حادث غريب شهده محيط قاعة سينما روكسي بطنجة، ليلة أمس الخميس، بعد عرض الفيلم الوثائقي “رجاء بنت الملاح” ضمن فعاليات الدورة 17 من المهرجان الوطني للفيلم، حيث قام مجموعة من الفنانين بمبادرة « حمل الصينية » لجمع تبرعات لبطلة الفيلم من أجل تمكينها من السفر من مدينة طنجة حيث حضرت للمشاركة في المهرجان الوطني للفيلم، إلى مراكش مدينتها الأصلية، خصوصا أنها بطلة الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية بل يحكي قصتها وقصة معاناتها.
ورغم النية الصادقة لأصحاب المبادرة، إلا أنها لقيت استهجانا شديدا من قبل الكثير من رواد المهرجان حيث تم جمع التبرعات بشكل مستعجل وحاط للكرامة أمام المقهى القريب من سينما روكسي بطنجة، في حين أن بطلة الفيلم التي يحكي الوثائقي عن محنتها وتشردها كان يجب أن تنال دعما من مؤسسة يدخل هذا في صلب اختصاصها، أو من طرف جمعية تقدم لها يد المساعدة بشكل حضاري يحفظ ل « رجاء بنت الملاح » إنسانيتها وكرامتها.
والاسم الحقيقي ل”رجاء” هو نجاة بنسالم، شاركت في فيلم «رجاء» سنة 2003 للمخرج الفرنسي جاك دوايون وفازت بجائزة أحسن ممثلة أمل في مهرجان البندقية، ثم جائزة أحسن ممثلة بمهرجان مراكش الدولي في نفس السنة.
ويرصد هذا الفيلم معاناة هاته الفنانة التي كانت تعتقد أنها ستصبح نجمة بعدما دخلت عالم الفن من أوسع أبوابه، لكن غياب فرصة عمل جديدة جعل حياتها تنقلب رأسا على عقب، حيث كتب لها أن تعيش تحت الأضواء لمدة قصيرة.
انتقلت نجاة من الشهرة إلى الحضيض والهامش، فهي تعيش منذ 2004 تحت وطأة الفقر والظروف القاسية، حيث ستضطر للنوم في الشارع لمدة طويلة، بعدما تبرأت منها أسرتها، بسبب الإشاعات التي تم الترويج لها في محيطها، حول ظهورها في مشاهد جنسية بفيلم “رجاء”.