انتقد وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني، الآراء التي تقلل من نتائج منتخب “أسود الأطلس” في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 بدعوى ضعف المنتخبات المنافسة، مشدداً على أهمية الإنجاز التاريخي الذي تحقق.
واختتم المنتخب الوطني مسيرته في المجموعة الثانية للتصفيات المؤهلة للمسابقة القارية، التي تستضيفها البلاد أواخر العام المقبل، بانتصار كاسح (7-0) على ضيفه منتخب ليسوتو، يوم الاثنين.
وتربع المنتخب المغربي على القمة برصيد 18 نقطة، محققاً العلامة الكاملة، بفوزه في جميع مبارياته الـ6 التي خاضها في المجموعة، علما بأنه الفريق الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز من بين المنتخبات الـ48 المشاركة في التصفيات.
وأحرز منتخب المغرب 26 هدفاً خلال رحلة التصفيات، في حين استقبلت شباكه هدفين فقط خلال اللقاءات الـ6 التي لعبها.
وأوضح الركراكي في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد مباراة ليسوتو في الجولة الأخيرة للتصفيات “واجهت هذه المشكلة عندما كنت مدرباً لفريق الوداد حينما كانوا يحذرونني من مواجهة كبار القارة مثل الزمالك المصري، لذلك سأكرر الأمر مرة أخرى، مشكلتكم أنكم لا تصدقون بأننا كبرنا، واجهنا كبار أوروبا في المونديال مثل إسبانيا والبرتغال وتفوقنا عليهما. سأسعى لكي أخلصهم من هذه الصدمة”.
ويشير المدرب بحديثه إلى خيبة الأمل التي أصبحت تخيم على الجماهير المغربية عندما يتعلق بالمواعيد الكبرى لعدة أعوام وعجز المنتخب المغربي عن التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا للمرة الثانية، بعدما أحرز كأس البطولة مرة وحيدة عام 1976 بإثيوبيا.
وتابع في السياق ذاته:” بالطبع لن نفوز بحصة كبيرة على أحد المنتخبات الكبرى في القارة لكن لكل مباراة حقيقتها، واليوم نحن في المركز الـ13 عالمياً والمنتخبات الأخرى تحسب لنا ألف حساباً قبل مواجهتنا”.
وشدد الركراكي “ينبغي علينا أن نثق في قدراتنا وإمكانياتنا لكي نحقق الفوز بلقب كأس إفريقيا المقبلة”.
وذكر وليد الركراكي الصحافيين بكونه تحلى بالشجاعة لقبول تدريب المنتخب المغربي في ظرف لم يكن أحد يرغب في تولي المهمة قبل شهور قليلة من كأس العالم 2022، مؤكداً أنه بات اليوم يتوفر على خيارات أكبر مقارنة بما واجهه في مونديال قطر، التي شهدت إنجازا تاريخيا للفريق بكونه أول منتخب إفريقي وعربي يتأهل للدور قبل النهائي في هذا المحفل العالمي الكبير.
وأشاد مدرب منتخب “أسود الأطلس” بأداء اللاعبين والروح الجماعية والتآزر التي سادت أجواء الفريق طوال مسيرة التصفيات ونجاح المجموعة في تحقيق هدفها المتمثل في إنجاز تاريخي من خلال العلامة الكاملة برصيد كبير من الأهداف.
لكنه تدارك بالقول إن الفوز في المباريات الـ6 لا تجعل المنتخب في مأمن من حادث يمكن أن يؤثر عليه وقال بهذا الخصوص “يتعين علينا أن نحافظ على أقدامنا على الأرض ونكبر شيئاً فشيئاً لأن طريق العمل أمامنا مازال طويلا”.
وأبدى المتحدث ذاته استعداده للتعديل على أنظمة اللعب والانتقال بينها بمرونة بكونه بات يتوفر على خيارات أكبر مقارنة بما واجهه في المونديال معتبراً أن هذه النوعية من اللاعبين تخول له التعديل على النظام التكتيكي بما يتوافق مع إمكانياتهم وهو ما لم يكن متاحاً له من قبل.
يذكر أن منتخب المغرب أصاب جماهيره بخيبة أمل كبيرة في النسخة الأخيرة لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها كوت ديفوار مطلع العام الحالي، عقب خروجه المبكر من دور الـ16 للمسابقة، إثر خسارته الموجعة (0-2) أمام منتخب جنوب أفريقيا.
وجاء هذا الإخفاق بعد 13 شهراً فقط من حصول منتخب المغرب على المركز الرابع في كأس العالم الأخيرة التي استضافتها قطر.