احتفال حاشد بحلول السنة الجديدة في ساحة تايمز سكوير النيويوركية

أ.ف.ب

تبادل عشرات وربما مئات الآلاف من المحتفلين القبلات عند منتصف ليل الثلاثاء بالضبط في ساحة تايمز سكوير الشهيرة في نيويورك احتفالا بحلول العام الجديد، غير آبهين بالمطر والصقيع، إذ أن إحياء رأس السنة في هذه المدينة الأميركية المتعددة الثقافة فرصة لا تسنح سوى “مرة واحدة في العمر”.

ويعود إلى العام 1907 تقليد الاحتفال بالانتقال إلى سنة جديدة في هذه الساحة التي تشكّل نقطة التقاء في قلب مانهاتن بين شارع برودواي والشارع الثاني والأربعين، والمضاءة ليل نهار بلافتات المسارح والملاهي التي تغص بها واللوحات الإعلانية الرقمية المنتشرة على جوانبها، وهي التي أعطت نيويورك لقب “المدينة التي لا تنام أبدا”.

وقالت جنيفر مارتينيز المتحدرة من جمهورية الدومينيكان والمقيمة في جزيرة لونغ آيلاند الضخمة شرق مانهاتن: “أردت حقا أن أعيش هذه التجربة. في نيويورك، إنها مرة واحدة في العمر”.

أما إليزابيث أندرسون، وهي سائحة مكسيكية في الثانية والثلاثين تقيم في أستراليا، فحضرت كمارتينيز إلى تايمز سكوير قبل نحو عشر ساعات من انتصاف الليل، وكانت الساحة مكتظة مذّاك.

ولم تخف أندرسون سعادتها بزيارتها “الثالثة لنيويورك»، حيث كان لقاؤها الأول “قبل 11 عاما” مع من اصبح زوجها. وفي رأيها أن تمضية ليلة رأس السنة في تايمز سكوير “من الأمور التي يجب أن يفعلها المرء قبل أن يموت”.

كرة تايمز سكوير

وكانت عيون المحتفلين المحتشدين شاخصة ترقّبا لإنزال كرة تايمز سكوير الشهيرة، وهي أبرز لحظات الاحتفال في الساحة.

وفي الساعة 23,59 (04,59 ت.غ)، أطلق رئيس بلدية نيويورك إريك آدامز عدّا تنازليا مدته 60 ثانية لإنزال كرة متوهجة مغطاة بالكريستال يبلغ قطرها 3,5 أمتار وتزن أكثر من خمسة أطنان، من برج يبلغ ارتفاعه 20 مترا.

وعند منتصف الليل تماما، انطفأت الكرة، وبدا عرض قصير للألعاب النارية وسط هتافات المحتفلين الذين راحوا يتعانقون ويتبادلون القبلات أمام الكاميرات التي كانت تنقل المشهد إلى مختلف أنحاء العالم.

وطبقا للتقاليد المتبعة كل سنة، ألقيَ أكثر من 1,3 طن من النثار من أعلى سطوح المباني المحيطة بتايمز سكوير، وكُتبت على قصاصات الورق الملوّنة هذه أمنيات السنة الجديدة.

ثم صدحت الأغنيتان الشهيرتان “نيويورك، نيويورك” لفرانك سيناترا و”وات إيه ووندرفول وورلد” للويس أرمسترونغ.

وتجذب هذه الطقوس الاحتفالية الموسيقية والملوّنة في 31 دجنبر من كل سنة سكان نيويورك والسياح الأميركيين والأجانب الذين يحضر عشرات الآلاف منهم بل مئات الآلاف إلى الساحة ويتجمعون فيها منذ الظهر.

انتصار ترامب

وكانت رئيسة شرطة نيويورك، جيسيكا تيش، توقعت في تصريحات صحافية أن يصل عدد المحتشدين في الساحة إلى مليون، مشيرة إلى أن “عددا ضخما من عناصر الشرطة” سينتشرون لضمان الأمن نظرا إلى المناخ الجيوسياسي المتوتر منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 وفي ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

لكنّ الشرطة استبعدت وجود أي “تهديد فعلي” في نيويورك التي تُعَدّ معقل الديمقراطيين التقدميين في الولايات المتحدة، رغم ما سبق الاحتفال من حملة حامية للانتخابات الرئاسية انتهت بانتصار مدوٍّ لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

وقال روتشيت باتيل الذي جاء من الهند “نصحني كثر بألاّ آتي إلى تايمز سكوير لأن الساحة ستكون مزدحمة”.واضاف الشاب الثلاثيني “لقد نشأت وأنا أشاهد ذلك عبر شاشة التلفزيون، وأردت أن أعيش التجربة شخصيا”.

إلا أن ظروفا عدة عكّرت احتفالات تايمز سكوير في السنوات الأخيرة، إذ أفسدتها تارةً جائحة كوفيد-19 التي فتكت بنيويورك عامَي 2020 و2021، فيما أثّرت عليها سلبا منذ عام 2022 الزيادة الكبيرة في أسعار الحانات والمطاعم والفنادق.

وكانت الساحة شبه خالية ليلة رأس السنة 2020-2021، وفي احتفال 2021-2022، لم تسمح السلطات إلا بمشاركة 15 ألف شخص، على أن يكونوا ملقّحين ويضعوا كمامات.

وليلة الانتقال من 2022 إلى 2023، هاجم أميركي يبلغ 19 عاما عناصر الشرطة بساطور. وحكم عليه في ماي الفائت بالسجن 27 عاما بتهمة “محاولة اغتيال رجال أمن أميركيين باسم الجهاد”، وفقا للمحكمة.

لكنّ ذلك لم يُخِف نوركوان تيريك غولدسون، وهو نيويوركي مقيم في كاليفورنيا، إذ قال “ما مِن شيء أفضل من بدء العام الجديد مع وافدين من مختلف أنحاء العالم!”.

وعند منتصف الليل، في جنوب مانهاتن، ما إن توقف هطول الأمطار، حتى قدمت المدينة عرضا للألعاب النارية أضاء تمثال الحرية الشهير.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts