شددت نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدارالبيضاء، على ضرورة تجاوز الخلافات السياسية، والتركيز على العمل الميداني لخدمة الساكنة، مؤكدة أن المجلس يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مشاريع مهيكلة كبرى، تعيد للعاصمة الاقتصادية بريقها، وتضعها في مصاف المدن العالمية.
الرميلي، في مداخلة لها خلال دورة أكتوبر لمجلس مدينة الدار البيضاء، دافعت بنبرة مليئة بالثقة والاعتزاز، عن ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن “الحي المحمدي اليوم يعيش دينامية جديدة بفضل جهود المجلس ومتابعة نوابه”.
وأكدت أن هذا الحي العريق لم يعد يختزل في صور الماضي، بل بات يعرف حركية عمرانية وتنموية مهمة، قائلة: “اليوم كاين شارع جعفر البرمكي خرج للوجود، وشوارع مهمة تاهلت وعطات وجه جديد للحي المحمدي”.
وأوضحت الرميلي أن 16 مليون درهم تم رصدها من طرف شركة التنمية المحلية “كازا أميناجمون” لإتمام أشغال شارع الفوارات وشارع الموحدين، مؤكدة أن هذه المشاريع “حقيقية وميدانية وليست شعارات”، لكنها تحتاج إلى الوقت والمتابعة المستمرة لإنجازها في أفضل الظروف.
وأضافت أن نواب المجلس يتابعون مختلف الملفات بتنسيق تام داخل تفويضاتهم، ما يعكس روح المسؤولية والتكامل داخل المؤسسة الجماعية.
وفي معرض حديثها عن الجانب الاجتماعي والبيئي، عبرت العمدة عن فخرها بالمنتزهات والمساحات الخضراء التي تم إحداثها أو تأهيلها في مختلف أحياء المدينة، موضحة أن الإقبال اليومي الذي تعرفه هذه الفضاءات يعكس نجاح هذه المبادرات.
وقالت: “حتى وإن كان عدد الزوار 3000 يوميا، فهذا مصدر فخر، لأننا وفرنا أماكن للترفيه للأطفال والعائلات، وهذا بحد ذاته إنجاز يستحق التقدير”.
الرميلي لم تخف امتعاضها من بعض “المزايدات” التي تثار حول تدبير بعض الملفات، مؤكدة أن هذه المرحلة “ليست سياقاً للمزايدات أو الحسابات السياسية، بل للعمل الجماعي المشترك”.
ودعت إلى التعاون بين مكونات المجلس من أغلبية ومعارضة، قائلة: “نحن محتاجون للجميع، المعارضة والأغلبية، فهدفنا واحد: خدمة الدار البيضاء وساكنتها”.
كما تناولت العمدة ملف “سوق الدجاج”، الذي أثار جدلا في الدورات السابقة، موضحة أن الوضع الحالي لا يتماشى مع القوانين المنظمة، وقالت بوضوح: “قانونياً لا يجب على مدينة الدار البيضاء أن يكون فيها سوق دجاج داخل حي، وليس لنا الحق في ذلك”.
وأكدت أن المدينة بصدد إنشاء منصة “أغروغذائية” (Plateforme agroalimentaire) بمعايير عالمية، وأن تحويل الأنشطة نحوها سيسهم في تحسين شروط الصحة والسلامة والمراقبة.
وشددت الرميلي على أهمية احترام القوانين والالتزام بالمساطر، داعية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق السوق الحالي، وإيجاد بدائل قانونية ومنظمة.
وأضافت: “أنا متفقة معكم، خصنا نتاخذوا قرارات واضحة، والسوق الحالي يجب أن يغلق حتى نعرف ما الذي سنقوم به في المرحلة المقبلة”.
وفي ختام كلمتها، حرصت العمدة على توجيه رسالة شكر لكل أعضاء المجلس، سواء من الأغلبية أو المعارضة، مثمنة جهودهم في اللجان التقنية والميدانية.
وقالت الرميلي: “كنعرف بأنكم كتخدموا وكتسهروا حتى جوج وثلاثة ديال الصباح، وكتعطيو ملاحظات قيمة، والهدف هو واحد: إخراج الدار البيضاء إلى مصاف المدن العالمية”.
كما الرميلي خصت بالشكر والي جهة الدار البيضاء سطات، مشيدة بالدينامية التي أحدثها في التنسيق بين مختلف القطاعات والمؤسسات، مؤكدة أنه يلعب دورا محوريا في جمع المصالح الجماعية مع باقي الشركاء، وأن “هذه الدينامية تشرف المدينة وتعطي دفعة قوية لمشاريعها الكبرى”.
وزادت: “نصفق للسيد الوالي لأنه يشتغل في إطار تكاملي معنا، لا يتجاوز صلاحيات المجلس، بل يدعمنا في كل ما يتعلق بالمساحات الخضراء، والإنارة العمومية، والبنيات التحتية”.