أكد الناخب الوطني وليد الركراكي، أن الفوز الصعب الذي حققه المنتخب المغربي أمام نظيره البحريني (1-0)، مساء الخميس، يشكل محطة مهمة في استعدادات “أسود الأطلس” لكأس أمم إفريقيا المقبلة، مشيرا إلى أن التأخر في تسجيل هدف الانتصار جاء نتيجة مزيج من الثقة الزائدة، والاستهانة النسبية بالمنافس في بداية المباراة.
وقال الركراكي في تصريح صحافي عقب اللقاء الذي انتهى بفوز المغرب بهدف قاتل من توقيع جواد الياميق في الدقيقة الرابعة بعد التسعين من الوقت بدل الضائع: “ربما دخلنا المباراة بثقة كبيرة، ويمكن أننا اعتقدنا أن الأمور ستكون سهلة. لكن في كرة القدم، عندما لا تحترم الخصم، الأمور تنقلب ضدك. البحرين قدّمت مباراة جيدة، دافعت بشكل منظم وضيقَت المساحات، ويستحقون التقدير على أدائهم”.
وأوضح المدرب أن المنتخب المغربي لم يلعب بإيقاعه المعتاد في الشوط الأول، قبل أن تتغير الأمور في الشوط الثاني بفضل التغييرات التي أجراها على مستوى الخط الهجومي: “لم نبدأ بالمستوى المطلوب، لكن التغييرات أعطت روحا جديدة للفريق. اللاعبون الذين دخلوا من دكة البدلاء، مثل النصيري، بن صغير، طالبي وأخوماش، صنعوا الفارق، وأثبتوا أن لدينا مجموعة قوية يمكن الاعتماد عليها في أي لحظة”.
وأضاف الركراكي أن السيطرة الكاملة على المباراة لا تعني بالضرورة الفوز السهل، مبرزا أن مثل هذه المواجهات تكسب الفريق خبرة كبيرة: “ربحنا هذا النوع من المباريات بالعزيمة والتجربة. في بعض الأحيان لا تكون الانتصارات جميلة، لكنها مهمة لأنها تبني شخصية الفريق. أحيانا يكفي هدف في الدقيقة الأخيرة لتعرف أن لديك منتخبا لا يستسلم”.
وأشار الناخب الوطني إلى أن المنتخب المغربي عادل الرقم القياسي في عدد الانتصارات المتتالية (15) مناصفة مع ألمانيا وإسبانيا، مؤكدا أن هذه النتائج جعلت المنتخب ضمن الكبار في كرة القدم العالمية.
وفي ختام حديثه، وجّه الركراكي رسالة إلى الجماهير المغربية، داعيا إياها إلى الاستمرار في دعم اللاعبين خلال المرحلة المقبلة: “الفوز لا يأتي بسهولة، والمنتخب يحتاج إلى جمهوره. كأس إفريقيا لن يفوز بها لا الركراكي وحده ولا اللاعبون فقط، بل المغاربة جميعا. إذا كنا يدا واحدة، سنفرح بلدنا إن شاء الله”.
هيمنة المنتخب المغربي كانت واضحة في الأرقام، إذ بلغت نسبة استحواذه على الكرة 81% مقابل 19% فقط للمنتخب البحريني.
وخلق “أسود الأطلس” 6 فرص محققة للتسجيل، مقابل غياب تام للفرص الخطيرة من جانب الضيوف. كما سدد لاعبو النخبة الوطنية 29 كرة نحو المرمى، بينما لم يتجاوز رصيد البحرين تسديدتين طيلة المباراة.
في المقابل، تألق الحارس البحريني الذي أنقذ فريقه من خسارة ثقيلة بعدما تصدى لتسع كرات خطيرة، في حين لم يتعرض الحارس المغربي لأي اختبار يذكر.
كما حصل “أسود الأطلس” على 23 ركلة ركنية، وهو رقم يعكس الضغط الهجومي الهائل الذي مارسه المنتخب المغربي على مدار اللقاء.
من ناحية أخرى، أظهر المنتخب البحريني انضباطا دفاعيا كبيرا، رغم الفارق الفني، ونجح في الحد من خطورة الهجوم المغربي معظم فترات المباراة، لكنه استسلم في اللحظات الأخيرة أمام الإصرار المغربي.
بهذا الفوز، يؤكد المنتخب المغربي جاهزيته للاستحقاقات القادمة، فيما قدم المنتخب البحريني أداء دفاعيا شجاعا، رغم الفوارق الواضحة في السيطرة والاستحواذ.