تنبأت دراسة حديثة بأن 39 مليون شخص، من مختلف أنحاء العالم، قد يتعرضون لخطر الموت، بسبب أمراض مقاومة للمضادات الحيوية بين عامي 2025 و2050، في حال لم يتم تحسين علاج الالتهابات. واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات لأكثر من 520 مليون شخص من مختلف الأعمار، موزعين على 204 دول ومناطق.
كشفت دراسة نموذجية، نُشرت الثلاثاء في مجلة “ذي لانسيت”، بأن 39 مليون شخص معرضين للموت بسبب أمراض مقاومة للمضادات الحيوية خلال السنوات الـ 25 القادمة، مؤكدة أنه لا يزال من الممكن تجنب هذا السيناريو القاتم.
وقدمت هذه الدراسة، للمرة الأولى، تقييماً لتأثير مقاومة المضادات الحيوية وتوقّعاً لتطورها. ويتوقع معدّو الدراسة، أن تتفاقم مقاومة المضادات الحيوية، التي تُعد أصلا تحديا صحيا كبيرا، عندما تخضع البكتيريا أو مسببات أمراض أخرى لتغيرات تمنعها من الاستجابة للعلاجات المضادة للميكروبات.
خطر يلاحق كبار السن
وقام الباحثون بتحديد 22 مسببا للأمراض، و84 مجموعة بين مسببات أمراض وعلاجات، و11 متلازمة معدية، معتمدين بذلك في دراستهم على بيانات لأكثر من 520 مليون شخص من مختلف الأعمار، موزعين على 204 دول ومناطق.
وعلى مدى هذه العقود الثلاثة، انخفضت وفيات الأطفال دون سن الخامسة، والناجمة بشكل مباشر عن مقاومة المضادات الحيوية بنسبة تزيد على 50%، مع تحسن الوقاية من الأمراض بين الرضع والأطفال.
وبات علاج الأمراض أكثر صعوبة عند الإصابة بها، على الرغم من أنها أقل شيوعاً لدى هؤلاء الأطفال.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت وفيات البالغين الذين تتخطى أعمارهم 70 عاما بنسبة تزيد على 80% خلال هذه الفترة، مع تسجيل تسارع في الشيخوخة السكانية وزيادة تعرض كبار السن للإصابة بالأمراض.
أما بالنسبة إلى مسببات الأمراض، فقد سجلت الوفيات الناجمة عن المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) أكبر زيادة في مختلف أنحاء العالم. وبالنسبة إلى بكتيريا سلبية الغرام Gram-negative bacteria، فمقاومة الكاربابينيمات هي الأكثر تطوّرا.
تزايد متوقع في عدد الوفيات
وتشير الإحصائيات إلى موت أكثر من مليون شخص سنويا في مختلف أنحاء العالم بسبب مقاومة المضادات الحيوية بين عام 1990 و2021.
ومن المتوقع أن تتزايد الوفيات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية، وقد يصل عدد الضحايا المباشرين إلى 1,91 مليون سنويا في مختلف أنحاء العالم بحلول 2050، مما يمثل ارتفاعا بأكثر من 67% مقارنة بـ2021، بحسب نماذج وضعها الباحثون.
وفي المجمل، قد تتسبب مقاومة المضادات الحيوية بشكل مباشر بين 2025 و2050، بتسجيل أكثر من 39 مليون حالة وفاة في مختلف أنحاء العالم، وستكون مرتبطة بوفاة 169 مليون شخص، بحسب العلماء.
لكن السيناريوهات الأقل تشاؤما واردة. ويشير العلماء إلى أن تحسين علاج الالتهابات وإتاحة المضادات الحيوية قد يمنع من تسجيل 92 مليون حالة وفاة في مختلف أنحاء العالم بين 2025 و2050، وتحديدا في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
