يحتفل العالم في الثامن من مارس سنويا باليوم العالمي للمرأة والذي تعود فكرته لمطلع القرن العشرين. فهل مازال اليوم العالمي للمرأة بنفس أهميته؟ وهل تحتاج المرأة اليوم بيوم في العام يذكر بها؟
رغم أنه “يومهن” إلا أن بعض النساء والفتيات لا تروق لهن فكرة “اليوم العالمي للمرأة” لما يحتويه على أفكار تعزز من الصورة النمطية عن قلة حيلة المرأة أو وضعها في إطار الضحية. ولا شك في أن أهمية ودور اليوم العالمي للمرأة اختلف اليوم بشكل كبير عما كان عليه مطلع القرن العشرين، إذ حققت المرأة الكثير ومازال ينقصها الكثير أيضا خاصة في بعض مناطق العالم.
لكن على الجانب الآخر ترى الأصوات المؤيدة لفكرة تخصيص يوم عالمي للمرأة، أن الفكرة مازالت صالحة حتى يومنا هذا خاصة وأن الفجوة في الأجور بين الرجل والمرأة مازالت موجودة حتى في أكثر المجتمعات التي حققت فيها النساء درجة عالية من المساواة مع الرجل. كما أن مهمة التوفيق بين الأسرة والعمل مازالت مسؤولية خاصة بالمرأة، كما جاء في تقرير لصحيفة “تاغز تسايتونغ” الألمانية.
وعلى العكس من عيد العمال مثلا، الذي يشهد العديد من التظاهرات، تتركز مراسم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة على أنشطة احتفالية أو خطابات من قبل الساسة، الأمر الذي يستند إليه المعارضون ممن يرون أن الإضاءة على دور المرأة وحقوقها يحتاج لإجراءات أكثر فاعلية.
ويحسم البعض الجدل بأن اليوم العالمي للمرأة مثله مثل باقي الأيام التي تهدف لإلقاء الضوء على قضية معينة، لن يؤدي لتغييرات جذرية لكن أهميته تبقى في النهاية رمزية تذكر بقصص كفاح أوضحايا مرض أو حدث معين.
ورغم أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يتجاوز الآن مائة عام ورغم أن المرأة حققت الكثير خلال القرن الماضي فيما يتعلق بحق الانتخاب واعتلاء المناصب القيادية سواء على المستويات السياسية أو الاقتصادية، إلا أن المهام الملقاة على عاتقها حتى يومنا هذا وحتى في أكثر الدول تقدما، مازالت كبيرة.
فعلى الرغم من فرص المرأة العديدة في العمل، إلا أن نصف النساء يقررن العمل بنصف دوام حتى يتمكن من التوفيق بين الحياة الوظيفية ورعاية الأسرة والأبناء، وفقا لتقرير نشره موقع “فوخن شبيغل الألماني. ونتيجة للجوء المرأة للعمل بنصف دوام، فإن دخلها يبقى أقل من الرجل كما أن فرص ترقيها للمناصب العليا تبقى أضعف بالطبع.
ورغم الفرص العديدة للمرأة في دولة مثل ألمانيا، إلا أن فرق الاجور بين الرجال والنساء لم يتغير منذ سنوات عن المستوى المسجل وهو 22 بالمئة، أي ما يعادل 79 يوما في العام، الأمر الذي يدفع العديد من المنظمات لإلقاء الضوء على هذا الأمر بمناسبة اليوم العالمي للمرأة من خلال أنشطة وفاعليات مختلفة.