و.م.ع
أكد مصطفى المنصوري سفير المملكة المغربية لدى المملكة العربية السعودية والمندوب الدائم للمغرب لدى منظمة التعاون الاسلامي، السبت بجدة، حرص المغرب على دعم البلدان الافريقية الشقيقة لبناء قدراتها وفق مقاربة قائمة على ثلاثية السلم والأمن والتنمية.
وقال المنصوري في كلمة المغرب التي ألقاها أمام مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد، الذي احتضنته مدينة جدة، السبت، بمشاركة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، إن المبادرات الانسانية التضامنية المشتركة التي تروم الحد من التداعيات الكارثية لظاهرة اللجوء والنزوح وما ينجم عنها من معاناة ومآسي لأبرياء اضطروا لمغادرة مناطقهم لأسباب متعددة قاهرة، وعلى رأسها النزاعات المسلحة والصراعات العرقية والدينية والإثنية وتفكك النسيج الاجتماعي وتدهور الأوضاع الاقتصادية مع ما ينتج عن ذلك من انعدام الأمن والإستقرار “يدعونا جميعا للتفكير بشكل أكثر واقعية في المبادرات الفعالة والملموسة التي يكون لها الأثر الايجابي والمباشر على الدول المعنية بظاهرة النزوح واللجوء خاصة دول الساحل من خلال دعم قدراتها في مجال التنمية البشرية والاقتصادية وتعزيز أمنها واستقرارها وذلك وفق المقاربة المندمجة والمتعددة الابعاد القائمة على ثلاثية السلم والأمن والتنمية”.
وأكد أن المملكة المغربية حرصت منذ أمد بعيد على إرساء أسس التعاون المشترك ودعم البلدان الافريقية الشقيقة لبناء قدراتها وتمكينها من تحقيق خططها التنموية واستثباب أمنها واستقرارها ،والعمل على مواكبتها في جميع المجالات الحيوية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف للاستجابة للتحديات الكبيرة التي تواجهها دول المنطقة على أكثر من صعيد.
وأضاف المنصوري أن التزام المملكة المغربية بإعطاء زخم جديد لمجالات تعاونها مع الدول الإفريقية الشقيقة وتطوير الشراكات والمبادرات الاقليمية وخلق فرص مبتكرة للتكامل والاندماج الاقتصادي ،ساهم في تطوير مبادرات خلاقة وشراكات استراتيجية فعالة ومتضامنة تروم تعزيز التعاون الاقتصادي الاقليمي لمجموع دول غرب إفريقيا.
من جانبه أعلن المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة اليوم، عن تعهد المملكة العربية السعودية بتقديم دعم بمبلغ 30 مليون دولار إضافي؛ ليصبح مجموع ما خصص لصالح منطقة الساحل وبحيرة تشاد منذ بداية عام 2024، 51 مليون دولار.
وقال إن هذا التعهد يأتي استمرار ا لدور المملكة الرائد بالوقوف مع المجتمعات المتضررة والمنكوبة، وامتداد ا لحرصها المعهود على مساندة الجهود الدولية في مختلف بقاع العالم.
ويأتي انعقاد المؤتمر في إطار تنفيذ قرار الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي.
ويسعى المؤتمر إلى حشد الموارد للمبادرات الإنسانية والتنموية التي تستهدف السكان المتضررين، بما في ذلك النازحين واللاجئين في كل من جمهورية نيجيريا الاتحادية وجمهورية النيجر وجمهورية تشاد وجمهورية الكاميرون وجمهورية مالي وبوركينا فاسو، مع التركيز بشكل خاص على خطط الاستجابة الإنسانية المنسقة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى زيادة الوعي بالأزمة متعددة الأوجه ومعالجتها عن طريق بناء شراكات قوية لتعزيز الاستجابة الإنسانية الفعالة ودعم أكبر للحلول طويلة المدى.
وشهد المؤتمر انعقاد جلسة رفيعة المستوى حول تحديات الأوضاع الإنسانية في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد بمشاركة عدد من المتحدثين البارزين من بينهم عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، المستشار في الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية، المشرف على مركز الملك سلمان، وجويس موسايا، نائبة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق جهود الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، ورؤوف مازو، مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وزبيدة أبو بكر عمر، المدير العام لوكالة إدارة الطوارئ في نيجيريا، بالإضافة إلى ممثل عن الاتحاد الأوروبي.