أوضح عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أنه تم الكشف عن وجود ثمار نبات “الإفيدرا”، بمغارة الحمام بتافوغالت بمستويات أركيولوجية يعود تاريخها ٍالى 15 ألف سنة.
وأشار بوزوكار، من خلال تواصل هاتفي مع موقع “إحاطة.ما”، إلى أن هذه الثمار وُجدت وحدها دون الأغصان، “مما يشير إلى أن الإنسان القديم كان يعرف فوائدها واستخداماتها، ولم يكن يهتم بالأغصان بل بالثمار فقط، وقد وُجدت هذه الثمار داخل المغارة”.
كما اكتشفت في المغارة، وفقف بوزوكار جمجمة تحمل آثار أقدم عملية جراحية في العالم، “حيث أظهرت الأبحاث والدراسات أن الجرح التأم مما يعني أن الإنسان الجراحي عاش بعد العملية”.
ويُعتقد، حسب بوزووكار أن هذه العملية تسببت في ألم ونزيف دموي. “بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه الأقوام تمارس طقسًا خاصًا يتمثل في خلع القواطع الأمامية للأسنان، ربما كرمز للانتقال من مرحلة البلوغ إلى مرحلة الشباب”.
وساهمت مجموعة من الباحثين في هذا الاٍكتشاف من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، من خلال إسماعيل الزياني خريج المعهد وطالب بسلك الدكتوراه بجامعة لاس بالماس باٍسبانيا، وعبد الجليل بوزوكار مدير المعهد والمشرف على الأبحاث بمغارة الحمام بتافوغالت، اٍلى جانب لويز هامفري باحثة بمتحف التاريخ الطبيعي بلندن، ونيكولاس بارطون أستاذ باحث بجامعة أكسفورد، وجاكوب موراليس أستاذ باحث بجامعة لاس بالماس بٍاسبانيا، اٍلى جانب حسن الطالبي أستاذ باحث بجامعة محمد الأول بوجدة.
ومن المعروف، أن هذا النوع من النباتات قد اكتشف في مدفن يعود اٍلى اٍنسان نياندرتال ويؤرخ بحوالي 40 ألف سنة ولكن اقتصر وجوده على حبوب اللقاح والتي من المرجح أن تكون قد حملتها الرياح نظرا لصغر حجمها ولم يستعملها الانسان.
وفيما يخص اكتشاف مغارة الحمام بتافوغالت، فاٍن وجود هذه النبتة المتمثل في ثمارها المتفحمة تعتبر أقدم دليل على الاٍستعمال “الطبي” للأعشاب وهذا لا يمنع أيضا استعمالها في طقوس معينة لها ارتباط بالدفن، وتدل على أن المجموعات البشرية أنذاك كانت لها معرفة دقيقة باستعمالات النباتات بشكل سابق بكثير عن العصر الحجري الحديث بأكثر من 8 آلاف سنة.
ويتكون الفريق العلمي من مجموعة من الطلبة الباحثين والباحثين من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وجامعة محمد الأول بوجدة وجامعة أكسفورد، ومعهد ماكس بلانك بألمانيا، وجامعة لاس بالماس باٍسبانيا، ومركز الأبحاث الأركيولوجية بألمانيا.