دقائق بعد إطلاق إيران لوابل من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ردا على الحملة العسكرية ضد حلفاء طهران في جماعة حزب الله بلبنان، توالت ردود الفعل الدولية التي تباينت بين مبارك ومدين. وفي مقابل تنديد وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالهجوم الصاروخي الإيراني أشادت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالضربات، بينما ندد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة “بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط بتصعيد تلو الآخر”.
خلف الهجوم الإيراني على إسرائيل، الثلاثاء، بعشرات الصواريخ ردود فعل متباينة، أيد بعضها العملية، فيما ندد بعضها الآخر بالخطوة، محذرا من تصعيد إقليمي واسع النطاق.
في هذا السياق، نددت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الثلاثاء، بالهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل “بأشد العبارات الممكنة”، وقالت إنه يتعين على إيران وقف الهجوم على الفور.
وأضافت بيربوك في منشور على إكس “حذرنا سريعا إيران من هذا التصعيد الخطير. يجب على إيران وقف الهجوم على الفور. إنه يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية”.
من جانبه، قال مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن أمر الجيش الأمريكي بمساعدة إسرائيل في مواجهة الهجمات الإيرانية وإسقاط الصواريخ التي تستهدفها.
وقال شون سافيت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي على موقع إكس إن بايدن ونائبة الرئيس كاملا هاريس يتابعان الهجوم من غرفة العمليات في البيت الأبيض ويتلقيان تحديثات بانتظام.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اعتبر أن الهجوم “غير مقبول” و”يجب على العالم إدانته”.
لندن أدانت كذلك الهجوم، وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مساء الثلاثاء مجددا “التزام المملكة المتحدة الثابت” بأمن إسرائيل.
كما أكد زعيم حزب العمل الذي تحادث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “على أهمية وقف إطلاق النار في لبنان” الذي يستهدف بضربات إسرائيلية على حزب الله، ودعا مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار في غزة وعودة الرهائن الإسرائيليين بحسب بيان صادر عن داونينغ ستريت.
“بأشد العبارات” ندد الاتحاد الأوروبي بالهجوم الصاروخي الإيراني ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في منشور على إكس: “الدوامة الخطيرة من الضربات والهجمات الانتقامية تنذر بخطر… الخروج عن السيطرة”. وأضاف: “هناك حاجة إلى وقف إطلاق نار فوري في أنحاء المنطقة”.
حماس تشيد بالهجوم
في المقابل، أشادت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالضربات الصاروخية الإيرانية التي شنتها على إسرائيل ثأرا لمقتل إسماعيل هنية زعيم حركة حماس، وزعيم جماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، والقائد بالحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان.
وجاء في بيان للحركة “نبارك في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية إطلاق الصواريخ البطولية التي ينفذها حرس الثورة الإسلامية في إيران، على مناطق واسعة من أراضينا المحتلة، ردا على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعوب المنطقة، وانتقاما لدماء شهداء أمتنا الأبطال، الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، والشهيد سماحة السيد حسن نصر الله، والشهيد اللواء عباس نيلفروشان”.
وأضاف: “نؤكد أن هذا الرد الإيراني المشرف هو رسالة قوية للعدو الصهيوني”.
فصائل عراقية مسلحة موالية لطهران قالت من جهتها إن “جميع القواعد والمصالح الأميركية في العراق والمنطقة ستكون هدفا” لها في حال الهجوم على إيران، وذلك بعد أن نفذت طهران هجوما صاروخيا على إسرائيل.
وقالت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضمّ فصائل موالية لإيران: “إذا ما تدخل الأمريكان في أي عمل عدائي ضد الجمهورية الإسلامية أو في حال استخدم العدو الصهيوني للأجواء العراقية لتنفيذ أي عمليات قصف لأراضيها، فستكون جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هدفا لنا”.
دعوات لتجنب التصعيد
أما رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه فأعرب أمام الجمعية الوطنية عن قلقه من “التصعيد” في الشرق الأوسط و”النزاع المباشر” بين إيران وإسرائيل، معتبراً أن الوضع “خطير للغاية”.
وقال بارنييه أمام النواب: “أتحدث في هذه اللحظة … في حين يتفاقم الوضع في الشرقين الأدنى والأوسط، مع تصعيد وهجوم، ونزاع مباشر يبدو أنه يجري بين إيران وإسرائيل. وبالتالي فإن الوضع خطير للغاية”، قبل أن ينضم إلى اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي برئاسة إيمانويل ماكرون في الإليزيه.
كما ندد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة “بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط بتصعيد تلو الآخر” بعدما أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل ثأرا من الحملة الإسرائيلية على جماعة حزب الله في لبنان.
وأضاف في بيان الثلاثاء “لا بد أن يتوقف هذا. نحتاج بكل تأكيد إلى وقف إطلاق النار”.
