استدعت الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن مراكش، قبل قليل من زوال اليوم الثلاثاء 8 أبريل الجاري، الشابة سلمى ضحية “التشرميل” ذات الـ18 عاما، للتحقيق معها في قضية التهديدات التي طالتها من طرف المعتدية عبر مقاطع فيديو نشرتها على مواقع التواصل الإجتماعي.
وقالت سلمى في تصريح خصت به موقع “إحاطة.ما”، إنها بصدد الذهاب لمقر ولاية الأمن بالمدينة بعدما تلقت اتصالا من طرف مصالح الشرطة القضائية للاستماع إليها في قضية التهديد التي تعرضت له من طرف شابة آخرى سبق وأن اعتدت عليها بـ”رازوار”.
وكشفت مصادر مُطلعة، أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمراكش أعطى تعليماته للضابطة القضائية بفتح تحقيق عاجل، عقب تداول مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها شابة وهي توجه تهديدات صريحة لفتاة سبق أن اعتدت عليها، وتسببت في تشويه وجهها، مما أدى سابقا إلى إدانتها قضائيا بالسجن لمدة شهرين وغرامة مالية قدرها 50 ألف درهم.
وأثارت هذه الحملة موجة تضامن واسعة عبر مختلف منصات التواصل، حيث انتشر هاشتاغ “#كلنا_سلمى” بشكل لافت، في دعم معنوي للشابة الضحية التي تحمل آثار الاعتداء على وجهها إلى اليوم، بينما تظهر المعتدية مجددا، غير مكترثة، وهي تسخر من شكلها وتهددها علنا.
وتعود تفاصيل هذه القضية إلى فترة دراستهما سنة 2022 في نفس الثانوية بمراكش، حينما استدرجت المعتدية زميلتها إلى زاوية من المدرسة واعتدت عليها بشفرة حلاقة، ما خلف لها جرحا عميقا تطلب تدخلا طبيا طويل الأمد، دون أن تمحى آثاره النفسية والجسدية.
وأمام هذه التطورات، دعا نشطاء عبر الإنترنت السلطات إلى التدخل السريع لحماية الضحية، كما طالبوا أطباء التجميل بالمساهمة في إعادة تأهيل وجه سلمى، التي توقفت حياتها تقريبا، إذ صارت تواجه صعوبات في إيجاد عمل أو متابعة دراستها، في ظل معاناة نفسية متواصلة.
سلمى الشابة المُراكشية، التي شاركت قصتها المؤثرة في حوار مع “إحاطة.ما”، أكدت أن المعتدية عادت مجددا لاستفزازها، دون أن تبدي أي ندم، بل استمرت في التنمر والسخرية، مما زاد من معاناتها وأحيا جراحا لم تلتئم بعد.