شهدت مقاطعات عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء، الجمعة 15 غشت 2025، انطلاق المرحلة الأولى من عملية إعادة إيواء سكان دوار بويه التاريخي، حيث تسلمت 700 أسرة أوراقا رسمية، تحدد أرقام مناطقهم وعماراتهم وشققهم، في المشروع السكني الجديد بحي مولاي رشيد.
وجرت عملية القرعة بقاعة عباس كورة بعين السبع، وسط أجواء من الشفافية، وتحت إشراف السلطة المحلية، وبحضور ممثلي المجتمع المدني، حيث تم توفير جميع التسهيلات، لضمان سير العملية بسلاسة.
وتمثل هذه المرحلة خطوة أولى، نحو الترحيل الفعلي في الأسابيع المقبلة، إذ من المنتظر عقد مرحلتين إضافيتين قبل الانتقال النهائي، تزامنا مع اقتراب الدخول المدرسي في شتنبر المقبل، بهدف منح الأسر فرصة للتأقلم مع بيئتها الجديدة.
وتأتي هذه العملية في إطار التزام السلطات العمومية والمملكة المغربية، بتوفير سكن لائق وحياة كريمة لساكنة دور الصفيح، ما يعكس حرص الدولة على تحسين ظروف عيش المواطنين، وإنهاء معاناة السكن غير اللائق.
ويشار إلى أن سلطات مدينة الدار البيضاء، كانت قد بدأت صباح يوم الجمعة 20 يونيو 2025، تنفيذ عملية هدم هي الأكبر من نوعها هذه السنة، مستهدفة أحد أقدم الأحياء الصفيحية بالعاصمة الاقتصادية، المعروف باسم “شيخ الكاريانات”، وهو حي يبلغ عمره قرابة 130 سنة.
وشملت المرحلة الأولى من العملية إزالة حوالي 500 كوخ في قلب دوار بويه، ضمن مخطط يمتد حتى سنة 2027 لإعادة إسكان آلاف الأسر في شقق لائقة، في إطار برنامج إعادة الإيواء الذي يهدف إلى إعادة إسكان نحو 62 ألف أسرة من مختلف نواحي البيضاء الكبرى في مشاريع سكنية مهيكلة.
ولم تقتصر العملية على هدم الكاريانات، بل شملت أيضا إزالة عدادات الكهرباء والماء، ونقل الأثاث والممتلكات الضرورية للسكان، مع التزام السلطات بتنفيذ العملية وفق أجندة محددة سلفا في اجتماعات رسمية.
وكانت عملية الهدم مقررة منذ مارس الماضي، غير أن عراقيل تقنية واجتماعية أخّرت التنفيذ إلى حين تسوية أغلب الملفات.
ويأتي هذا المشروع في إطار البرنامج الوطني لإعادة تأهيل المناطق غير المهيكلة، خاصة في منطقتي مولاي رشيد، وسيدي عثمان، الأكثر تأثرا بالسكن العشوائي، من خلال إعداد مشاريع سكنية، وتهيئة عمرانية، لتحسين جودة حياة السكان، وتوفير بدائل حضرية تحفظ كرامتهم.
