ثمة نكتة روسية قديمة يجيب فيها رجل على سؤال هل تفضل المرأة النحيلة أم الممتلئة بالقول “نعم” لكن، وبغض النظر عن الإجابة الدبلوماسية، يا ترى من يُفضل الرجل أكثر بالفعل ؟
على الرغم من أن وسائل الإعلام ومجلات الـ “غلامور” العصرية والقائمون على صناعة الألبسة ومستحضرات التجميل يروجون كل من موقعه لمعايير جمال أصبحت تنطبق على المرأة النحيلة وتتمثل بها، إلا ان الرجال يبدون “تمرداً” على الصورة النمطية للمرأة الجميلة، ويبدون ميولاً للمرأة الممتلئة أكثر، وفقاً لموقع “البوابة”.
فقد أجرى مختصون في جامعة “ويستمينستر” البريطانية تجارب خلصت الى هذه النتيجة. فبحسب التجربة التي خضعت لها مجموعتان من الرجال، طلب المختصون من أفراد المجموعة الأولى إعداد خطاب يجب ان يُلقى أمام حشد غفير،انطلاقاً من ان ذلك سيشكل ضغطاً نفسياً، وهو عنصر مهم من عناصر التجربة، وبالمقابل طُلب منهم ان يحددوا مواصفات المرأة التي يفضلونها. على الجانب الآخر تمثلت التجربة بطرح أسئلة على الرجال حول معايير الجمال الأنثوية ووصف المراة المثالية.
وبعد مقارنة معطيات المجموعتين وجد الباحثون ان أعضاء الأولى الذين كانوا يشعرون بشئ من القلق والتوتر تحدثوا بتلقائية أكثر مبدين إعجابهم بالمرأة الممتلئة، بينما عبر الرجال في المجموعة الثانية الذين لم يتعرضوا لأية ضغوط عن إعجابهم بالنحيلات، فبدوا مقيدين أكثر بمعايير الجمال المتعارف عليها.
ومن استنتاجات البحث يرى المختصون ان حالة الانسان النفسية تؤثر على ذوقه، فإذا كان يعيش في رغد الحياة يميل ذوقه الى ان يتماشى مع التيار العام الذي تعكسه المجلات ووسائل الإعلام. أما اذا كانت حالته النفسية أكثر توتراً ويواجه خطراً ما، فإنه ينساق وراء ذوقه الخاص بتدخل من العقل الباطن، الذي يصور له فيما يتعلق بالمرأة، انها اذا كانت ممتلئة فذلك يعني انها قادرة على تحمل الصعاب أكثر من المرأة النحيلة، وإنجاب الأطفال لاستمرارية الذرية ومواصلة الحياة.
ويبدو ان نتائج الأبحاث العلمية الحديثة تتماشى مع ما يوحي به العقل الباطن. فقد توصلت دراسات وإحصاءات الى ان المرأة الممتلئة والتي لا تتميز بطول القامة تتمتع بالقدرة على الإنجاب أكثر من المرأة النحيفة والطويلة.
لكن يبدو ان الأمر لن يدوم أكثر من 400 سنة، فقد استنتج العلماء انه سينخفض متوسط طول المرأة الى 2 سم في غضون القرون الأربعة المقبلة، كما ان متوسط وزنها سيزيد كغم واحدا، لكن القلب لديها أكثر صحة وحيوية.
كثيراً ما تتعرض المرأة للضغط النفسي بسبب وزنها الزائد وتسعى جاهدة للتخلص منه، بسبب خضوعها قبل الرجل للمعايير النمطية حول الجمال الأنثوي، فهل “ستتمرد” هي أيضاً على هذه المعايير المفروضة عليها، خاصة وان المرأة الممتلئة تبدو أكثر جاذبية بالنسبة للكثير من الرجال في ضوء البحث الأخير ؟.