عقد المكتب المركزي للأبحاث القضائية “بسيج” ندوة صحفية، يوم الخميس بمقره بسلا، للكشف عن آخر المستجدات التي تم التوصل إليها خلال البحث المتواصل في قضية تفكيك خلية “الأشقاء الثلاثة” الإرهابية، والتي تصدرت المشهد الإعلامي المحلي والدولي يوم الأحد المنصرم.
وأفاد الشرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في عرض لآخر تطورات الملف، على أن الخلية تتكون من أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أشقاء، كانوا قد وثقوا بيعتهم المزعومة لتنظيم داعش في تسجيل فيديو، كما وثقوا أيضا وبشكل مسبق إعلان مسؤوليتهم عن المخططات الإرهابية التي كانوا يعتزمون تنفيذها في المستقبل القريب وذلك على أساس نشر إعلان تبني المسؤولية مباشرة بعد التنفيذ.
وأكد المسؤول الأمني على أن هذه المشاريع الإرهابية بلغت مرحلة متقدمة من التخطيط، إذ قام أفراد هذه الخلية بتصوير عدد مهم من الأهداف المحتملة، كما قاموا أيضاً برسم تصاميم تقريبية للمسالك والمسارات التي كانوا يعتزمون الاسترشاد بها خلال عمليات التنفيذ ومحاولة الهروب من أماكن التفجير أو الهجوم المحتملة.
وأشار الشرقاوي إلى أن الموقوفين إلى غاية هذه المرحلة من البحث 4 مشتبهين بهم، وهم ثلاثة أشقاء بكرهم مياوم يبلغ من العمر 35 سنة، والثاني بطالي يبلغ من العمر 30 سنة، والثالث مستخدم عمره 26 سنة، والنقطة المشتركة بين هؤلاء الأشقاء هي تدني مستواهم الدراسي الذي لا يتجاوز المستوى السادس ابتدائي، فيما تابع الموقوف الرابع إلى حدود الباكلوريا وهو بائع متجول عمره 30 سنة.
وشدد نفس المتحدث على أن خطورة هذه الخلية المتطرفة لا تكمن فقط في المشاريع الإرهابية التي كانت تعتزم تنفيذها ولا في المستوى المتقدم من التخطيط والاستعداد الذي بلغه أعضاء هذا المخطط الإرهابي، وإنما في تنامي الاستقطاب الأسري كرافد جارف للتطرف والتجديد في صفوف المرشحين للقيام بعمليات الإرهابية.
وأضاف أن هذا النوع من الاستقطاب يشكل تهديدا ناشئا، ينذر بتحديات أمنية واجتماعية خطيرة، يتمثل بخطر انزلاق أسر بأكملها في شراك التطرف الفكري
بعيدا عن الأعراف والتقاليد المغربية ووحدة المجتمع والمذهب العقيدة بسبب التأثير الذي قد يمارسه بعض أطراف الأسرة الحاملين للفكر المتطرف على محيطهم الأسري والاجتماعي.
وكشفت الأبحاث الأمنية المنجزة، حسب مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عن ارتباط عضوي لأفراد هذه الخلية بأحد القياديين بتنظيم داعش بمنطقة الساحل، وهو الذي اضطلع بدور مهم في تسريع عملية التجنيد والاستقطاب وتلقين الأفكار الإرهابية من خلال الإصدارات والمحتويات الرقمية المتطرفة التي كان يرسلها لأفراد هذه الخلية بغرض تحويلهم إلى أشخاص منذورين للموت يمكن الدفع بهم بسرعة لتنفيذ عمليات إرهابية.
ويشار إلى أن مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قد تمكنت، في الساعات الأولى من صباح الأحد المنصرم، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها من إجهاض مخطط إرهابي خطير يهدد سلامة المواطنين.
وذكر بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن إجراءات التدخل والاقتحام التي باشرتها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتنسيق مع عمداء وضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وبتعاون ميداني مع عناصر الفرقة الجوية والمركز القضائي للدرك الملكي، قد أسفرت عن توقيف أربعة عناصر متطرفة، من ضمنهم ثلاثة أشقاء، يرتبطون بتنظيم داعش الإرهابي، يبلغون من العمر 26 و29 و31 و35 سنة، كانوا ينشطون في منطقة حد السوالم بإقليم برشيد.
وأوضح المصدر ذاته، أن هذه العملية الأمنية تم تنفيذها في مكانين مختلفين، عبارة عن منزلين سكنيين يوجدان بكل من تجزئة العمران وتجزئة الأمل بحي الوحدة بإقليم حد السوالم، وشارك فيها تقنيو الكشف عن المتفجرات، وعناصر الفرقة السينوتقنية التي تضم الكلاب المدربة للشرطة المتخصصة في رصد المتفجرات والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى مروحية للدرك الملكي قامت بتمشيط أماكن التدخل من الأعلى، كانت تحمل قناصة متخصصين في الرماية عالية الدقة تابعين للقوة الخاصة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.