في سياق التطورات المتلاحقة المرتبطة بأحداث الشغب التي عرفتها مدينة مراكش، خاصة بمنطقة سيدي يوسف بن علي خلال اليومين الأخيرين، كشفت مصادر عليمة لـ”‘حاطة.ما” أن عناصر الشرطة القضائية تمكنت من توقيف ثلاثة مراهقين تتراوح أعمارهم ما بين 17 و18 سنة، يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق يسرقة جهاز لاسلكي الخاص بالمصالح الأمنية والعبث به وتوثيقها بمقطع فيديو.
الفيديو الذي أثار موجة استياء كبيرة، أظهر الموقوفين وهم يعبثون بجهاز لاسلكي تابع للمصالح الأمنية تمت سرقته أثناء المواجهات، ويوجهون من خلاله عبارات نابية واستفزازية في حق عناصر الأمن، في تصرف اعتبره المتتبعون ازدراء سافرا بمجهودات السلطات في الحفاظ على النظام العام.
وحسب نفس المصدر، فقد تم تقديم الموقوفين أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، الذي قرر إحالتهم على قاضي التحقيق قصد تعميق البحث في ظروف وملابسات الواقعة، وتحديد المتورطين الآخرين المحتملين في سرقة الجهاز واستعماله بشكل غير قانوني.
وتندرج هذه العملية ضمن سلسلة من التوقيفات التي تشنها المصالح الأمنية بمراكش وعدد من المدن المغربية، على خلفية أعمال الشغب التي رافقت احتجاجات ما يُعرف بـ”جيل Z”، والتي حاول خلالها بعض المنحرفين الركوب على الطابع السلمي للاحتجاجات لنشر الفوضى والتخريب.
وتأتي هذه الواقعة في سياق الأحداث الدامية التي عاشها حي سيدي يوسف بن علي، حين تحولت احتجاجات شبابية إلى مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وعدد من المنحرفين الذين استغلوا الفوضى لتنفيذ أعمال تخريب ونهب، طالت سيارات ومحلات تجارية ومرافق عمومية. حيث اضطرت السلطات إلى التدخل بحزم لاستعادة النظام وفرض الهدوء بعد ساعات طوبلة من التوتر.
وكانت كاميرات المراقبة وشهادات الساكنة قد وثّقت حجم الخسائر التي خلّفتها أعمال الشغب، حيث أُضرمت النار في وكالة بنكية وعدة عربات، فيما تعرضت ممتلكات خاصة للتكسير والرشق بالحجارة.
وقد باشرت المصالح الأمنية عمليات توقيف واسعة همّت العشرات من المشتبه فيهم، في إطار حملة لإعادة الطمأنينة إلى الحي الذي اهتزّ على وقع تلك الأحداث التي وصفت بالدامية والعنيفة.