و.م.ع
جرى، الأربعاء بلندن، إعادة تشكيل المجموعة البرلمانية متعددة الأحزاب المخصصة للمغرب، (All-Party Parliamentary Group) داخل البرلمان البريطاني، بهدف إعطاء دفعة قوية للعمل البرلماني لتعزيز العلاقات بين المغرب والمملكة المتحدة.
وتعكس إعادة تشكيل هذه المجموعة، في أعقاب الانتخابات العامة للمملكة المتحدة التي أجريت في يوليوز الماضي والتي أعادت حزب العمال إلى السلطة، التزام البرلمان البريطاني القوي بتعزيز الحوار والتعاون مع المغرب بشأن مجموعة من القضايا الحاسمة.
وفي كلمته خلال اللقاء الافتتاحي للمجموعة، التي يشترك في رئاستها كل من أندرو موريسون، النائب عن حزب المحافظين (المعارضة)، وفابيان هاميلتون، النائب عن حزب العمال (الأغلبية)، قدم سفير المغرب في المملكة المتحدة، حكيم حجوي، عرضا شاملا حول الرهانات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يتقاسمها المغرب والمملكة المتحدة في إطار علاقاتهما الثنائية المتميزة.
وبعد أن ذكر بالأولويات الوطنية للمملكة، والتي تشكل قضية الصحراء المغربية حجر الزاوية فيها، أبرز السفير الدور الاستراتيجي للمغرب في منطقتي المحيط الأطلسي والساحل، مستعرضا على الخصوص الرؤية الملكية للمحيط الأطلسي والتعاون الجاري في مجالات الطاقة الخضراء ومكافحة الإرهاب والاتفاقيات التجارية والاستقرار الإقليمي.
وفي معرض تسليطه الضوء على التقدم المحرز في هذه المجالات، أكد حجوي على أوجه التكامل بين المملكتين والدور المحوري الذي يمكن أن يضطلع به المغرب في الأهداف الاستراتيجية الإقليمية والعالمية للمملكة المتحدة.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن إعادة تشكيل المجموعة البرلمانية متعددة الأحزاب المخصصة للمغرب، تأتي في ظرفية مهمة في العلاقات المغربية-البريطانية، وتعكس “الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات بين المملكتين ومعالجة الأولويات الوطنية وتعزيز التبادل والتعاون البرلماني بين البلدين، وذلك انسجاما مع الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية في أكتوبر الماضي”.
من جانبه، قال هاميلتون إنه “تشرف” بانتخابه رئيسا مشاركا للمجموعة البرلمانية متعددة الأحزاب المخصصة للمغرب، معربا عن عزمه على العمل مع الرئيس المشارك موريسون لتعزيز “العلاقات التاريخية مع المغرب، أحد أقدم حلفاء المملكة المتحدة”.
بدوره، رحب موريسون بإعادة تشكيل هذه المجموعة البرلمانية، مؤكدا أن “العلاقات المتينة القائمة بين المغرب والمملكة المتحدة سترتقي إلى مستوى أرفع”.
وتتألف المجموعة البرلمانية متعددة الأحزاب المخصصة للمغرب، من أكثر من 20 نائبا رفيع المستوى من مختلف الأطياف السياسية في مجلسي برلمان وستمنستر، وهدفها الأساسي هو المساهمة الفعالة في الجهود الرامية إلى مواصلة الارتقاء بمستوى العلاقات بين المغرب والمملكة المتحدة.
وتتمثل مهمة المجموعة أيضا في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية الاستراتيجية. وبالتالي فإن إعادة تشكيلها يعكس رغبة قوية في تطوير هذه الدبلوماسية في خدمة العلاقات بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة. كما أن المجموعة تمثل التزاما متجددا بتعزيز الحوار حول القضايا الإقليمية والعالمية الحاسمة، مما يمهد الطريق لمزيد من العلاقات الثنائية الخصبة والمتينة بين بلدين يربطهما تاريخ طويل من الصداقة.
وبالإضافة إلى موريسون، الوزير السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأيرلندا الشمالية، والدفاع، والسيد هاميلتون، الوزير السابق للسلام ونزع السلاح وعضو لجنة الشؤون الخارجية في حكومة الظل السابقة، تضم المجموعة البرلمانية متعددة الأحزاب المخصصة للمغرب برلمانيين ذوي خبرة واسعة في الشؤون الخارجية والتجارة والأمن.
ومن أبرز أعضاء اللجنة نجد أفضال خان، عضو حزب العمال في مجلس العموم (مجلس النواب) ووزير حكومة الظل السابق لشؤون الهجرة في حكومة الظل، وصوت نشط في الشؤون الدولية وقضايا حقوق الإنسان، واللورد بيلينغهام، العضو المحافظ بمجلس اللوردات (الغرفة العليا) ونائب كاتب الدولة البرلماني السابق لشؤون إفريقيا، ومارك غارنييه، العضو المحافظ بمجلس العموم ووزير التجارة الدولية السابق.
كما تضم المجموعة بامبوس شارالامبوس، العضو العمالي لمجلس العموم والوزير السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حكومة الظل السابقة، واللورد أودني ليستر، العضو المحافظ في مجلس اللوردات ورئيس ديوان رئاسة الوزراء السابق في داونينغ ستريت من 2019 إلى 2021، وبيل استيرسون، العضو العمالي في مجلس العموم ورئيس لجنة الطاقة والانبعاثات الصفرية.