2022، ظهرت فاشية إمبوكس فجأة وسرعان ما انتشرت في جميع أنحاء أوروبا والأمريكتين ثم في جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة. وأثرت الفاشية العالمية في المقام الأول (ولكن ليس فقط) على الرجال المثليين ومزدوجي الميل الجنسي وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال وانتشرت من شخص إلى آخر من خلال الشبكات الجنسية. ويمكن الاطلاع هنا على المزيد من المعلومات عن الفاشية العالمية، بما في ذلك معلومات عن الاستجابات المجتمعية لمكافحة الفاشية.

وفي عام 2022، حدثت فاشيات إمبوكس بسبب الفرع الحيوي الأول في مخيمات اللاجئين في جمهورية السودان.

ومنذ عام 2022، سُجلت أيضا زيادة مفاجئة ارتفاع في حالات الإصابة بإمبوكس والوفيات الناجمة عنه في جمهورية الكونغو الديمقراطية. في بعض مناطق البلد، انتشر متفرع جديد من الفرع الحيوي الأول، يسمى الفرع الحيوي 1 ب، من شخص لآخر. وحتى منتصف عام 2024، أبلغ عن ظهور الفرع الحيوي أيضا في بلدان أخرى.

وأبلغ أكثر من 120 بلدا عن حالات إصابة بإمبوكس بين يناير 2022 وغشت 2024، إذ أبلغ عن أكثر من 100000 حالة مؤكدة مختبريا وأكثر من 220 حالة وفاة بين الحالات المؤكدة.

الوَصْم والتمييز
من غير المقبول أبدا التعرض للوصم والتمييز بسبب أي مرض. ويمكن أن يقوض الوصم المرتبط بإمبوكس جهود الصحة العامة أو يطيل فاشية المرض، إذ يمكن أن يجعل الناس أكثر ترددا في الإبلاغ بإصابتهم وطلب الرعاية والعلاج. وفي حالة إمبوكس، تعرضت للوصم والتمييز والعنصرية بوجه خاص المجتمعات الأكثر تضررا في البداية من المرض، أي الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ومغايري الهوية الجنسانية والمتنوعين جنسانيا.

استجابة منظمة الصحة العالمية
تعمل منظمة الصحة العالمية مع الدول الأعضاء والشركاء على الوقاية من فاشيات إمبوكس والاستجابة لها. ويشمل ذلك تنسيق البحوث المتعلقة باللقاحات والعلاجات، وتعزيز النظم الصحية القُطرية، والعمل على تيسير الإتاحة المنصفة للقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص وغيرها من الأدوات.

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، إمبوكس طارئة صحية عامة تثير قلقا دوليا مرتين، أولاهما في ماي 2022 وثانيتهما في غشت 2024.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة