استنفرت ولاية الدار البيضاء قوات التدخل السريع لضرب طوق على خيرية عين الشق بالدار البيضاء، لتنفيذ قرار إفراغها من 140 نزيلا، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و45 سنة. واقتحمت قوات التدخل السريع المؤسسة الخيرية، حوالي السادسة صباحا من اليوم الاثنين، وسط احتجاجات النزلاء الذين اكتفوا بالاعتصام في بابها الرئيسي مرددين شعارات ساخطة.
ولم تمهل السلطات الأمنية التي حاصرت الخيرية، النزلاء فرصة لجمع أمتعتهم، إذ راكمتها في مكان، داخل المؤسسة، مطالبة النزلاء بتسليم استمارات كانوا تسلموها الجمعة الماضي، لكتابة أسمائهم ومطالب كل واحد على حدة.
وفشل ممثلو النزلاء في إقناع السلطات بالعدول عن تنفيذ قرار المحكمة القاضي بإفراغ الخيرية، وإجلاء النزلاء إلى المركز الاجتماعي تيط مليل، الذي وجد صعوبات، حسب مصادر مطلعة، في إفراغ جناح لتخصيصه لهذه الفئة.
النزلاء رددوا شعارات تتهم السلطات بالتلاعب بمصيرهم، وبعدم تنفيذ وصية الملك، إذ خصص لهم في زيارة سابقة، منحة تصل إلى خمسة ملايين درهم، إلا أن الجمعية تتمسك بأن النزلاء هم من رفض المبلغ المخصص لكل واحد منهم، والذي يصل إلى 30 ألف درهم مقابل إخلاء الخيرية والبحث عن سكن أو مباشرة مشروع تجاري معين. وقال النزلاء إن المبلغ غير كاف لتسديد تسبيقات الكراء، كما أنهم يواجهون صعوبات في إيجاد سكن مستقل، إذ أصبحوا موصومين ب”أولاد الخيرية”، كما أن هذا الوصم يضع بينهم وبين فرص الشغل حواجز كثيرة.
وقالت جمعية نور للرعاية الاجتماعية، التي حلت محل الخيرية الإسلامية عين الشق، إنها شرعت في توزيع المنح منذ 2007، وأن 118 تسلموها بالفعل، كما أن آخرين استفادوا من دراجات نارية وآخرون أدمجوا في سلك القوات المساعدة والدرك الملكي، مضيفة أن 76 من النزلاء يتوفرون على مصدر رزق ثابت و11 متزوجون.
وحسب الجمعية فإن 2 بالمئة من النزلاء أعمارهم ما بين 18 و21 سنة، و47 بالمئة يبلغون ما بين 21 و30 سنة، و38 بالمئة أعمارهم ما بين 30 و40 بالمئة، فيما تفوق أعمار 13 بالمئة سن 40 سنة.
واحتشد مواطنون من سكان عين الشق في محيط الخيرية، منهم الذين اعتبروا القرار صائبا، وآخرون اعتبروه جائرا مادامت الولاية لم تجد حلا لإدماج 140 نزيلا، اجتماعيا مهما بلغت أعمارهم، وخاصة أن أغلبهم عاشوا في المؤسسة منذ ولادتهم، ومنهم الحاصلون على شواهد وعاطلون عن العمل.