فنانات ومتمردات لا عاهرات: التاريخ المجهول للشيخات

تشكلت صورة نمطية سيئة ومسيئة عن الشيخات اللواتي يرمزن لفن العيطة، إلى جانب زملائهن الشيوخ، ما أصل هذه الصورة؟ كيف تطورت؟ ولماذا اتتشرت؟.

وحسب ملف نشرته مجلة “زمان”، فإن كلمة الشيخة تدل على العيطة حتى تكاد تختزل فيها، فلا غرابة في أن يختزل فن في من يجسده غناء ورقصا ولحنا، سواء كان شيخة امرأة أو شيخا رجلا، بيد أن الغرابة في موضوع الشيخات تكمن في اختزالهن في صورة قدحية ترتبط بمهنة أخرى هي البغاء، من اختزال لآخر تكون النتيجة خلطا تاما بين عالمين مختلفين، عالم الفن الشعبي الموسوم بالعيطة، وعالم مهنة البغاء المؤطر بحكم أخلاقي صارم.

هكذا تصبح صورة الشيخة الفنانة ملتبسة، بل ومقترنة بصورة الباغية ودالة عليها، في خلط متسرع وقاس، لكنه منتشر في أوساط كثيرة تسود فيها هذه الصورة النمطية.

يحرص حسن نجمي، إذ يتعرض لهذا الموضوع في أطروحته حول “غناء العيطة”، على التمييز بين مستويين، مستوى التعريف الفني والجمالي للشيخة ومستوى تعريفها استنادا على محددات أخلاقية:” إن تعريف الشيخات بمحددات غير فنية انحراف منهجي واضح لأنه يخرج بالتعريف عن الممارسة الفنية والحمالية إلى المحدد الأخلاقي، وهو حكم قيمة وليس مرتكزا من مرتكزات التحديد والتعريف، كما أنه يجمع جميع الشيخات تحت طائلة نفس الحكم المجحف دون اعتبار لسيرورة الزمن (كيف كانت الشيخات في الماضي وكيف أصبحن) أو لأوضاعهن الاجتماعية المتعددة والمتنوعة والمتمايزة، أو لأجيالهن أو لأنواع الأداء، أو للحالات الفردية، أو لغير ذلك”.

وأضافت المجلة، أنه فعلا ثمة نساء من بعض الفرق كما يشير محمد بوحميد، تحولن نحو مهنة الدعارة، كما يمكن أن يحصل بالنسبة لنساء أخريات قادمات من مهن أخرى، بيد أن اختزال هاته بلغ حدودا مؤلمة بالنسبة للعديد من الشيخات، ليس أقلها أن يتعرضن لتحرشات وهن بصدد أداء أغانيهن، كما يظهر من خلال مجموعة من الشهادات التي تضمنها ملف خاص حول الشيخات كانت نشرته مجلة “نيشان”، حيت قالت الشيخة حفيظة عضوة مجموعة أولاد بنعكيدة “لا أنفي وجود العاهرات في هذا الميدان لكنهن لسن فنانات، يمارسن الدعارة باسم تشياخت لا غير، سبق أن طردنا من مجموعتنا بعضا ممن لمسنا فيهن خرجان الطريق، فنحن لا نقبل الميوعة”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة