أعلن محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن تجربة نموذجية لإحداث 230 مؤسسة إعدادية جديدة مكنت خلال سنة واحدة فقط من تقليص الهدر المدرسي بأكثر من 100 ألف حالة، واستهدفت أزيد من 200 ألف تلميذ، مع مواصلة الجهود لإعادة إدماج 80 ألف منقطع إضافي ضمن مشروع “الفرصة الثانية”.
وأضاف برادة، في كلمة أدلى به خلال اللقاء التواصلي الرابع من جولة “مسار الإنجازات”، المنعقد السبت 21 يونيو الجاري بمدينة أكادير، أن هذا النموذج يرتكز على إدماج بيداغوجيات جديدة تشمل مواد علمية مثل الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة والأرض، إلى جانب اللغات والرياضيات، مع اعتماد أنشطة موازية تشمل المسرح والرياضة والموسيقى والسينما.
وأكد أن هذه المقاربة المتكاملة تهدف إلى إرجاع الثقة للتلميذ عبر بوابات غير تقليدية، قائلا: “الطفل الذي لا ينجح في القسم يمكن أن ينجح في المسرح أو الرياضة، ويسترجع حماسه للعودة إلى القسم والتعلم”.
وكشف الوزير عن وجود تحد سنوي يتمثل في أكثر من 300 ألف طفل في سن التمدرس، منهم 160 ألفا يغادرون سلك الإعدادي. واعتبر أن مواجهة هذا النزيف التربوي يفرض على الوزارة نهج تدخلات ذكية، من ضمنها تفعيل خلايا لتتبع المسارات المدرسية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد التلاميذ المهددين بالانقطاع (20% من العدد الإجمالي)، ومواكبتهم نفسيا واجتماعيا وتربويا.
وأوضح أن الوزارة نجحت في تقليص عدد المنقطعين إلى 60 ألف حالة فقط، بينما يجري العمل على إدماج الباقين عبر التكوين المهني وتعليم الحرف، معبرا عن رفضه لبقاء أي طفل “في الزنقة دون تعليم أو أمل أو تكوين”، مضيفًا أن “المسؤولية اليوم ليست فقط تعليمية بل تنموية أيضًا”.
وختم برادة بالتأكيد على أن المشروع الإصلاحي للمنظومة التربوية يحتاج إلى “نَفَس طويل وإرادة جماعية”، لضمان الإنصاف وتكافؤ الفرص لكافة أبناء المغرب.
