قالت وزارة الدفاع التايوانية الأحد إنها رصدت حاملة طائرات صينية جنوب الجزيرة، وهو ما يعيد مجددا التواترات إلى الواجهة بين الصين وتايوان. ورغم أن التوترات لا تغيب تماما عن أجواء بكين وتايبيه، لكن بعض الحوادث تثير المخاوف من انزلاق الجانبين إلى الخيار العسكري الذي طالما ظل مطروحا.
بينما تتزايد التوترات بين الصين وتايوان، أعلنت الأخيرة الأحد حالة “تأهب قصوى” عقب رصد حاملة طائرات صينية جنوب الجزيرة، التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، لكن تايبيه تتمسك بالاستقلال ورفض التبعية للصين. وشدد الجيش التايواني أنه “مستعد للرد إذا لزم الأمر” على نشر حاملة الطائرات الصينية. من جانبه، سارع الجيش الصيني إلى تأكيد أنه “مستعد للمعركة”.
وتخشى الولايات المتحدة، حليفة تايوان، أن تستغل الصين التركيز الأمريكي على الشرق الأوسط وأوكرانيا لبسط سيطرتها على الجزيرة، أو على الأقل إجراء مناورات عسكرية تتجاوز حدود المناورات التقليدية التي يقوم بها الجيش الصيني في المنطقة.
ومع أن واشنطن اعترفت دبلوماسيا ببكين على حساب تايبيه منذ العام 1979، إلا أن الولايات المتحدة تبقى أقوى حليف للجزيرة والمورد الرئيسي للأسلحة إليها.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إن “حاملة الطائرات الصينية لياونينغ دخلت المياه القريبة من قناة باشي وربما تتجه إلى غرب المحيط الهادئ”، موضحة أن الجيش “في حالة تأهب قصوى ومستعد للرد إذا لزم الأمر”.
وأضافت الوزارة أن القوات المسلحة التايوانية تراقب التطورات عن كثب و”تتوخى الحذر والرد المناسبين”، دون الخوض في تفاصيل.
من جانبه، نشر الجيش الصيني مقطع فيديو يتضمن صواريخ وطائرات ومروحيات وسفنا حربية، معلنا أنه “مستعد للقتال في أي وقت”. كما ظهرت في الفيديو خريطة صغيرة لتايوان داخل أحد حروف الأبجدية الصينية.
وكثفت بكين ضغوطها العسكرية والسياسية على تايوان في السنوات الأخيرة.
ولا تستبعد الصين اللجوء إلى القوة العسكرية لإعادة الجزيرة، التي تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها، إلى كنفها.
وأجرت الصين ثلاث مناورات واسعة النطاق في العامين الماضيين، مستخدمة سلاح الطيران والبحرية لتطويق الجزيرة ذات الحكم الذاتي. كما ترسل بكين أيضا بشكل شبه يومي سفنا حربية وطائرات إلى المنطقة.
وتنتقد الصين الرئيس التايواني لاي تشينغ تي وتصفه بأنه “انفصالي”. وقال لاي في خطاب مهم بمناسبة اليوم الوطني الأسبوع الماضي إن الصين لا يحق لها تمثيل تايوان، إلا أن تايبه مستعدة للعمل مع بكين للتصدي لتحديات مثل تغير المناخ. واتسمت لهجته بالحسم والتصالح في آن واحد، لكن ذلك أثار حفيظة الصين.
وردت بكين بالتحذير من أن “استفزازات” الرئيس التايواني ستتسبب بـ”كارثة” لشعبه.
كما اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ أن خطاب لي الخميس “كشف رأيه المتعنت بشأن استقلال تايوان ونيته الخبيثة بتصعيد التوترات عبر مضيق تايوان بسبب مصالح شخصية ذات دوافع سياسية”.
وذكرت مصادر أمنية في تايوان قبل خطاب لاي أن خطابه قد يدفع الصين إلى القيام بمناورات عسكرية صينية، بعد أحدث مناورات أجرتها في ماي ووصفتها بأنها “عقاب” ردا على خطاب تولي لاي الرئاسة في ذلك الشهر.
والعلاقات بين بكين وتايبيه متدهورة منذ العام 2016 مع تولي تساي إنغ وين رئاسة تايوان ووصول خليفتها لاي تشينغ-تي إلى المنصب هذا العام.
وتعهد لاي الذي أدى اليمين الدستورية في ماي بـ”مقاومة ضم” الجزيرة للصين.