شهدت الأسواق العالمية صباح الأربعاء حدثا تاريخيا، بعدما تجاوز سعر أونصة الذهب حاجز 4000 دولار للمرة الأولى في تاريخه، في ظل موجة إقبال قوية من المستثمرين الباحثين عن الملاذات الآمنة وسط اضطرابات سياسية واقتصادية متزايدة.
فقد بلغ سعر المعدن الأصفر في مستهل التعاملات الآسيوية، حوالي الساعة الثانية صباحا بتوقيت غرينيتش، 4001.11 دولار للأونصة، مسجلا ارتفاعا بأكثر من 50 في المئة منذ بداية السنة، ما يعكس حجم القلق السائد في الأسواق العالمية.
ويرى خبراء اقتصاديون أن هذا الارتفاع غير المسبوق جاء نتيجة تزايد المخاوف من احتمال الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، إلى جانب الأزمة السياسية العميقة التي تعرفها فرنسا، مما دفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر لصالح الذهب.
ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي في حال لم تتضح الرؤية السياسية في العواصم الكبرى، خاصة مع استمرار الضبابية بشأن سياسات الفائدة الأميركية ومخاطر الركود الاقتصادي العالمي.
ويرى بعض المحللين أن ارتفاع الذهب بهذا الشكل القياسي قد يؤثر بشكل مباشر على الأسواق المالية الأخرى، مثل الأسهم والعملات الرقمية، حيث يميل المستثمرون إلى تحويل استثماراتهم إلى أصول أكثر أمانا، كما أن الطلب المتزايد على الذهب يعكس شعورا متزايدا بعدم اليقين الاقتصادي العالمي، خصوصا في ظل تذبذب أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
ومن جهة أخرى، تشير توقعات الأسواق إلى أن الذهب قد يواصل تسجيل مستويات قياسية في الأيام القادمة إذا لم تتخذ السلطات الاقتصادية إجراءات واضحة لتهدئة المخاوف.
ويؤكد خبراء الاستثمار أن هذا الوضع يجعل الذهب خيارا جذابا للمستثمرين الباحثين عن حماية رأس المال والحفاظ على قيمة أموالهم في ظل الظروف الراهنة.