تحدث مدرب المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة، محمد وهبي، في ختام التحضيرات لمباراة الثمن النهائي من كأس العالم لأقل من 20 سنة، التي تحتضنها دولة الشيلي، بنبرة واثقة وواقعية عن أهمية المرحلة المقبلة التي تنتظر أشبال الأطلس حين يواجهون منتخب كوريا الجنوبية، ليلة الخميس-الجمعة، مؤكدا أن الفريق سيدخل اللقاء بنفس الروح والانضباط الذهني اللذين ميّزا مشواره في دور المجموعات.
وأوضح وهبي، من خلال تصريح صحافي لموقع الجامعة الملكية لكرة القدم، أن الفارق الأساسي بين مباريات دور المجموعات ومباريات الأدوار الإقصائية، هو طبيعة المنافسة نفسها، مبرزا أن “الآن لم يعد هناك مجال للتعويض أو الحسابات، فإما أن تفوز أو تغادر البطولة”.
وشدد وهبي في الوقت ذاته على أن “العقلية يجب أن تظل هي نفسها: التركيز، الإيمان بالمشروع، والالتزام الجماعي داخل وخارج الملعب”.
وأضاف: “لقد أظهر اللاعبون منذ بداية البطولة روحا عالية وانضباطا تكتيكيا كبيرا، وهذا ما يجب أن نستمر عليه. الحمد لله، النتائج كانت ثمرة لهذا العمل، وهدفنا هو الاستمرار على نفس النهج مع الإصرار على تقديم الأفضل في كل مباراة”.
المدرب وهبي اعتبر أن الصعوبة في مثل هذه الأدوار لا ترتبط فقط بقوة الخصوم، بل بطبيعة الضغط الذهني الذي يرافق المواجهات الحاسمة.
وأكد: “في كأس العالم، لا فرق بين مواجهة البرازيل أو كوريا أو الأرجنتين. كل مباراة هنا لها قيمتها الخاصة وتتطلب منّا نفس الجدية والتركيز. نحن في مرحلة لا مكان فيها للخطأ، ويجب أن نكون على مستوى الحدث”.
وتحدث وهبي عن أهمية التعامل الذكي مع فترات المباراة ومختلف السيناريوهات المحتملة، مشيرا إلى أن “الفريق قد يضطر أحيانا إلى الدفاع أكثر من الهجوم، أو العكس، وهذا أمر طبيعي في كرة القدم الحديثة، لكن المهم هو أن نحافظ على التوازن بين الخطوط وأن نبقى أوفياء لفلسفتنا التي تقوم على الانضباط والدقة في التفاصيل”.
كما شدد مدرب أشبال الأطلس على ضرورة استثمار لحظات التفوق خلال المباراة، دون التسرع أو فقدان التركيز، مضيفا: “علينا أن نعرف كيف ندافع عندما يفرض علينا الخصم ذلك، ولكن أيضا أن نعرف كيف نؤذي الخصم عندما نمتلك الكرة. نبحث دائما عن الفعالية، لا عن الاستعراض، لأن المباريات الإقصائية تحسمها التفاصيل الصغيرة والهدوء في اللحظات الصعبة”.
وفي ختام حديثه، عبّر محمد وهبي عن ثقته في قدرة عناصره على مواصلة المشوار بنجاح، وقال: “نحن نعيش مغامرة رائعة، لكن الأجمل لم يأت بعد إن شاء الله. هذه المجموعة أظهرت شخصية قوية منذ تصفيات كأس إفريقيا مروراً ببطولة شمال إفريقيا، والآن في المونديال العالمي. المطلوب فقط أن نحافظ على نفس الروح ونواصل العمل بنفس الجدية، وسنحاول بإذن الله إسعاد الشعب المغربي مرة أخرى”.
بهذا الخطاب المتزن والواقعي، وجّه مدرب المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة رسالة واضحة إلى لاعبيه وجماهير الكرة المغربية: الحلم مشروع، لكن تحقيقه يمر عبر العمل، الانضباط، والإيمان بقدرات “أشبال الأطلس” الذين يستعدون لكتابة فصل جديد في مسيرة الكرة المغربية الشابة.