استراتيجية تطوير الرياضة النسوية بالمغرب محور يوم دراسي بالدار البيضاء

و.م.ع
شكل موضوع “أي استراتيجية لتطوير الرياضة النسوية بالمغرب؟”، محور يوم دراسي نظم، الخميس بالدارالبيضاء، بمشاركة ثلة من النساء الرائدات وبطلات وفاعلات في المجال الرياضي.

ويندرج هذا اللقاء، المنظم من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، احتفاء باليوم الوطني للمرأة الذي يصادف 10 أكتوبر من كل سنة، في إطار الجهود الرامية إلى بحث السبل الكفيلة بتطوير الرياضة النسوية بالمغرب، وتعزيز مكانة المرأة في المنظومة الرياضية الوطنية.

وبهذه المناسبة، أكدت نجاة بنطلحة رئيسة مصلحة تنسيق البرامج الرياضية بمديرية الرياضة التابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن اللقاء يشكل فرصة لفتح نقاش جدي بين ممثلات الحركة الرياضية الوطنية والأولمبية من فعاليات نسائية (مدربات، مسيرات، إداريات، بطلات، مؤطرات) حول التحديات التي تواجهها المرأة في المجال الرياضي.

وأضافت بنطلحة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اليوم الدراسي يعد أيضا مناسبة لطرح وصياغة حلول ناجعة من شأنها المساهمة في تجاوز الإكراهات والتحديات المطروحة، وكذا تبادل التجارب والرؤى بين المشاركين لتطوير مشاركة المرأة في الرياضة، ورسم خارطة طريق لبلورة استراتيجية وطنية لتطوير الرياضة النسوية بالمغرب.

وأشارت إلى أن هذا اليوم الدراسي يتميز بمشاركة فعالة لمحاضرات يمثلن مؤسسات وهيئات وطنية ودولية تعمل على مشاريع تهتم بتعزيز مكانة المرأة في المجال الرياضي، كما يشكل فرصة للخروج بتوصيات تصبو إلى النهوض وتطوير الممارسة الرياضية لدى النساء.

من جهته، قال جمال السحيمي، رئيس قسم تمكين المرأة بوزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة، إن الترسانة القانونية الوطنية عرفت تطورا ملحوظا، يتجلى في تضمين مجموعة من المقتضيات القانونية الرامية إلى ضمان المساواة بين الجنسين والنهوض بالحقوق الاقتصادية للمرأة.

وأضاف أن هذا الزخم التشريعي الوطني الرامي الى النهوض بوضعية النساء والفتيات، يأتي انسجاما مع التزامات المغرب الدولية في مجال المساواة بين الجنسين ومقاربة النوع والتمكين الاقتصادي للنساء، مشيرا إلى أن الحكومة جعلت من النهوض بوضعية النساء والفتيات أولوية أساسية في برنامجها الحكومي (2021-2026).

وتابع أن وزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة قامت، بتنسيق مع مختلف الفاعلين المعنيين من قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية وقطاع خاص وجماعات ترابية وجمعيات من المجتمع المدني، بإعداد الخطة الحكومية للمساواة التي تتضمن ثلاثة محاور استراتيجية، حيث خصص المحور الأول للتمكين والريادة، والمحور الثاني للحماية والرفاه، فيما يهم المحور الثالث الحقوق والقيم.

من جانبها، استعرضت البطلة المغربية، نوال المتوكل، تجربتها ومسارها الحافل بالإنجازات الرياضية، والتحديات التي واجهتها في مسيرتها الرياضية، فضلا عن نشاطها الاجتماعي الهادف إلى تكريس حقوق المرأة في المغرب.

وأبرزت المتوكل، التي أعيد انتخابها مؤخرا عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية، الأهمية التي تكتسيها الرياضة داخل المجتمع، باعتبارها تجسد أيضا قيما نبيلة مثل الإدماج والمساواة.

وتابعت أن المرأة المغربية أثبتت قدرتها وتفوقها في مختلف الأصناف الرياضية، حيث تمكنت من تحقيق خطوات متقدمة إن على مستوى الممارسة أو على مستوى التسيير والتدبير، داعية جميع النساء وخاصة الفتيات إلى ممارسة الرياضة باعتبارها رافعة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وأكدت باقي المداخلات على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام للرياضة النسوية وفق استراتيجية واضحة المعالم، من أجل رفع التحديات وتشجيع مختلف الشرائح المجتمعية، والتعريف بالدور الريادي الذي تضطلع به المرأة داخل المجتمع والتحسيس بأهمية إشراكها في صنع القرار.

وشدد المتدخلون على ضرورة تعزيز إشراك المرأة داخل الجامعات والمؤسسات الرياضية وتقلدها مختلف المناصب للنهوض بممارسة الرياضة النسوية والارتقاء بها، وضمان مشاركات مشرفة للمرأة المغربية في مختلف المحافل الرياضية على المستويين الوطني والدولي.

وتميز هذا اللقاء بتكريم وجوه نسائية رائدة في المجال الرياضي، وكذا أطر نسوية تشتغل بمؤسسات تعنى بالشأن الرياضي، وذلك تقديرا للخدمات والجهود التي بذلنها من أجل الارتقاء بالرياضة الوطنية.

ويناقش هذا اليوم الدراسي عدة مواضيع، منها على الخصوص، “انخراط المنظمات غير الحكومية في مقاربة النوع: التجارب والمبادرات الرياضية”، و”السياسات العمومية ومكانة المرأة في الوسط الرياضي”، و”تمكين المرأة في الوسط الرياضي”، و”الرياضة النسوية.. رافعة للمساواة ومحاربة العنف ضد المرأة”.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة