في خضم موجة من الحراك الشبابي الذي تشهده عدة مدن مغربية، عبر المتظاهرون الشباب، من حركة “جيل زد”، مساء السبت، بالدارالبيضاء، عن مواقفهم من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدين أن مطالبهم تتجاوز الشعارات الآنية للحكومة، لتلامس جوهر الإصلاح المنشود في البلاد.
إحدى الناشطات في الحركة، لخصت الموقف بعبارة حادة: “أول حاجة بغينا محاسبة الفاسدين”. واعتبرت أن الفساد هو أصل كل الاختلالات التي يعيشها المغرب اليوم، قائلة: “بلادنا زوينة، ولكن كاين الفساد بزاف. بغيناها هي محاسبة الفاسدين، لأنهم السبب فهاد الوضع”.
الناشطة شددت على أن مطالب الشباب لا تقتصر على الاحتجاج، بل تشمل أيضا الدعوة إلى إصلاح التعليم والصحة وخلق فرص الشغل، معتبرة أن هذه الملفات تمثل جوهر العدالة الاجتماعية.
كما طالبت بإطلاق سراح المعتقلين الذين شاركوا في مظاهرات سلمية “ما دارو والو”، على حد قولها، مبرزة أن من ارتكبوا أعمال تخريب “ما كيمثلوش جيل زد، ولكن حتى هما فئة من الشعب المقهور اللي خاص يتسمع ليها ماشي يتهموها فقط”.
وأضافت: “حنا ما بقيناش باغين نسمعو حتى شي خطاب من الحكومة، ما بقيناش باغين نحاورو أخنوش. اللي كنسناوه هو الملك، لأنه هو اللي يقدر يدير التغيير الحقيقي”.
في المقابل، تحدث ناشط آخر من الحركة بنبرة أكثر هدوءا، قائلا إن الأجواء في الشارع “بدات كتتحسن”، وإن تدخلات الأمن أصبحت “أكثر ضبطا واحتراماً للمحتجين”.
وقال في تصريحه: “في الأيام الأولى كان القمع كبير، ولكن دابا كنشوفو تبدل إيجابي. الناس كيهضرو بحرية، ما كاينش اللي كيقمعهم، وهذا اللي بغينا. بلادنا خاصها غير تزيد لقدام”.
الناشط ذاته شدد على أن الشباب لا يسعون إلى الفوضى أو التصعيد، بل يطالبون بـ”الحق في الكرامة والتعليم والصحة وفرص العمل”، مؤكدا أن “الملك هو الأمل فهاد المرحلة”، ومضيفا: “كنتمناو جلالة الملك يدوي على هذا الموضوع، وحنا كنتسناو الخطاب بحرارة”.
ولم يخل كلامه من إشارات سياسية، إذ اتهم أطرافا خارجية، خصوصا من الجزائر، بمحاولة “التحريض على الفوضى في المنصات الرقمية مثل ديسكورد”، لكنه أكد أن الشباب المغربي “واع وكيعتز ببلادو وبملكه، وما غاديش يخلي حد يستغل الغضب الشعبي”.
وختم بالقول: “بلادنا زوينة، خاصها غير حكومة كتفهم الشباب وكتسمع ليه. ما باغينش نطيحو البلاد، باغينها تزيد لقدام”.
تظهر هذه التصريحات أن حركة “جيل زد” في المغرب تعكس جيلا جديدا من الوعي السياسي والاجتماعي، يدمج بين الغضب والوعي، وبين الانتقاد الحاد والرغبة في الإصلاح.
فهؤلاء المتظاهرون الشباب، الذين ولدوا في زمن الرقمنة والتواصل المفتوح، لا يكتفون بالشعارات، بل يسعون إلى نموذج جديد من المواطنة الفاعلة، قائم على المحاسبة، الشفافية، والحق في مستقبل يليق بطموحاتهم.