طرح نجم الروك الأميركي بروس سبرينغستين الجمعة مجموعة موسيقية جديدة بعنوان “تراكس 2: ذي لوست ألبومز” (Tracks II: The Lost Albums)، تضمّ 83 أغنية بينها 74 لم يسبق إصدارها من قبل، في خطوة تهدف إلى إعادة تقييم فترة التسعينات من مسيرته، والتي يعتبرها كثيرون مرحلة انكفاء فني.
ويرى عدد من متابعي الفنان المولود في نيو جيرسي أن التسعينات شكّلت فجوة في إنتاجه الموسيقي، خصوصاً بعد ابتعاده المؤقت عن فرقته الشهيرة “إي ستريت باند” (E Street Band). لكن سبرينغستين، المعروف بلقب “ذي بوس” (The Boss)، قدّم رواية مختلفة، قائلا في مقطع فيديو نشره عبر يوتيوب: “كثيراً ما أقرأ أن التسعينات كانت نوعاً ما ضائعة بالنسبة لي (…) لكن في الواقع، كنت أعمل طوال الوقت”. وأرجع قلة إنتاجه آنذاك إلى انشغاله بتربية أطفاله الصغار مع زوجته باتي سيالفا.
وأوضح سبرينغستين أن فترة جائحة كوفيد-19 شكلت فرصة مناسبة لإنهاء العمل على أرشيفه الفني غير المنشور، ما أثمر عن إصدار يضم سبع مجموعات غنائية كُتبت وسُجّلت بين عامي 1983 و2018، مع تركيز خاص على عقد التسعينات.
ويُعدّ سبرينغستين أحد أبرز الأصوات الفنية التي عكست واقع الطبقة العاملة في أميركا، وحقق شهرة واسعة منذ السبعينات بأغنية “بورن تو رَن” (Born to Run)، وتوسعت شهرته في الثمانينات بألبومي “نبراسكا” (Nebraska) و“بورن إن ذي يو إس إيه” (Born in the USA).
ومع نهاية القرن الماضي، انفصل عن فرقته لكنه عاد وجمعها مجدداً في ألبوم “ذي رايزينغ” (The Rising) عام 2002، الذي خُصص لضحايا هجمات 11 شتنبر.
المجموعة الجديدة التي طُرحت تتضمن أسطوانة تركّز على أغنيته الشهيرة “ستريتس أوف فيلادلفيا” (Streets of Philadelphia)، وأخرى بعنوان “ساموير نورث أوف ناشفيل” (Somewhere North of Nashville) تحتفي بموسيقى الكانتري، وثالثة تتناول ولاية كاليفورنيا وثقافتها المكسيكية.
ويأتي إصدار “تراكس 2” امتداداً لتجربة استعادة الأغاني غير المنشورة التي سبقه إليها بوب ديلان عام 1991 بألبوم “بوتليغ سيريز” (Bootleg Series)، قبل أن يلتحق به سبرينغستين في 1998 بألبومه الأول “تراكس”. وأكد المغني أن إصداراً ثالثاً سيكون في الطريق.
بهذه الخطوة، يسعى سبرينغستين إلى تأكيد أن ما يعتبره البعض “سنوات ضائعة” كان في الواقع زمناً من العمل الإبداعي المكثف، وإن بقي مخفياً في الأدراج لعقود.
