ميتا تواجه انتقادات حادة بعد تدريب روبوتاتها على محادثات حسية مع الأطفال

كشفت وثيقة حصلت عليها رويترز، أن شركة ميتا سمحت لروبوتات الدردشة الذكية التابعة لها، بإجراء محادثات “رومانسية أو حسية” مع الأطفال، في خطوة أثارت غضبا واسعا، وقلقا أخلاقيا.

وأظهرت الوثيقة، أن فرق ميتا القانونية والهندسية وفرق السياسات، بما في ذلك كبير مسؤولي الأخلاقيات، وافقت على هذه الإرشادات، التي تضمنت على سبيل المثال، قول روبو دردشة لطفل عاري الصدر يبلغ من العمر ثماني سنوات: “كل جزء منك تحفة فنية”.

ورغم أن المبادئ التوجيهية، وضعت حدودا للحديث الجنسي الصريح مع الأطفال دون 13 عاما، إلا أن السماح بوصف الأطفال بعبارات تدل على جاذبيتهم أثار موجة انتقادات حادة، معتبرة أن هذه الممارسات، تشكل خطرا مباشرا، على سلامة الأطفال الرقمية والنفسية.

وردّت ميتا مؤكدة صحة الوثيقة، لكنها أشارت إلى حذف أجزاء منها بعد الكشف عنها، معتبرة أن الإرشادات المتعلقة بالمغازلة، أو الانخراط في علاقات رومانسية مع الأطفال، لم تعد مطبقة.

من جانبه، علق السيناتور الجمهوري جوش هاولي على الأمر في منشور عبر منصة “إكس”، قائلاً: “إذن، لم تُسحب ميتا أجزاء الوثيقة إلا بعد أن فُضح أمرها”، ودعا إلى إجراء تحقيق فوري من قبل الكونجرس الأميركي.

هذه الفضيحة تضع شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، تحت الضوء الدولي، وتفتح باب التساؤل حول مدى الرقابة الأخلاقية على الذكاء الاصطناعي والحدود التي يجب أن تلتزم بها الشركات التقنية لحماية الأطفال من الاستغلال الرقمي.

وتبيّن الوثائق المسرّبة، التي تحمل اسم “معايير مخاطر المحتوى للذكاء الاصطناعي” والممتدة على أكثر من 200 صفحة، أن ميتا وضعت إطارا داخليا، يحدد ما يُسمح به لروبوتات الدردشة، خلال التدريب وتنقيح المخرجات.

وحصلت هذه الإرشادات على موافقة الأقسام القانونية والهندسية والعلاقات العامة، إلى جانب قسم الأخلاقيات، ما يعكس أن الأمر لم يكن قرارا فرديا، أو ثغرة عرضية بل سياسة معتمدة داخل الشركة.

ورغم أن الوثيقة لا تعكس بالضرورة سلوك الروبوتات في الواقع، إلا أنها كشفت أيضا عن إشكاليات أخرى، أبرزها السماح بتمرير معلومات طبية مضللة، ما يزيد من حجم المخاطر المرتبطة بهذه الأنظمة.

وأوضح المتحدث باسم ميتا، أن الشركة تعمل حاليا على تعديل سياسات الذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع سياستها العامة، لكنه رفض تزويد رويترز بنسخة محدثة من الوثيقة، بعد إجراء التعديلات.

ويأتي هذا الجدل ليضاف إلى سلسلة انتقادات سابقة، وجهت إلى ميتا بشأن تعاملها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ سبق أن نشرت صحيفتا وول ستريت جورنال، وفاست كومباني تقارير مشابهة كشفت عن ثغرات أخلاقية في سياساتها.

الأمر الذي يعزز المخاوف بشأن غياب الشفافية واستمرار الشركة، في انتهاج معايير مثيرة للجدل، تمسّ بشكل مباشر سلامة الأطفال، والمستخدمين حول العالم.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts